عادي
2.2 تريليون دولار حجم اقتصاد المواهب والإبداع

5 مسارات تمهد طريق المخرجات نحو وظائف المستقبل

01:30 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

أكد خبراء التعليم، أن هناك خمسة مسارات مهمة، تمهّد الطريق أمام مخرجات التعليم الراهنة للالتحاق بوظائف المستقبل، ومجابهة تحديات سوق العمل المتغير الذي يستند إلى المهارات إلى جانب سنوات اكتساب المعارف والعلوم عبر سنوات الدراسة.

في وقت ينتقل العالم من عصر المعلومات إلى عصر الخيال، ومن اقتصاد المعرفة إلى اقتصاد الإبداع، ويعدّ الخيال الموهبة الأهم والأعظم رواجاً، وسيرتكز عليها التنافس في السنوات القليلة المقبلة؛ إذ إن 45% من وظائف اليوم ستختفي، بسبب اعتمادها على التقليدية والمنطق والرتابة والقوة البدنية، لتحل محلها وظائف وقودها الخيال والإبداع خلال العقود القادمة.

وبلغ حجم الاقتصاد الذي يستند إلى المواهب والخيال والإبداع والابتكار 2.2 تريليون دولار، في 2015، وتحتاج المئة عام المقبلة إلى نوعية التعليم الذي يحفز على الخيال، وينمّي الإبداع، ويغرس روح البحث والابتكار، ويبتعد عن التلقين.

1
هيذر ماكغريغور

مخرجات اليوم

وفي مداخلة مع «الخليج»، أكدت البروفيسورة هيذر ماكغريغور، عميدة ونائبة رئيس جامعة «هيريوت وات دبي»، أن المهارات التي تمتلكها مخرجات اليوم لا تصلح لسوق العمل بعد 10 سنوات من الآن؛ إذ إن الوظائف التي نراها متوافرة بكثرة في الوقت الراهن سترحل، وتحل محلها أخرى جديدة تواكب المتطلبات والاحتياجات، ويعني ذلك ضرورة إلقاء نظرة ثاقبة على قدراتنا الحالية، وإيجاد طرائق لتعزيزها، وتكييف أنفسنا مع نوع مختلف من العمل حتى نبقى على صلة بأوضاع السوق.

وقالت: «سواء اختار الخريجون الارتقاء بمهاراتهم الحالية «تحسين المهارات» أو إعادة التدريب في مجالات مختلفة تماماً «إعادة تشكيل المهارات»، سينضمون إلى ملايين الأشخاص، للاستعداد للمراحل المستقبلية من حياتهم العملية، التي تستند في المستقبل إلى البرمجيات والذكاء الاصطناعي والطاقة بأنواعها والفضاء والتكنولوجيا وإنترنت الأشياء».

توظيف عاطفي

وأفادت بأن ظهور التوظيف العاطفي، أحد المسارات الخمسة التي تمهد طريق المخرجات نحو سوق الوظائف المستقبلية، وقد تكون مهارات المستقبل غير محددة، لكننا نعلم أنها ستتضمن عملاً معرفياً وعاطفياً؛ إذ استند الجميع في السابق إلى العمل البدني والتقليدي، الذي يتكون من القدرة على الحركة والقوة العضلية والبراعة، لكن جاء نمو العمل المعرفي، الذي تأسس على القدرة المعرفية، والذاكرة والموهبة، ليغير المنظور التقليدي للوظائف.

وهنا ينبغي أن تشمل العملية التعليمية، جانب التأهيل وإثراء المهارات التي تتضمن تحليل المعلومات والتحسين واتخاذ القرار والتفكير النقدي والإبداع في النهاية؛ إذ إن العمل العاطفي يتمثل في نشر المهارات والقدرات، مثل الوعي والتحفيز الذاتي والتعاطف وبناء العلاقات، وكل ذلك مقترن بالهدف والمعنى والتصرف بشكل أخلاقي.

الارتقاء بالمهارات

وأكدت أن هناك الكثير من المزايا لتحسين المهارات، بالنسبة للموظفين؛ إذ يساعد هذا الاتجاه على تطوير مهارات جديدة للبقاء على صلة بالصناعة وتحسين قابلية التوظيف، فضلاً عن تطوير مهارات الاكتشاف المحتمل لعواطف واهتمامات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى فرص وظيفية جديدة. وتمكن المخرجات من توسيع شبكتهم المهنية، وتقديم منظور جديد، فضلاً عن أن إعادة تشكيل المهارات يعد أحياناً طريقة جيدة لإعادة الدخول إلى القوى العاملة، بعد راحة طويلة جداً، أو للاستبدال بين الوظائف.

وأكدت أن اكتساب المواهب يستغرق وقتاً طويلاً، ويسهل على روّاد الاعمال الاحتفاظ بالموظفين الحاليين بتطوير مهاراتهم في بيئة متغيرة، بدلاً من توظيف كوادر جديدة، فضلاً عن زيادة رضا الموظفين؛ إذ أظهرت دراسات أن 91% من موظفي الجيل Z (من مواليد 1990-1999) يسهمون في فرص التدريب المهني عند اختيار صاحب العمل، ومع رفع سقف المهارات والارتقاء بها، قد يتمكن بعض الموظفين من التقدم ولعب المزيد من الأدوار القيادية.

معرفية وعاطفية

وأشارت إلى أن سوق العمل سيشهد نمواً في العمالة المعرفية والعاطفية؛ إذ نراه يشهد صعوداً في بعض القطاعات وتقلص قطاعات أخرى، وهذا يعني أن متطلبات سوق العمل تتغير باستمرار، والثورة الرقمية التي حدثت في جميع القطاعات الصناعية تعني أن وظائف اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي كانت موجودة قبل بضع سنوات فقط، وستكون وظائف الغد مختلفة مرة أخرى في الشكل والمضمون والهدف.

وأفادت بأن هناك طرائق مسؤولية عدة للتطوير الذاتي لتعزيز فرص العمل، أبرزها أن تتولى دوراً إضافياً في العمل، خارج عن مهامك الوظيفية المعتادة؛ إذ تُعد هذه الفرص الممتدة طريقة رائعة لمعرفة المزيد عن مجال عمل مختلف، وهي طريقة فاعلة للغاية لتعزيز المهارات بشرط عدم تجاهل دور الرئيسي للشخص.

وقالت: إن هناك طريقة أخرى تتمثل في تخصيص بعض الوقت كل أسبوع، لمتابعة مستجدات الصناعة ومتابعة نشاطات رواد الصناعة والخبراء، لا سيما مع وجود حقيبة غنية بالمحتوى المهني المتاح عبر الإنترنت على LinkedIn وTED Talks والبودكاست وغيرها، ويمكن الانضمام إلى صناعة أو جمعية مهنية أيضاً؛ حيث في الأغلب يكون لديهم ورش ومناقشات يمكن أن تقدم رؤى، موضحة أن التطوع في مؤسسة خيرية، يساعد في اكتساب الخبرة التي قد لا تحصل عليها في العمل، وأضافت أن الشهادات الإضافية والدورات المتخصصة تعزز المهارات الحالية وتساعد على تعزيز دورك الوظيفي أو وضعك قائداً معرفياً في مجال عملك الحالي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s2nz8sa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"