عادي

الخشبة مرآتنا

23:10 مساء
قراءة 6 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود

دورة جديدة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، بعد توقف بسبب جائحة كورونا، والذي ظل يشكل منصة إبداعية محتشدة بالفعل الدرامي الخليجي، منذ 2015، ولعل من أكثر الأهداف التي يعمل المهرجان على تحقيقها التعبير عن قضايا المنطقة ومجتمعاتها وثقافاتها المتقاربة والمتشابهة، وبث الوعي بخصوصية التاريخ المشترك والتراث والهوية الخليجية والعمل على رصد حراك الواقع اليومي في الخليج، ومتابعة المتغيرات الاجتماعية والثقافية، كما يطمح المهرجان إلى تأسيس قاعدة جماهيرية للمسرح في المنطقة، عبر عروض تنتمي إلى البيئة الخليجية، وذلك ما أكد عليه عدد من المسرحيين الذين أعربوا عن سعادتهم بالمهرجان الذي يكتسب أهمية خاصة.

«من يريد أن يقف على تطور الحراك المسرحي في منطقة الخليج فليشاهد هذا المهرجان»، بهذه الكلمات، لخص عبد الله مسعود، المكانة التي يحتلها مهرجان المسرح الخليجي كمنصة تقف شاهدة على إبداعات المسرحيين في المنطقة، ويشير مسعود إلى أن الحركة الإبداعية الدرامية والمسرحية تجد في الخليج العربي دعماً كبيراً من القيادات والمسؤولين، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المهرجان والداعم الأول للثقافة والحركة المسرحية في العالم العربي.

ووصف مسعود، إقامة هذا المهرجان بالفكرة العبقرية، فهناك اهتمام كبير من قبل جمهور الخليج بصورة عامة بالفنون المسرحية، ومن أهم العوامل التي جعلت للمسرح جماهيرية في المنطقة، هو تصدي النصوص والعروض للقضايا الاجتماعية، فضلاً عن قدرة الخشبة على التعبير عن واقع العيش والحياة في الخليج.

وذكر مسعود، أن المهرجان يدعم قطاع المسرح والمسرحيين في المنطقة، وحافز من أجل الاستمرار وتقديم أفضل الأعمال والعروض والإبداعات المسرحية بطريقة مبتكرة وبأفكار تنتمي إلى ثقافة الخليج.

تعارف

المخرج والممثل، إبراهيم سالم، أكد الأهمية القصوى والكبرى للمهرجان لكونه يعكس خصوصية منطقة الخليج العربي التي تتكئ على تراث فني وإبداعي كبير ومتنوع، لافتاً إلى أن المهرجان يؤكد عمق الصلات والعلاقات بين البشر في هذه الرقعة الجغرافية ذات التاريخ المشترك والثقافة المتقاربة.

وأوضح سالم، أن المهرجان ينطوي على متعة وسعادة كبيرة بالنسبة للفنانين، لأنه يتيح فرصة اللقاء بين المبدعين الخليجيين في مجال المسرح، وكذلك من أجل تطوير الحالة المسرحية في المنطقة التي تزخر بإمكانات إبداعية كبيرة، مشيراً إلى أن العروض ذات الثيمات التي تعبر عن الخليج وبيئته تجد إقبالاً جماهيرياً كبيراً.

وأشار سالم، إلى أن الفنانين في بقية الأقطار العربية الأخرى سيشكلون حضوراً عبر الندوات النقدية التطبيقية والفكرية، والتي تشهد تقديم الرؤى النظرية التي من شأنها أن تسهم في رفعة الحراك المسرحي الخليجي.

«المهرجان منصة عربية متوهجة بالفعل المسرحي الخليجي المتطور»، هكذا تحدث المسرحي المخضرم عمر غباش، الذي أكد أن المهرجان هو بمثابة ملتقى للأسماء الكبيرة والنجوم اللامعة في سماء المسرح الخليجي، فوجود هذا العدد والكم الكبير من الفنانين الخليجيين هو فرصة للتعارف وتبادل الأفكار التي من شأنها أن تشكل إسهاماً نظرياً في اتجاه ازدهار الحراك المسرحي في المنطقة.

