عادي
عقد تحت رعاية رئيس الدولة بحضور 1800 من القادة وصناع القرار

مؤتمر الدفاع الدولي يبحث تبعات التقنيات الحديثة اقتصادياً واجتماعياً

01:30 صباحا
قراءة 8 دقائق
الحضور خلال المؤتمر - تصوير محمد السماني
خلال الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر - تصوير محمد السماني

أبوظبي: عماد الدين خليل
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، انطلق في أبوظبي، صباح أمس الأحد، مؤتمر الدفاع الدولي، المصاحب لمعرضي (آيدكس ونافدكس 2023)، والذي تنظمه مجموعة «أدنيك» بالتعاون مع وزارة الدفاع وبشراكة استراتيجية مع مجلس التوازن، بحضور أكثر 1800 مشارك من القادة والمسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم، لبحث التبعات الاقتصادية والاجتماعية للتقنيات الحديثة وأثرها في مستقبل الصناعات الدفاعية.

افتتح محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع، فعاليات المؤتمر الذي أقيم تحت شعار «التكيف والاستكشاف والتحول والبحث في إعادة تصور الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر مضطرب»، وتخللته 4 جلسات نقاشية شارك فيها 17 متحدثاً عالمياً بارزاً، تناولت التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد للتقنيات الحديثة، وتطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري، وتأثير التقنيات في مستقبل العمليات الدفاعية، وتناقش الأفكار حول أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتقدمة.

حضر الافتتاح عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وسورين بابيكيان وزير الدفاع في أرمينيا، ومحمد أسرار تارين وزير الإنتاج الدفاعي في باكستان، وإنوسنت لوغا باشونغوا، وزير الدفاع والخدمة الوطنية في تنزانيا، وسيخانبايار غورسيد وزير الدفاع في منغوليا، وروبرت خانشاتريان وزير صناعة التكنولوجيا العالية في أرمينيا، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في جهات حكومية وخاصة، محلية ودولية.

كما شهد الافتتاح كل من الفريق ناصر بن علي ناصر الصيخان، وكيل رئيس أمن الدولة للموارد البشرية في المملكة العربية السعودية، واللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن غافان الجابري الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي (آيدكس ونافدكس)، واللواء الطيار الركن محمد سعيد المغيدي، الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وطارق عبد الرحيم الحوسني الأمين العام لمجلس التوازن، وحميد مطر الظاهري، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في جهات حكومية وخاصة، محلية وإقليمية ودولية.

الاستكشاف والتحوّل

قال محمد بن أحمد البواردي في كلمته الافتتاحية: «نواصل اليوم مسيرة تعاوننا المشترك من خلال مناقشة مفاهيم التكيف والاستكشاف والتحول، والبحث في إعادة تصور الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر مضطرب، ويعتبر المؤتمر فرصة لمناقشة جوانب متعددة من التحديات المتعلقة بأثر التقنيات الحديثة على مستقبل البشرية، من خلال 4 جلسات تتناول تلك التحديات، ولكن علينا أن نتذكر أن التحدي الأكبر، يكمن في قدرة البشر على مواجهة مخاطر الطبيعة وفي مقدمتها آثار التغيّر المناخي».

وأضاف: «نحيا اليوم في عصر مملوء بالاضطراب نتيجة التطور السريع والاعتماد المفرط على التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية والحيوية والواقع الملموس، ما ترك آثاراً في المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية، بما فيها تحقيق الأمن».

وتابع: «يتطلب الأمر اتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواكبة هذا الواقع، إلى جانب دراسة الكيفية التي يؤدي بها الدمج المتزايد للتقنيات في أماكن العمل إلى تغيير مناهج تنمية المواهب وإدارة رأس المال البشري، ودراسة التقنيات الناشئة على العمليات العسكرية الحديثة ومستقبل الحروب».

وأشار: «يتناول المؤتمر موضوع اكتشاف الحدود التالية، بالبحث في غريزة الإنسان لاستكشاف ما وراء الأبعاد الحالية للعالم الأرضي والماديّ، وتوسيع البصمة البشرية في كل من الفضاء والمجال الرقمي، متطلعين أن تخرج هذه الجلسات بنتائج ملموسة لمصلحة الإنسان».

وقال: «بينما نسعى لتحقيق الأمن في عصر الاضطراب، يترتب علينا أن نتكيف مع واقع الحال الذي نحيا به، وعلينا أن نُلبي متطلباته، ومن جانب آخر، علينا أن نستكشف طبيعة التحديات، وأن نبتكر الوسائل والأساليب للاستفادة من التطور التقني لإدارة مسيرة التحول بوعي كامل».

