تحدث موقع «لينكد إن» LinkedIn، عن أنه على الرغم من مخاوف الركود وأنباء تسريح العمال وتجميد الوظائف الجديدة، فإن الموظفين في قارة آسيا هم أكثر ثقة في قدراتهم، وأكثر استعداداً لتغيير الوظيفة مقارنة بالعام الماضي، كما أنهم يظهرون أيضاً مزيداً من المرونة، ومستعدون لمواجهة أي انكماش اقتصادي قادم. وذلك من خلال أحدث النتائج التي توصلت إليها أبحاث المستهلكين في المنصة، والتي أجريت على أكثر من 4000 موظف في سنغافورة وأستراليا والهند.
قالت بوجا تشابريا، رئيسة التحرير في قسم صناعة المحتوى لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «لينكد إن»: «إن حجم الثقة والتفاؤل من المحترفين يشير إلى تبنيهم مزيداً من المرونة بعد الجائحة لمعالجة أي تأثير قد تحدثه بيئة متقلبة. فمنذ بداية الوباء، استغل هؤلاء الوقت لتعزيز حياتهم المهنية من خلال تحسين المهارات والاستثمار في تنمية علاقاتهم ومواءمتها مع المجالات التي يحبونها». فعلى سبيل المثال، كانت هناك زيادة بنسبة 43% على أساس سنوي في إضافة الأعضاء للمهارات المختلفة إلى ملفهم الشخصي على المنصة العالمية، وهي إشارة إلى أنهم يستثمرون بنشاط في تطوير مهارات يمكن تطبيقها على أدوار وظيفية متعددة وتحسن احتمالية حصولهم على وظيفة.
تولى الموظفون زمام القيادة نسبياً في عام 2021، بقدرة تفاوضية أكبر، حيث ارتفعت فرص العمل إلى مستويات قياسية. كما منح العمل عن بعد أثناء الوباء الموظفين حرية العمل في أي وقت ومن أي مكان يريدون. ما مهد الطريق المهني لهم في مرحلة ما بعد الجائحة ولفترة طويلة.
وأضافت تشابريا: «نعتقد بأن الناس سيستمرون في البحث عن وظائف جديدة في عام 2023، للتمتع بمزيد من الحرية، أو لكسب المزيد من المال، أو للاستمتاع بالعمل أكثر، أو ربما، من أجل الحالات الثلاث. وهذا هو السبب في أن الموظفين قد لا يتطلعون إلى البقاء في وظائفهم لفترة طويلة».
- تضخم الراتب
ذكر موقع «لينكد إن»، أن ارتفاع التضخم وضغوط كلفة المعيشة سيدفعان الموظفين إلى البحث عن وظيفة أخرى أكثر دخلاً. ووجد بحث الشركة أن التطلعات للحصول على راتب أكبر كانت من أهم أسباب البحث عن وظيفة جديدة؛ إذ قال 58% ممن شملهم الاستطلاع في سنغافورة و49% في أستراليا و45% في الهند إنهم على استعداد لتغير وظائفهم الحالية لقاء المزيد من المال. ومن المتوقع، بحسب مسح إجمالي الأجور السنوي الذي تجريه «Mercer»، أن يشهد موظفو الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادة بنسبة 4.8% في إجمالي الرواتب في عام 2023. في حين ستسجل الهند أعلى زيادة متوقعة في الرواتب بنسبة 9.1%.
- توازن العمل والحياة
سيظل التوازن بين العمل والحياة الصحية يمثل أولوية رئيسية للموظفين هذا العام، بعد أن سلط عالم الأعمال في 2022 الضوء على أهمية تخصيص وقت للحياة العائلية بعيداً عن ضوضاء العمل والإرهاق المصاحب. وهو ما عبر عنه أكثر من 30% ممن شملهم الاستطلاع في جميع أنحاء الهند وسنغافورة وأستراليا.ويجب أن يأخذ أصحاب العمل في اعتباهم وضع الموظفين المرهقين المستنزفين الذين سينعدم عندهم بلا شك حس الالتزام الشخصي بوظائفهم الحالية. فوفقاً ل LinkedIn، فإن 75% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع من سنغافورة عرّفوا أنفسهم على هذا النحو، إلى جانب 66% من أستراليا، و51% من الهند. فهؤلاء يشعرون بأنهم لن يكونوا في مناصبهم الحالية لفترة طويلة.
- النمو الوظيفي
يعاني العمال مستويات عالية من عدم الانخراط والحزن منذ عام 2022. ووفقاً لتقرير «حالة مكان العمل» العالمي الصادر عن مؤسسة غالوب، أفاد 60% من المستطلعين بأنهم منفصلون عاطفياً في العمل، و19% بائسون.
وبهذا الخصوص علقت تشابريا: «إن الافتقار إلى النمو الوظيفي أو التقدم في العمل لا يزال أحد الأسباب الرئيسية لرغبة الأشخاص في ترك وظائفهم».
وكشف بحث LinkedIn أن 67% من الموظفين في أستراليا، و68% من سنغافورة يعتقدون بأن صاحب العمل لم يستثمر في نموهم من خلال توفير فرص تعلم مهارات جديدة وتطويرها وإثبات مستقبل حياتهم المهنية، وبأن أولئك الذين ترقوا وظيفياً هم أكثر احتمالاً للبقاء في مؤسساتهم لفترة أطول ممن يلازمون نفس الدور منذ مدة طويلة.
