عادي
الكتاب رقم 80 لحاكم الشارقة

سلطان يؤرخ لأئمة البوسعيد في عمان

01:27 صباحا
قراءة 9 دقائق
ض

الشارقة: عثمان حسن
صدر عن منشورات القاسمي كتاب جديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعنوان (تاريخ أئمة البوسعيد في عمان 1749 – 1856)، وهو عبارة عن الجزء الرابع من سلسلة (سلطان التواريخ)، وجاء في 282 صفحة.

اشتمل الكتاب على مقدمة، وتمهيد، وعشرة فصول هي: الإمام أحمد بن سعيد البوسعيد مؤسس دولة البوسعيد، النهضة العمانية في عهد الإمام أحمد بن سعيد، المهمات الصعبة، مقتل شيوخ بني غافر، الخلف بين أبناء الإمام أحمد بن سعيد، مقتل الإمام سلطان بن أحمد، الأوضاع الخطيرة في عمان، السيد سعيد بن سلطان إماماً لعمان، الإمام سعيد بن سلطان والارتباط مع الحكومة البريطانية، والإمام سعيد بن سلطان بين عمان والسواحل.

كما اشتمل الكتاب على خاتمة وعدة ملاحق توضيحية، والكتاب يمثل الإصدار رقم «80» لصاحب السمو حاكم الشارقة، ويتوفر في جناح منشورات القاسمي في معرض مسقط للكتاب، الذي تنطلق فعالياته يوم غد الأربعاء.

يكتب صاحب السمو حاكم الشارقة في مقدمة الكتاب: «يروي هذا الكتاب جزءاً من تاريخ عمان في مدة من الزمان، ليس بالقليل أو الكثير، قادها أربعة أئمة، غايتهم من الزمان والمكان حفظ تلك الأمة، وتلك الأرض من الفرقة، التي سببتها الأطماع الأجنبية».

ويوضح سموه أن تلك المدة كانت قرناً ونيفاً، كان القائد منهم فيها لا يسكن بعد حدته، ولا يلين بعد شدته، حتى يسلم الراية إلى من يليه في القيادة.

في تمهيد الكتاب يتحدث سموه عن الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيد، والي صحار في بداية عام 1734 ميلادية، هذا الإمام الذي يصفه سموه بأنه كان مخلصاً للإمام سيف بن سلطان بن سيف اليعربي، لكنه اختلف معه في كثير من الأمور، وفي تلك الآونة كان القائد الفارسي كلب علي خان يحاصر صحار، حيث كان زعيمها الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيدي، وكان الإمام سلطان بن مرشد قد التجأ إلى صحار، حيث كان الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيد وجماعتهما يدافعون عن صحار حتى قتل الإمام سلطان بن مرشد، وقت حصار صحار.

مقاومة شديدة

وفي ربيع عام 1743 وبعد مقاومة شديدة، تم احتلال صحار، ما عدا قلعتها الحصينة، وبها الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيد.

ويروي سموه في تمهيد الكتاب أن قلعة صحار كانت هي المكان الوحيد الذي أبدى مقاومة شديدة ضد الفرس، برغم حصار الأسطول الفارسي والقوات الفارسية لصحار لما يفوق الستة أشهر، كما ظل الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيد خلال تلك الفترة يدافع عن قلعة صحار بجدارة، حتى نفدت كل المؤن التي كان يحتفظ بها، وتوقفت تلك التي كانت تصلهم من العمانيين من سكان المدن المجاورة، ونظراً إلى ذلك أرغمته الضرورة على قبول أول عرض قدّمه له الفرس للاستسلام على شروط المحتل، وكان ذلك في شهر يوليو/تموز عام 1743.

ويسترشد سموه بما ذكره حميد بن محمد بن زريق في كتابه «الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أسماء أئمة عمان» أن أحمد بن سعيد والي صحار، قد دعا الضباط الفرس إلى وليمة عشاء في بركاء، وكانت فخاً، فبعد أن قتل الضباط الفرس، سمح لمن تبقوا أن يرحلوا إلى فارس.

