محو أمية البيانات

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

على الرغم من انقضاء النسخة العاشرة من القمة العالمية للحكومات، فإن صدى حواراتها ونقاشاتها وقراراتها واتفاقياتها مازال يصدح في الأذهان؛ إذ تمكننا القمة كل عام من استشراف مستقبل المجالات كافة، والوقوف على المستجدات والمتغيرات، ودائماً ما نعيش مع أيامها واقع التحديات، ويغمرنا في نهايتها أمل وتفاؤل بالحلول وطرائق العلاج المقترحة.
قيادات ورؤساء دول ووزراء وخبراء، جاؤوا لمباحثات غير تقليدية في قضايا ملحّة تتصدر الساحة العالمية؛ إذ تعايشنا مع التحديات والمعالجات، وتعرّفنا إلى واقع الأوضاع في مختلف المجالات من دون استثناء. أخذتنا قمة هذا العالم إلى محطات متنوعة، ضمت قضايا البيئة وتغير المناخ، ومستقبل التعليم القادم، وتطورات التكنولوجيا المتلاحقة، وحكومات الغد.
البيانات استحوذت على حيّز كبير من مناقشات القمة، وكانت موضع اهتمام الخبراء والحضور، فدورها القادم يغير المجتمعات من حال إلى آخر، والتحدي الأكبر في ملف البيانات يكمن في التفاوت بين الدول التي تمتلكها، والأخرى التي تفتقر إليها. ويتساءل البعض عن ثورة البيانات ولماذا الاهتمام بها؟ وماذا وراء الكمّ الهائل من المناقشات عنها؟، ورصد التحديات والمعوقات وإيجاد الحلول والمعالجات.
البيانات تشكّل مرحلة مهمة على طريق تطور نظم المعلومات والاتصالات؛ إذ إن تقنياتها تمتلك القدرة على التحليل، وتوفير ارتباطات وتنبؤات بالاتجاهات المستقبلية في المجالات كافة، بكل دقة وواقعية، لتمثّل أدوات مبتكرة تمكن صناع القرار من فهم واقع المعطيات، وتحديد الاتجاهات التي تخدم أهداف وتطلعات المجتمعات بجملة قرارات صائبة ودقيقة.
أحجام البيانات وتخزينها ومعالجتها وتوزيعها، تفوق قدرة البرمجيات والحواسيب المتعارف عليها، وهذا ما يدفع الحكومات إلى البحث عن بدائل وحلول عاجلة لتفادي عوائق التعاطي مع البيانات. فالثراء في عصرنا الراهن لا يعني امتلاك الأموال فحسب؛ بل هناك أغنياء وفقراء في البيانات، وكما قال محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء: «من يملك البيانات يملك المستقبل».
هل تعلم أن هناك 17 هدفاً للتنمية المستدامة باستخدام البيانات؟ فقد وضعتها الأمم المتحدة لمعالجة قضايا صعبة في المجتمعات، أبرزها القضاء على الفقر والجوع، وتوفير التعليم الجيد والصحة بمفاهيمها المطورة، والمساواة بين الجنسين، ومعالجة مشاكل المياه والطاقة النظيفة وضبط أسعارها، والنمو الاقتصادي والصناعي. ملف البيانات يواجه تحديات تتطلب حشد الجهود للمساواة بين البلدان المتقدمة والنامية، وأثرياء وفقراء البيانات، وتطوير القدرات الوطنية ومحو الأمية العالمية في البيانات، ودعم الشراكات وتفعيل التعاون بين منتجي البيانات القدامى والجدد، والأهم تطوير المعايير الأخلاقية والقانونية لضمان جودتها وحماية المجتمعات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yspmxu9t

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"