ولفت غباش، إلى خصوصية هذا المهرجان الذي يعد من أكبر وأهم الأنشطة المسرحية في الخليج والمنطقة العربية ككل، موضحاً أن المهرجان يتناول بصورة خاصة القضايا الخليجية، ويرصد المتغيرات والتحولات الاجتماعية والثقافية على الحياة في المنطقة.

فوائد

من جانبه، أشاد الفنان عبد الله صالح، بالجهود والدعم الكبير الذي ظل يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة، من أجل رفعة وتقدم الحراك الثقافي بصورة عامة، والمسرحي بصفة خاصة، لافتاً إلى عدد المهرجانات التي تحتضنها الشارقة، فمهرجان المسرح الخليجي، هو من تلك الإنجازات الكبيرة لإمارة الشارقة، والتي تدعم تعميق الروابط بين أهل الخليج، وبصورة خاصة الفنانين المسرحيين.

وأكد صالح أن هنالك العديد من الفوائد المرجوة من المهرجان والتي ستعمل بصورة كبيرة على تطوير الفعل الإبداعي المسرحي، فهناك الأنشطة الفكرية والثقافية المصاحبة من ندوات وملتقيات، موضحاً أن العروض التي يحتضنها المهرجان هي صفوة الأعمال المسرحية في الخليج.

حضور النقد

بينما أكد المسرحي مرعي الحليان، أن المهرجان سيشهد ممارسات مسرحية مميزة، نسبة لمشاركة العديد من النجوم المسرحيين المميزين في مختلف مفردات العرض المسرحي، من كتاب ومخرجين وفنيين وممثلين، لافتاً إلى أن المهرجان يتضمن كذلك ندوات فكرية تتناول الواقع المسرحي، وأخرى تطبيقية تشرح وتحلل العروض، ما يعني حضور الناقد المسرحي الخليجي في هذه المناسبة المهمة.

وذكر الحليان أن المهرجان هو فرصة لاكتشاف المواهب الخليجية في المجالات المسرحية المختلفة، خاصة أن المنطقة تزخر بالعديد من الشباب المحب للإبداع المسرحي، وستشهد الدورة الجديدة من المهرجان تقديم العديد من الوجوه المسرحية الشابة الجديدة والواعدة، مشدداً على أن المهرجان هو ضمن الروافع الكبيرة التي من شأنها أن ترسخ «أبو الفنون» في العالم العربي.

المخرج حسن رجب، أشار إلى أهمية المهرجانات بصورة عامة في استمرار وتطور الفعل المسرحي في الإمارات والخليج والعالم العربي، فالمهرجان، يعد اليوم من العلامات الكبيرة والفارقة في المنطقة العربية، بفضل الرعاية والاهتمام الكبيرين من قبل رجل المسرح الأول صاحب السمو حاكم الشارقة.

وذكر رجب، أن المسرح الخليجي ظل يطرح الكثير من القضايا التي تهم إنسان هذه المنطقة في ظل المتغيرات الكبيرة، وقال رجب: «لا شك في أن الأعمال التي تعبر عن البيئة من شأنها أن تجد قبولاً كبيراً، وكذلك يطمح المهرجان إلى اكتشاف المواهب المسرحية الجديدة ومواكبة التطور في الأساليب والتقنيات الجديدة في المسرح».

غوص عميق

من جانبه، لفت الكاتب والمخرج صالح كرامة، إلى أن الدورات المتعاقبة للمهرجان منذ انطلاقته، أكدت نجاحه الكبير، حيث ظل يسهم في إحياء نشاط المسرح ويقدم الكثير من الوجوه الجديدة، الأمر الذي أسهم في دفع العمل الإبداعي المسرحي إلى الأمام.