1

تأسيس

يتحدث الفصل الأول عن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيد مؤسس دولة البوسعيد، حيث يرد على لسان صاحب السمو حاكم الشارقة: «كان الشيخ أحمد بن سعيد يتمتع بشخصية جيدة، جعلت منه حاكماً محبوباً، بحيث أنه أصبح يستحق مكانة الإمام، ولذلك نظر أهل العلم من الشيوخ على إمامة الشيخ أحمد بن سعيد البوسعيد، وحضر الشيوخ كلهم بالرستاق، وعقدوا له الإمامة ليلة الاثنين، الثالث والعشرين من شهر جمادى سنة 1162 هجرية الموافق العاشر من شهر يونيو/حزيران لعام 1749».

وفي هذا الفصل يستدل القارئ على أبرز مراحل تلك الفترة المهمة في عهد أحمد بن سعيد البوسعيد؛ حيث يستقيم له الأمر، وتخلص له حصون عمان سوى حصن الحزم، عند أولاد سيف بن سلطان اليعربي، وحصن نخل، عند محمد بن سليمان بن عدي اليعربي.

ويضيء هذا الفصل على تفاصيل كثيرة منها سيطرة الإمام أحمد بن سعيد على جميع أراضي عمان، ما عدا إقليمها الغربي الذي يعرف ب«الصير»، وفي هذا الفصل تفاصيل كثيرة، عن خوض الإمام أحمد بن سعيد لمعارك ومجابهات ضد خصومه؛ حيث كانت فارس في فوضى عارمة، وأنه في الثالث والعشرين من شهر مارس/آذار 1751، ارتبط ملا علي شاه مع الشيخ رحمة بن مطر القاسمي حاكم رأس الخيمة، ليقف أحدهما إلى جانب الآخر، ما عدا عرب الهولة الذين اتحدوا جميعاً لمحاربة ملا علي شاه، وأنه في السابع من شهر مايو/أيار 1751 وصل الشيخ رحمة بن مطر القاسمي إلى بندر عباس للقاء ملا علي شاه، والذي تخاصم مع عرب الهولة، فقام الشيخ رحمة القاسمي بتسوية الخلاف بينهم وبين ملا علي شاه، حول طلبات قد طلبوها منه.

يتحدث الكتاب عن مصادرة ممتلكات ملا علي شاه يوم الحادي والثلاثين من شهر يناير/كانون الثاني عام 1752 من قبل فرسان ناصر خان، بعد وصولهم إلى بندر عباس، وتبعهم بعد فترة قصيرة ألفان من جند ناصر خان، وأنه بعد أن تم إعلام الإمام أحمد بن سعيد إمام عمان بما جرى للملا علي شاه، أرسل إلى ناصر خان ليعلمه بتزويده بألف من أفضل رجاله لمحاربة عرب الهولة.

وهناك تفاصيل كثيرة في هذا الفصل، يختمها سموه بالحديث عن حالة الاضطراب في الساحل الفارسي بين ميناب ومدينة تشارك، والذي يعرف بهرمز غان، وأن الناس تحت سلطة ناصر خان تعرضوا للنهب من قبل العرب، وأحياناً أخرى، يقوم ناصر خان بنهب المدن وما حولها مع انتشار كثير من النهابين الذين يغزون الطرقات.

نهضة

في الفصل الثاني يبرز صاحب السمو حاكم الشارقة ملامح من نهضة عمان في ميادين كثيرة، أهمها التجارة والاقتصاد؛ حيث نجح الإمام أحمد بن سعيد في استقطاب معظم السفن التجارية للمرور بميناء مسقط، فأصبح الطريق الواصل بين الشرق والغرب هو طريق مسقط، حيث نشطت التجارة في تلك الفترة.

وفي هذا الفصل حديث عن نشاط العديد من الشركات كشركة الهند الهولندية، وأن الهولنديين اتفقوا مع الشيخ خلفان بن محمد بن عبدالله البوسعيدي على السماح لهم بحرية التجارة، كما يضيء الكتاب على علاقة وطيدة بين الحاكم العام الهولندي لشركة الهند الهولندية في إندونيسا جاكوب موسيل مع الإمام أحمد بن سعيد، ويضيء على مراسلات بين الاثنين تشير إلى متانة العلاقة، واستمرار أحمد بن سعيد بتقديم المساعدات الممكنة، والسماح بدخول سفن الشركة إلى موانئ عمان.