وأضاف وزير الدولة لشؤون الدفاع: «تؤمن الإمارات بضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية بهدف إرساء الأمن لكي نتمكن معا من ترسيخ الاستقرار في دول المنطقة والعالم، وهذا بدوره يتيح المجال لدفع عجلة الاقتصاد الوطني في دولنا، كما يساهم بتحقيق التنمية المحلية والإقليمية والعالمية».

وتابع: «يأتي تحقيق الأمن في مقدمة أولوياتنا، لأنه يفسح المجال أمام مجتمعاتنا للعيش بكرامة وفي بيئة آمنة، ويتيح الفرصة أمام حكوماتنا لبناء علاقات التعاون المثمر بين دولنا، ويساهم بحل النزاعات بالحوار والتفاهم، ما يؤدي إلى تحقيق سلام عالمي، ويدفع بعجلة التقدم والازدهار».

وقال: «لا يتحقق الأمن بالقوة والسلاح، ولا بالتقنيات الحديثة وحدها، فهو منظومة وطنية متكاملة تنبع من أسلوب الحياة وثقافة المجتمع ومنجزاته القائمة على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية التي تدعو إلى احترام حقوق المجتمعات الأخرى وثقافاتها وتهدف لبناء علاقات إنسانية معها».

وتوجه إلى المشاركين في المؤتمر قائلاً: «أدعوكم للتأمل في نموذج التسامح والتعايش السلمي الذي تقدمه الإمارات، فبينما تحتضن جاليات من جميع الشعوب والثقافات، فهي تمنحُهم الفرصة للعيش والعمل على أرضها بأمن وسلام، كما تسعى الدولة لبناء جسور التعاون مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل».

وأضاف: «بالرغم من ظروف عدم الاستقرار والاضطرابات التي أحاطت بالمنطقة طوال أكثر من 50 عاماً، استمرت الإمارات بمواجهة التحديات بكفاءة ولم تتوقف عن تحقيق التقدم وتقديم المنجزات، لإن قيادتها أرست الأمن ورسخت السلام بالتعاون مع جيرانها والمجتمع الدولي.

وواصل: «مع افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض الدفاع الدولي آيدكس 2023، ندعوكم للاستفادة من هذه الفرصة للاطلاع على أحدث التقنيات والأسلحة والمعدات التي تُساهم بإرساء الأمن والسلام، وتعزيز فرص التعاون الدفاعي المشترك بين دولنا، من خلال ترسيخ مفاهيم الردع». وأختتم: «آمل أن يكون هذا المؤتمر إضافة نوعية في مسيرة تعاونِنا المشترك، لتحقيق التقدم والازدهار لدولنا».

الأمن الإنساني

من جانبه، قال اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي (آيدكس ونافدكس)، ومؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لهما: «إن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص على تحقيق الاستقرار والأمن الإنساني، ليس في الدولة فحسب، بل على المستوى العالمي، لتصبح نموذجاً ريادي في تخطي التحديات وتحقيق التقدم الحضاري ووجهة متميزة للتعايُش السلمي.

وأكد أن أهمية مؤتمر الدفاع الدولي تكمن في توفير منصة استراتيجية مثالية تستقطب نخبة من القادة وصناع القرار من مختلف دول العالم، لتبادل الرؤى والأفكار البناءة حول العديد من القضايا العالمية وبلورة الحلول بشأنها لتحقيق الاستقرار والسلام وضمان الأمن الدولي.

بدوره، قال اللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن غافان الجابري، نائب رئيس اللجنة العليا: «يوفر مؤتمر الدفاع الدولي منصة عالمية لمناقشة تطوير حلول أكثر فعالية للتحديات المتغيرة والمتسارعة التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر، واستراتيجيات أمنية ودفاعية تسهم في تحقيق وإرساء السلام على المستوى العالمي، كما يسلط الضوء على أحدث التطورات العلمية والتقنية، والدور المحوري والمهم لدولة الإمارات وأبوظبي في النهوض بواقع ومستقبل قطاع الصناعات الدفاعية من خلال توفيرها حلقة وصل بين القادة والمختصين للعمل معاً، على إيجاد صيغة لإعادة هيكلة المنظومات الدفاعية في مواجهة تحديات المستقبل».