ولفت كرامة، إلى أن المهرجان يرصد حركة الواقع والمتغيرات التي طرأت على مجتمع الخليج، ومارست العديد من العروض غوصاً عميقاً في الحياة الخليجية، ويقول كرامة: «الجهود الفكرية والرسائل التي حملها المهرجان هي من صميم الدور الأساسي للمسرح كمرآة تعكس الواقع وتعبر عنه».

وذكر كرامة أن الكثير من الأعمال في الدورات السابقة ناقشت قضايا العادات والتقاليد، وكذلك جدل الحداثة، وغيرها، والتحديات التي تواجه إنسان المنطقة، مشيراً إلى أن العديد من العروض أكدت التشابه الكبير بين الثقافة في مختلف بلدان المنطقة.

وشدد كرامة على أهمية استمرار هذا المهرجان المهم، مشيراً إلى أن الدورة الحالية هي بمثابة استمرار للدور الكبير الذي يلعبه المسرح في حياة الخليجيين، لكونه يعبّر عنهم وعن أحلامهم وطموحاتهم، ويعكس قضاياهم وهموهم وشواغلهم.

مكانة مميزة

الفنان حميد فارس، أكد أن المهرجان بات يحتل مكانة مميزة وكبيرة في نفوس الخليجيين، واصفاً إياه بالمنصة الإبداعية الأجمل بين بقية المهرجانات في الوطن العربي، فالتنافس بين الأعمال المشاركة من شأنه أن يصنع حالة إبداعية تقف شاهدة على حجم تطور الفعل المسرحي وتقدمه في المنطقة، خاصة أن المهرجان يضم كوكبة من الفنانين المميزين.

ولفت فارس إلى أن من الأشياء المهمة المتصلة بالمهرجان، ذلك الحضور الجماهيري الكبير الذي تشهده العروض، موضحاً أن ذلك يعني نجاح المهرجان في صنع قاعدة شعبية وجماهيرية، وكذلك في رفع مستوى الوعي والذائقة المسرحية.

فيما أوضح الممثل جمعة علي، أن المهرجان هو المناسبة المسرحية الأكبر في الخليج، وقد وصل إلى تلك المكانة بفضل الاهتمام والرعاية والدعم الكبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، ونجح في خلق حالة تنافس بين الفنانين الخليجيين ليقدموا أفضل ما لديهم من إبداع.

وأشار جمعة، إلى أن المهرجان يؤكد المكانة السامية التي وصل إليها المسرح في الإمارات، في ظل تراجع المهرجانات الكبيرة في المنطقة والعالم العربي، ويكتسب أهمية وخصوصية حيث ظل في جميع دوراته يتميز بالعروض القوية التي تحمل الفكر والجمال والألق.

وذكر جمعة، أن المهرجان استطاع أن يحرك إبداعات الفرق المسرحية المحلية الإماراتية، التي ظلت تتنافس من أجل تمثيل الدولة في هذا المحفل المهم، معرباً عن أمله في أن تأتي الدورة الحالية وهي تحمل أفكاراً وعروضاً مبتكرة.

من جانبه، أكد الفنان وليد عمران، أهمية الممارسات الإبداعية المسرحية التي يقدمها المهرجان، فالمشاركة الكبيرة من قبل الدول الخليجية هي سانحة للتعلم من التجارب المسرحية المختلفة، وفرصة لتبادل الأفكار والرؤى بما يخدم المسرح الخليجي.

ولفت عمران، إلى أن الجمهور في منطقة الخليج أمامه الكثير من المغريات الإبداعية الأخرى، خاصة في ظل الثورة الرقمية والمعلوماتية، الأمر الذي يضع أمام المسرحيين مسؤولية كبيرة من أجل تقديم رؤى مغايرة حتى يصبح المسرح أكثر جاذبية للجمهور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2hu2evkd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"