وفي هذا الفصل إضاءة على زيادة الدخل المادي لحكومة الإمام أحمد بن سعيد، وقيامه بشراء السفن الغربية الحربية التجارية، وكانت قواته تتألف من أربع سفن كبيرة وثماني سفن صغيرة، وأنه كان يحظى بدعم رعاياه في مناسبات عديدة، وينعم باحترامهم وتبجيلهم، وكان صديقاً لكثير من الشخصيات السياسية والأدبية ورجال القانون والعلم.

المهمات الصعبة

في الفصل الثالث ومنذ 1756 بدأ الإمام أحمد بن سعيد يواجه ثلاث مهمات صعبة مرة واحدة: الأولى قيام الثورة في ممباسا، واحتلال زنجبار بحيث لم تبقَّ بين يديه إلا القلعة وما جاورها، والثانية هي انفصال الصير عن عمان حيث كان شيخ القواسم متحالفاً مع عرب الهولة، وكذلك مع ملا علي شاه، الذي كان يحوز عدة سفن فارسية، وكمية كبيرة من العتاد والذخيرة، أما الثالثة فهي ذات صلة ببقايا اليعاربة وسيطرتهم على شطر من عمان، وقد ازدادت في الآونة الأخيرة من سمائل إلى نزوى إلى وادي بني غافر.

وفي هذا الفصل تفاصيل عن طبيعة الصراع بين الإمام وبين علي بن عثمان الذي أحكم سلطته على ممباسا وزنجبار التي انتهت باحتلال القوات العمانية لزنجبار، بينما بقيت ممباسا تحت سلطة عثمان لمدة ثماني سنوات، حتى قتل على يد خلف بن قضيب في عام 1762.

تستمر فصول الصراع حتى يستولي الإمام أحمد على وادي السمائل، انتهاء بدخوله نزوى سلماً، فتلقاه أهلها بالكرامة وبايعوه بالإمامة، بعد أن رأوه أهلاً لها، وبذلك ينتهي ما كان يعرف بدولة اليعاربة في زمن الإمام أحمد بن سعيد.

بنو غافر

في الفصل الرابع يتحدث الكتاب عن سلطة الإمام أحمد في زنجبار، وعدم تدخله في الساحل الشرقي لإفريقيا، وانهماكه بتوطيد أركان الأسر الجديدة الحاكمة على عمان، فضم الصير إلى عمان بالاتفاق مع شيخ القواسم، الذي أنهى ما يعرف ببقية أمراء اليعاربة.

ويضيء كذلك على قيام الإمام بالقبض على كبار بني غافر ومشايخهم وإرسالهم إلى مسقط، انتهاء كما يقول سموه: «ولا نعلم بما وقع عليهم والله أعلم بهم، وذلك من تقدير العزيز الحكيم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً..».

وفي الكتاب حديث على انشغال بنو غافر بالانتقام لقتل شيوخهم، وكانت أحداث السادس عشر من مايو/أيار 1775 جارية حول شط العرب بين الفرس من جهة والعرب والعثمانيين من جهة ثانية، وقيل إن أهل البصرة طلبوا من الإمام أحمد بن سعيد النصرة، ويقوم الفرس باحتلال البصرة في 1776، ويثأر الشيخ راشد بن صقر القاسمي لبني غافر، فيتحالف مع الشيخ عبدالله المعيني، ويقوم بالاستيلاء على جميع السفن القادمة أو الذاهبة إلى مسقط.

هدوء

في الفصل الخامس يتحدث سموه عن تلك الفترة ما بين 1779 و 1781، والتي شهدت أوضاعاً هادئة في عمان، لكنها ما لبثت أن شهدت صراعاً بين راشد بن مطر القاسمي من جهة وجماعات السلفية الذين انتشروا في منطقة الإحساء في عام 1780 ووصلوا إلى الرمس في رأس الخيمة.

وفي هذا الفصل يتحدث سموه عن الإمام أحمد بن سعيد الذي قل دخله من ضرائب العمانيين، وانخفاض نشاطه في ميناء مسقط وانعزاله في الرستاق وتسليم القيادة لابنه السيد حمد بن سعيد الذي برزت عليه علامات القيادة وفي فترة وجيزة يستطيع السيطرة على جميع مناطق عمان انتهاء بالعام 1792؛ حيث أصيب بمرض الجدري وتوفي في شهر مارس من ذات العام.

