من بين سطور التاريخ المنسية، يلتقط الطبيب والمفكر محمد أبو الغار حادثة وقعت لآلاف الفلاحين المصريين إبان الحرب العالمية الأولى التي لم تكن مصر طرفاً فيها، لكنه جمع أجزاءها وبحث عن وثائقها وأدلتها وقدمها في كتاب بعنوان (الفيلق المصري).
الكتاب يتكون من ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة إضافة إلى المراجع ومجموعة صور أرشيفية نادرة يتصدر الغلاف إحداها مع عنوان فرعي «جريمة اختطاف نصف مليون مصري».
ويقول أبو الغار في المقدمة «وجدت بريطانيا مع بدء الحرب أنها في حاجة إلى أيد عاملة مدنية تصاحب الجيش البريطاني، وتقوم بأعمال كثيرة، ولجأت إلى تجنيد الفلاحين المصريين فيما سُمي«فيلق العمال المصري»، وبدأ الأمر بالإغراء ثم انتهى باستخدام القوة والقهر، وانتقل هؤلاء الفلاحون مع الجيش البريطاني في أوروبا وخاصة فرنسا ودول أوروبية أخرى».
ويضيف «هذه الأحداث لم تكن معروفة لأجيال من المصريين، ولم يكتب عنها الكثير إلا في السنوات الأخيرة مع الذكرى المئوية لثورة 1919، ووضحت التفاصيل المرعبة في الوثائق البريطانية التي أظهرت أن أكثر من نصف مليون فلاح مصري قد انضموا للفيلق، بينما كان تعداد مصر 12 مليوناً فقط».
ويسرد أبو الغار كيفية تكوين الفيلق وجمع أفراده من الريف والصعيد، مستنداً إلى مذكرات مجموعة من الساسة المصريين أمثال سعد زغلول وأحمد شفيق باشا وعبد الرحمن فهمي، كما يستعين بكتابات المؤرخ عبد الرحمن الرافعي.
