عادي

الذكاء الاصطناعي لا يلغي قوة العقل البشري

01:13 صباحا
قراءة دقيقتين
المشاركون في جلسة «الذكاء الاصطناعي»
image2

الشارقة: «الخليج»

نظم منتدى السرد في النادي الثقافي العربي بالشارقة، مساء أمس الأول الجمعة، جلسة نقاشية حول قصة «متقاعد في المدينة»، للكاتب إسلام أبو شكير التي وظف في كتابتها الذكاء الاصطناعي، وقد قرأها الكاتب الناقد إسلام أبوشكير، الذي أكد أنه قدم من خلالها تعليمات إلى برنامج «تشات جي بي تي» من أجل أن يكتب قصة رجل متقاعد يسكن وحيداً في غرفة في دمشق أثناء الحرب يلتقي بصديق قديم جداً من أصد قائه، ويجالسه، وعندما تتصل به ابنته من دبي يحدثها عن لقائه بصديقه وفرحته بذلك اللقاء، فتؤكد له أن صديقه مات منذ عشرين سنة، فيصاب بالصدمة، وقد أخذ البرنامج هذه الفكرة فطورها ووسعها، وكتب منها قصة من صفحتين، بما يقارب 400 كلمة، وجاءت قصة محكمة البناء بكل مقاييس القصة القصيرة، حتى أن البرنامج استخدم بعض التعبيرات البلاغية الجميلة، وأوضح أبوشكير أن تلك النتيجة أبهرته وجعلته يطرح بعمق سؤال الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإبداع الأدبي؟.

عبد الفتاح صبري الذي أدار الجلسة، قدم عدة أوجه من أوجه مضاهاة الذكاء الاصطناعي للإنسان، ليس في الإبداع وحده بل في كل أوجه الحياة.

بدوره قال الدكتور عمر عبد العزيز: إن الذكاء الاصطناعي ظاهرة حقيقية، ومرحلة من مراحل التطور التقني للحضارة الحديثة، وينبغي أن نتعلم كيف نتعايش معه، وكيف نستخدمه من أجل الإبداع، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يلغي العقل البشري”.

أما الكاتب محمد ولد سالم فقال: «إن تهديد الآلة أو التقنية للإبداع البشري ومضاهاتها له، ليس أمراً جديداً، فقد بدأ منذ أن ظهرت كاميرات التصوير الضوئي عام 1839، فقد أحس الإنسان بأن هذه الآلة تجاوزت في قدرتها الرسم باعتبار الرسم عملية محاكاة للواقع، ومن هنا بدأ الفنانون التشكيليون البحث عن عوالم فنية لا يمكن للآلة أن تضاهيهم فيها، فكانت نزعات الانطباعية والرمزية والسريالية وغيرها إلى ما نشاهده اليوم، حتى دخلت التقنية كل مجالات الإبداع البشري والأدب هو آخر مجال دخلته».

وتحدث في الجلسة الفنان فواز سلامة، الذي قال إنه مهما تطورت التقنية فسيبقى للإنسان قدرة على الإبداع، وأوضح الدكتور محمد الأمين السملالي أن إشكالية المتيافيرس تُظهر كيف أن البرمجيات والتقنية الحديثة عموما صارت تهدد الإنسان في أخص خصائصه، وهي الإنسانية، فإن استمر تغول هذه البرمجيات فقد تقتل إنسانيتنا.

وتلا الجلسة أمسية شعرية بعنوان «خيال القلب» بمشاركة الشاعرتين السوريتين هبه شريقي وآيات محمد القاضي، وقدمتها الشاعرة السودانية منى حسن، التي عرّفت بشريقي والقاضي وأشادت بالتجربة الإبداعية لكل واحدة على حدة، وقرأت القاضي عدة قصائد اعتمدت فيها على أسلوب سردي، تتخلله إشارات رمزية تظهر سعة اطلاعها الأدبي، وقدرتها على استخدام الرمز، وقرأت هبة شريقي قصائد غلبت عليها المسحة الوجدانية وهي شاعرة لها قدرة على التقاط الأشياء الصغيرة والتفاصيل الدقيقة وتوليفها لصناعة مشهد شعري جميل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhp56rv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"