الإمارات واستشراف المستقبل

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

قبيل أعوام كانت الدول تتنافس بمواردها الطبيعية من النفط والغاز والفوسفات وغيرها، واليوم تغيرت هذه المعادلة تماماً، فأصبح معيار التنافس اليوم هو استشراف المستقبل عبر أحدث التقنيات والحلول الذكية، التي أتاحت للدول إيجاد حلول وابتكارات تكون بدائل مستدامة، وعلى سبيل المثال بدائل النفط. فبعد جائحة كورونا منذ أواخر عام 2019 انخفض استعمال الطاقة إلى أرقام قياسية بسبب الإغلاق، ونتج عنه توقف الحياة في أكثر من دولة، سواء بتوقف المصانع أو السيارات وأيضاً الطيران العالمي، وفي 2020 نمت الطاقة المتجددة، وأصبحت من المصادر الأكثر نمواً في جائحة كورونا على عكس النفط، ما جعل العالم يفكر في تطوير وتنويع الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الكهرومائية وطاقة الشمس وغيرها من الابتكارات التي أصبحت محور تنافس الدول والمنظمات والشركات الضخمة في مجال الطاقة. وتعمل دولة الإمارات مع شركائها الدوليين اليوم حول العالم على تنمية القدرات في مجال استشراف المستقبل في مختلف المجالات، والتي تتيح بناء نماذج مستقبلية في قطاعات عدة سواء صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو تنموية أو بيئية لكي تواكب التطورات على مستوى العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت من المناطق الأكثر تطوراً وتنافسية.

ومنذ انطلاق القمة العالمية للحكومات منذ أكثر من 10 سنوات عززت دولة الإمارات جهودها في استشراف المستقبل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الإماراتية التي أطلقتها وزارة شؤون مجلس الوزراء، وأصبحت دولة الإمارات نموذجاً في استشراف المستقبل. وقبيل أيام عادت أعمال القمة العالمية للحكومات، والتي أقيمت في مدينة المستقبل مدينة دبي بمشاركة أكثر من 150 دولة و 20 رئيس دولة وأكثر من 250 وزيراً و 10 آلاف مسؤول حكومي في جميع أنحاء العالم، ومفكرين وباحثين وخبراء ومستشارين وصانعي القرار بهدف المساهمة في قيادة العالم نحو آفاق رحبة تساعد على استشراف المستقبل واستثمار أحدث ما توصلت إليه العقول البشرية.

تحرص حكومة دولة الإمارات على بناء جسور تواصل بين حكومات العالم لإيجاد الحلول للصعوبات التي تتعرض لها الدول والحكومات، وفي أكثر من لقاء لرئيس دولة ذكر فيها التحديات الكبيرة التي تواجه دولهم بسبب الإخفاقات الكبيرة التي تواجههم في الداخل، والنظرة الثاقبة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي ألهمت حكوماتها رسم الطريق المستدام وإيجاد الحلول والأنظمة والتشريعات لبناء حكومة قادرة على مواجهة أصعب التحديات العالمية، وعلى سبيل المثال ما حققته دولة الإمارات من الانتصار على جائحة كورونا وتخطيها الأزمات المالية العالمية، وأيضاً إيجاد الحلول الإنسانية للمنطقة والعالم وغيرها، وهي مبادرات عالمية التي تحضنها دولة الإمارات بمشاركة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ووزرائها وأصحاب القرار والمسؤولين والإعلاميين وغيرهم الذين رسموا أفضل استراتيجية ومنظومة مع مرور السنوات العشر للقمة، والتي شهدت اتفاقيات ومبادرات وابتكارات وحلول مستدامة في مجالات مختلفة تحت سقف واحد.

وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «اختتمنا القمة العالمية للحكومات في دورتها العاشرة.. 10 آلاف متخصص ومسؤول حكومي.. 80 منظمة دولية.. 80 اتفاقية عالمية بين الدول المشاركة تم توقيعها.. القمة تمثل دولتنا.. التي تجمع العالم.. وتستشرف المستقبل.. وتمثل قوة خير للبشرية..»، وهذا تأكيد من سموه على نجاح هذه القمة التي كانت تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، وهذه النافذة التي فتحتها دولة الإمارات للعالم ستبقى مستشرفة للمستقبل جامعة للبشر من كل أنحاء العالم لإيجاد الحلول للصعوبات التي تواجه البشرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw4v9bs8

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"