في السياق ذاته، قال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «أدنيك»: «تنظيم مؤتمر الدفاع الدولي يتماشى مع رؤية واستراتيجية أدنيك لتعزيز مكانة العاصمة أبوظبي كوجهة عالمية لسياحة الأعمال والسياحة الترفيهية في المنطقة، وينسجم مع جهودها لنقل وتوطين المعرفة، ورفد الكفاءات والقدرات الوطنية بخبرات عالمية في جميع الجوانب العلمية والمعرفية، حيث يوفر هذا التجمع العالمي منصة مثالية لتبادل الآراء والأفكار مع كوكبة من صناع القرار والخبراء، وفرصة حقيقية للتعرف إلى التوجهات العلمية والتكنولوجية في هذه المجالات الحيوية».

جلسات المؤتمر

شهد المؤتمر 4 جلسات، حيث شارك في الجلسة الأولى التي أقيمت بعنوان «الوعد والتبعات: الآثار والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية للانتشار المطرد في تبنّي تقنيات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية والعضوية والواقع الممتد»، عمر بن سلطان العلماء، وفرانسوا ريجيس بولفيرت، المدير الدولي للتعاون العلمي لمجموعة «نافال»، إلى جانب روي دونلسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ريثيون» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والجنرال جون دبليو نيكلسون جونيور المدير التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» في الشرق الأوسط.

وتناولت الجلسة التي أدارها ماثيو كوكران رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجلس تسويق خدمات الدفاع، التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد واسع النطاق للتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العصبية والحيوية والواقع الممتد.

فيما تطرقت الجلسة الثانية بعنوان «المواكبة: كيف سيغير التضمين المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في أماكن العمل من مناهج تطوير المواهب وإدارة الموارد البشرية»، والتي أدارتها الدكتورة آنا دولديز، رئيسة قسم الأبحاث في أكاديمية «ربدان»، إلى تزايد اعتماد التقنيات المتقدمة في أماكن العمل على تغيير منهجيات تطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري، حيث شارك فيها فاهاكن خاتشاتوريان، وزير صناعة التكنولوجيا العالية في أرمينيا، والسير توم بيكيت، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وحسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة «بيانات»، إحدى شركات «جي 42».

اختتام المؤتمر

واختتمت، أمس الأحد، فعاليات المؤتمر، وحقق المؤتمر نجاحاً لافتاً؛ حيث شارك فيه أكثر من 1800 مشارك من القادة وكبار المسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.

وأكد عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن مؤتمر الدفاع الدولي جمع قادة وصنّاع القرار والكفاءات الدولية، لمناقشة مستقبل ملامح جوانب الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر التحول التكنولوجي، بما يسهم في ضمان جودة حياة عالية وبمستوى أمن وأمان عالٍ.

وأضاف أنه في المستقبل القريب سيشهد العالم استخدامات مختلفة للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، والذي يتطلب مواكبة هذا التطور بتشريع لهذه الاستخدامات؛ حيث توجد استخدامات إيجابية مثل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المجالات اللوجستية والصيانة للمعدات العسكرية، مشيراً إلى أهمية سن تشريعات للحد من استخدام الآليات المسيرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرار النهائي، ولابد أن يكون هناك قيادة بشرية في اتخاذ القرارات النهائية لهذه النظم، مضيفاً أن دولة الإمارات تزخر بالكفاءات الوطنية ومؤسسات رائدة تطور هذه النظم مثل «ايدج» وتتيح المجال للمواطنين للاستفادة من فرص العمل في هذه الشركات.

التكنولوجيا في الطليعة

بحث المشاركون في الجلسة الثالثة بعنوان «التكنولوجيا في الطليعة» تأثير التقنيات الناشئة في العمليات الحديثة ومستقبل العمليات العسكرية، وشملت قائمة المتحدثين اللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن غافان الجابري، ويو دونغ جون نائب وزير الدفاع في جمهورية كوريا الجنوبية، إضافة إلى نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة، واللواء (متقاعد) البروفيسور آدم فندلي، أستاذ الممارسة والدفاع والأمن الإقليمي في جامعة جريفيث، وأدار الجلسة تاتي نوركين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «أو تي إتش انتلجنس» في الولايات المتحدة الأمريكية.

واختتم المؤتمر أعماله بالجلسة الرابعة بعنوان «الجبهات التالية»، والتي ناقشت الغريزة البشرية وتجاوز أبعاد العالم الواقعي الحالي وتوسع البصمة الإنسانية في مجالات الفضاء والعالم الرقمي، حيث تحدث فيها كل من سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، ونيكوس باباتساس، الشريك في مجموعة «أي إف أيه»، إلى جانب آنا كارين روزن، الرئيس التنفيذي لشركة «ساب» في الإمارات، وبالمر لوكي مؤسس ومكتشف شركة «أوكلوس في آر»، وتولت إدارتها نوفر رامول، وهي مقدمة تلفزيونية في مؤسسة دبي للإعلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bda2pz8v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"