التراث.. زينة حي الشندغة بدبي في «حق الليلة»

بدأت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) الاستعدادات للاحتفال بليلة النصف من شعبان «حق الليلة»؛ إذ أعدت برنامجاً غنياً بالفعاليات والأنشطة التي يستضيفها حي الشندغة التاريخي من 26 من فبراير/شباط إلى 7 من مارس/آذار المقبل، بهدف إبراز أهمية هذا التقليد الشعبي ومكانته في المجتمع المحلي، ما يعكس حرص الهيئة على غرس موروث الآباء والأجداد في نفوس الأبناء، وتعزيز قيم العطاء لديهم، وبثّ السعادة والبهجة في قلوب الأطفال.
وعلى مدار 10 أيام، يحتفي حي الشندغة التاريخي بعناصر التراث المختلفة والفنون الشعبية، وتتجلى جمالياته عبر فعاليات «فريج فيست» التي تنطلق 26 الجاري، وتقام بالتعاون بين «دبي للثقافة» و«بلدية دبي» وشركة «تي بيفور نون»، وتشارك فيها مجموعة من أصحاب المطاعم والمشاريع المحلية والعلامات التجارية.
وبالتزامن، تقام في «ملتقى التواصل» في متحف الشندغة من 2 إلى 5 من مارس/آذار المقبل، فعاليات «إليفينيش بوب أب» التي تعرض تشكيلة متنوعة من المنتجات وإبداعات المواهب المحلية، كما يشهد «ملتقى التواصل» تنظيم ورش بالتعاون مع «سيفورا العالمية».
وسيكون الصغار خلال يومي 4 و5 من مارس على موعد مع باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية، على رأسها مسار «حق الليلة»، ويطوفون خلاله بين بيوت حي الشندغة التاريخي، وهم يرتدون الأزياء الشعبية ويحملون أكياساً تخاط خصيصاً لهذه المناسبة، ليجمعوا فيها الحلويات والمكسرات من أصحاب البيوت. وسيستمتع الصغار بورش متنوعة مثل «صناعة الفنر»، و«نقش الحناء»، و«تصميم المجوهرات»، و«تزيين الحقائب التقليدية» التي تستضيفها أماكن متفرقة من «حي الشندغة التاريخي».
جولات مدرسية

وبالمناسبة أعدت «دبي للثقافة» برنامجاً خاصاً بطلبة المدارس تقام فعالياته يومي 6 و7 من مارس المقبل ويتضمن جولات متنوعة في حي الشندغة التاريخي، وزيارات خاصة لـ«بيت الجمال والزينة» الذي يسلط الضوء على تقاليد الزينة المحلية والأزياء التراثية، و«بيت الإيمان والحياة» الذي يمنحهم نظرة عميقة إلى المعاني الإنسانية والاجتماعية التي يزخر بها التراث الإماراتي، إضافة إلى ورش عمل يستضيفها مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية، وهو منصة ثقافية مبتكرة للاحتفاء بالتراث الإماراتي والحرف التقليدية مثل: «قرض البرقع» و«التلي» وغيرها.
وأشار عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة بالإنابة في «دبي للثقافة»، إلى أهمية نشر وتعزيز الوعي بالعادات والتقاليد الشعبية التي ترسخ أواصر المجتمع المحلي، لافتاً إلى أن الاحتفال بـ«حق الليلة» لا يزال يحظى باهتمام الأسر الإماراتية. وقال: «يعكس إحياء ليلة النصف من شعبان، حرص «دبي للثقافة» على نشر وتعزيز حضور التراث المحلي في نفوس الأطفال وتوثيق علاقتهم بالموروث الإماراتي، وتعريفهم بعاداتنا وتقاليدنا».
ولفت إلى أن «حق الليلة» تعد فرصة لإثراء معارف الأطفال بأهميتها ومكانتها في المجتمع المحلي، وما يرافقها من مظاهر البهجة والفرح. وأضاف: «تتسم كل الفعاليات المعدّة للاحتفاء بهذه المناسبة بطابع الأصالة وتركز على عناصر التراث المختلفة والفنون الشعبية والفولكلورية المحلية، وهو ما يسهم في تعريف الجمهور بتفاصيل المنطقة، وما تمتلكه من إمكانيات ومقوّمات عديدة تسهم في تشجيع السياحة الثقافية».
واحتفاء بـ«حق الليلة» يستضيف حي الفهيدي التاريخي وقرية حتا التراثية في 7 من مارس المقبل، فعاليات «مسابقة النصف من شعبان» المخصصة لطلبة المدارس، الذين يتوجب عليهم الحصول على إجابات عن أسئلة المسابقة من خلال البحث عنها بين أرجاء الحي والقرية، حيث وزعت ضمن مسارات خاصة تمكن الطلبة من التعرّف إلى تفاصيل المواقع التراثية. وكذلك تنظم «دبي للثقافة» محاضرة افتراضية بعنوان «القيم الإماراتية»، تتناول أهمية ليلة النصف من شعبان وحضورها وأهميتها في الذاكرة المحلية.
من جهة أخرى، كشفت «دبي للثقافة» عن جدول برامج متحف الشندغة السنوي، الذي يتضمن تشكيلة واسعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والتراثية التي تقام على مدار العام، ومن بينها استضافته انطلاقة «طواف الإمارات»، والمخيمات الصيفية والشتوية، والاحتفال بـ«يوم التراث العالمي»، و«اليوم العالمي للمتاحف»، إضافة إلى ورش العمل والجولات الإرشادية الهادفة إلى إثراء المعارف وتوثيق علاقة الجمهور بالتراث المحلي.