أحداث

ويبرز الفصل السادس أسماء شخصيات كثيرة كالسيد محمد ابن الإمام أحمد، الذي أصبح والياً على السويق، والسيد قيس ابن الإمام وسيطر على صحار ومطرح، في حين كانت نزوى ويبرين تحت سلطة شيخ بني غافر، الذي كان معادياً للإمام سعيد بن أحمد.

ويضيء الفصل على اتساع نفوذ السيد سلطان ابن الإمام خارج عمان، بعد سيطرته على مسقط، وسيطرة سعيد بن أحمد على الرستاق، وبحلول 1798 استطاع سلطان بن الإمام الحصول على عقد إيجار لميناء بندر عباس وتوابعه من الحكومة الفارسية، والاستفادة من مداخيل تلك الموانئ.

وفي الفترة ذاتها ترسل بريطانيا ميرزا مهدي خان من شركة الهند الشرقية في أبو شهر إلى عمان؛ لمقابلة الإمام سلطان بن أحمد، لتتحقق من نواياه تجاه الفرنسيين.

تحركات عسكرية

في الفصل الثامن يضيء صاحب السمو حاكم الشارقة على تحركات عسكرية تشهدها عمان في مارس 1806، تلتها معارك طاحنة في مطرح وما حولها، كما تبرز في هذا الفصل عدة شخصيات لعبت دوراً محورياً في تسلسل الأحداث ففي يوليو 1806، حتى نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام وبعد أن أصبحت حكومة عمان في أيدي السيد سعيد بن سلطان، يبدأ نفوذه بالتطور والازدهار.

وفي التاسع عشر من نوفمبر عام 1806 يبحر الإمام سعيد بن سلطان إلى ميناء رأس الخيمة وبندر عباس مع أسطول مكون من ثلاث سفن كبيرة وثلاث أخرى صغيرة؛ بهدف مهاجمة القواسم وقبيلة آل بومعين.. وفي بداية فبراير/شباط 1809 يتحرك الإمام سعيد بن سلطان على جميع الجبهات للدفاع عن عمان، كما ترد أحداث تصف بطش جماعات الدعوة بعدد من الشخصيات بينهم حميد بن ناصر بن محمد الغافري، الذي يعرض الانضمام إلى الإمام سعيد بن سلطان الذي لم يكن يثق بإخلاصه، فيطلب منه برهاناً لعدائه لجماعة الدعوة وعندها سيدعمه.

الصورة
1


ملاحق

يشتمل الكتاب على عدة ملاحق، الأول يوضح بالصورة شكلي كل من: العلم الغافري وهو نفسه علم القواسم كتبت عليه جمله «نصر من الله وفتح قريب»، والعلم البريطاني. أما الملحق الثاني فيرد فيه رسالة وليم بروس مدير وكالة شركة الهند الشرقية أبو شهر إلى السكرتير الأول لحكومة بومبي جيه لومسدن، وفي ذات الملحق صورة عن المخطوط الأصلي للرسالة باللغة الإنجليزية، أما الملحق الثالث ففيه عرض لرسالة وليم بروس إلى الرئيس والحاكم في المجلس لحكومة بومبي جوناثان دنكان.

مناوشات
«قررت حكومة بومبي في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1819 تجهيز حملة ضد القواسم»، هذا ما يرد في الفصل العاشر من الكتاب؛ حيث تصل في ديسمبر/كانون الأول 1819 الحملة إلى رأس الخيمة، ودمرت المدينة مع موانئها وتكبد العرب خسائر كبيرة في الأرواح أثناء القتال.

وفي هذا الفصل يشير صاحب السمو حاكم الشارقة إلى مناوشات عسكرية بدأت في شهر مايو/أيار 1820 بين مجموعة من أهالي الأشيخرة وهم من قبيلة بني بوعلي استولت على مركب مملوك لتاجر من كراتشي، وكان على متنه بضاعة ثمينة ومبلغ كبير من الدولارات، وقتلوا عدداً كبيراً من بحارة المركب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3madjb3h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"