عادي
بوتين يعلق المشاركة في «نيو ستارت» النووية.. وبايدن يتوعده بهزيمة بأوكرانيا

«حرب خطابات» روسية أمريكية «تُخرج المارد من القمقم»

17:50 مساء
قراءة 3 دقائق
1

تصاعدت النبرة بين روسيا والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، بسبب الحرب في أوكرانيا، واتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب ببدء الصراع و«إخراج المارد من القمقم»، معتبراً أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى إلى إلحاق الهزيمة ببلاده، ووجه تحذيراً نووياً للغرب، وأعلن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة «نيو ستارت» المهمة مع الولايات المتحدة، للحد من الأسلحة النووية، وأكد استخدام أنظمة استراتيجية جديدة في المهام القتالية وإمكانية استئناف التجارب النووية، بينما رد نظيره الأمريكي جو بايدن من وارسو أن «الغرب لا يتآمر لمهاجمة روسيا»، مؤكداً أن «أوكرانيا لن تكون أبداً انتصاراً لروسيا».

وقال بوتين،  أمام النخبة السياسية في البلاد وعسكريين حاربوا في أوكرانيا في الجمعية الفيدرالية، إن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا، واتهم الغرب بمحاولة تدمير روسيا. وأضاف: «في هذا الصدد، أجد نفسي مضطراً للإعلان اليوم أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية».

ولا تزال روسيا والولايات المتحدة تمتلكان ترسانات هائلة من الأسلحة النووية المتبقية من حقبة الحرب الباردة والتي تقيد أعدادها حالياً معاهدة ستارت الجديدة التي تم الاتفاق عليها في عام 2010 وينتهي في عام 2026.

وقال الرئيس الروسي: إن البعض في واشنطن يفكرون في استئناف التجارب النووية، وبالتالي ينبغي أن تستعد وزارة الدفاع والمؤسسة النووية في روسيا لاختبار الأسلحة النووية الروسية إذا لزم الأمر. وأضاف: «بالطبع، لن نكون البادئين بهذا. لكن إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب، فسنفعل. ينبغي ألا يكون لدى أحد أي أوهام خطرة بإمكانية تدمير التكافؤ الاستراتيجي العالمي». وقال بوتين: «منذ أسبوع، وقّعت مرسوماً بشأن إدخال أنظمة استراتيجية أرضية جديدة إلى المهام القتالية. هل سيتدخلون في هذا أيضاً؟».

وفي وقت لاحق أمس الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الروسية: إن موسكو ستستمر في احترام القيود المفروضة على مستويات ترسانتها النووية بموجب معاهدة «نيو ستارت» على الرغم من قرارها تعليق المشاركة في هذه الاتفاقية التي أعلنها بوتين. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: «تعتزم روسيا التزام نهج مسؤول وستواصل الامتثال الصارم للقيود الكمية المفروضة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المنصوص عليها في المعاهدة».

هزيمة روسيا مستحيلة

وقال: إن «تدفقات المال الغربية لتزكية الحرب لم تنحسر»، معتبراً أن الدول الغربية «أخرجت المارد من القمقم». وقال: «هم من بدأوا الحرب وفعلنا كل شيء لمنعها». كما شدد على أن الغرب سعى إلى تحويل صراع محلي إلى صراع عالمي. ورأى أن بلاده تواجه خطراً وجودياً، مؤكداً أنه «من المستحيل هزيمة روسيا في أرض المعركة». وأردف أن كييف أجرت محادثات مع الغرب بشأن إمدادات الأسلحة قبل العملية العسكرية. كما اتهم الغرب بالسعي إلى تفكيك النظام العالمي الذي تم التوصل إليه بعد الحرب العالمية الثانية.

إلى ذلك، أوضح بوتين أن بلاده مستمرة في قتالها على الأراضي الأوكرانية، قائلاً: إنها ستقرر مهام العملية خطوة بخطوة. وتابع: «فعلنا كل ما هو ممكن لحل مشكلة دونباس سلمياً، لكن الغرب أعد سيناريو مختلفاً».

أما على الصعيد الداخلي فتوعّد بمحاكمة «الخونة» في روسيا. وقال: إن «كل الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يُحاسَبوا أمام القانون»، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأمر ليس عبارة عن «مطاردة ساحرات».

بايدن يصعد من وارسو

ورداً على خطاب بوتين، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا بدفع ثمن باهظ من جرّاء الأزمة الحالية في أوكرانيا. وقال بايدن، خلال خطاب ألقاه في العاصمة البولندية وارسو، «سنعلن عن عقوبات جديدة بحق روسيا»، مؤكداً أن «الغرب لا يتآمر لمهاجمة روسيا».

وقال الرئيس الأمريكي: إن الحرب التي بدأت في أوكرانيا، قبل عام من الآن، كانت اختباراً للعالم برمته، مشدداً على أن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، «فشل» في إحراز «نصر سهل»، كما أخفق في رهانه على انقسام حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأضاف بايدن أنه بعد عام من بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا أضحى الجواب واضحاً، لأن حلف شمال الأطلسي «الناتو» حافظ على قوته ووحدته، كما أنه كانت هناك استجابة حيال الخطوة الروسية.

وكان بايدن أجرى، أمس الاثنين، زيارة لم يعلن عنها مسبقاً إلى العاصمة الأوكرانية كييف وعد خلالها أوكرانيا بمزيد من الأسلحة وبدعم «لا يتزعزع».  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynvuzpaj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"