عادي

ظاهرة تضرب الكرة العراقية.. المدربون الكبار بلا عمل

17:41 مساء
قراءة 3 دقائق
بغداد: زيدان الربيعي
ظاهرة جديدة ضربت الكرة العراقية خلال الموسم الكروي الحالي، تمثلت بعدم قيام إدارات الأندية التي تشارك فرقها الكروية الأولى في منافسات الدوري العراقي الممتاز بمنح الفرصة للمدربين الكبار، لاسيما ممن سنحت لهم الفرصة سابقاً في قيادة المنتخبات العراقية خلال السنوات المنصرمة.
وأدت هذه الظاهرة إلى حصول انقسام في الشارع الكروي العراقي، فهناك من يدعو إلى عدم تهميش الكفاءات التدريبية المعروفة ويرى أنه من الضروري أن تبقى تعمل في الساحة الكروية المحلية، لأنها تمتلك الخبرة في العمل التدريبي وفي القيادة، فضلاً عن حضورها الجماهيري المميز، بينما يرى آخرون أن هناك ضرورة ملحة جداً لمنح الكفاءات التدريبية الشابة الفرصة للعمل، لأن هذه الكفاءات بدأت تعمل بالطريقة الحديثة للعبة كرة القدم على عكس المدربين الكبار الذين لم يتمكنوا من تطوير قدراتهم التدريبية، ويستند هؤلاء في دعوتهم تلك على النجاحات التي حققها بعض المدربين الشباب أمثال لؤي صلاح «الكهرباء»، حيدر الأمير «زاخو»، عبد الوهاب أبو الهيل «نفط البصرة»، أحمد عبد الجبار «الكرخ»، عادل نعمة «الحدود» وغيرهم.
أبرز الكفاءات التي لم تجد عملاً المدرب الكبير وصاحب الإنجازات الكثيرة مع المنتخبات العراقية المختلفة أنور جسام، وهذا الرجل ابتعد بنفسه عن العمل التدريبي منذ عام 2003، لأنه وجد التربة غير صالحة للزراعة بحسب تعبيره، وبرغم أنه عيّن مستشاراً لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، إلا أنه كما يبدو أنه لم يعد يعمل في هذا المنصب بعد نهاية منافسات خليجي 25 في البصرة الشهر الماضي.
زميله عبد الإله عبد الحميد، ينطبق عليه ذات الوصف الذي ينطبق على المدرب أنور جسام، بينما ثائر جسام، وهو الشقيق الأصغر للمدرب أنور جسام، فهو الآخر بات بعيداً عن التدريب برغم نجاحاته المتعددة محلياً وعربياً، في حين أن د. صالح راضي، وهو الشقيق الأكبر لأسطورة الكرة العراقية الراحل أحمد راضي، لم يحظ بفرصة في العمل مع الفرق المحلية منذ سنوات عدة، برغم أنه من المدربين الناجحين استناداً إلى تجاربه السابقة.
أما مدرب المنتخب العراقي الأول الأسبق يحيى علوان، وبرغم أن وضعه الصحي الآن قد لا يساعده على العمل، إلا أنه قبل ذلك تم تهميشه ولم تتح له الفرصة في العمل، والحال ذاتها ينطبق على المدرب هادي مطنش الذي أشرف على أغلب منتخبات العراق، كما قاد فريقي الزوراء والقوة الجوية من قبل، كذلك فقد تم إيقاف القدرات التدريبية للمدرب حسن فرحان، وكذلك المدرب رحيم حميد.
ويعد د. كاظم الربيعي من الكفاءات التدريبية المهمة في العراق، إلا أنه لم يمنح أي فرصة تدريبية منذ سنوات عدة، وذات الوصف ينطبق على مدرب الميناء السابق عقيل هاتو، فهذا الرجل تم تعطيله عن التدريب بشكل غريب جداً برغم أنه من الكفاءات التدريبية المهمة في محافظة البصرة، وهناك أيضاً المدرب هاتف شمران الذي حقق الكثير من النجاحات محلياً وعربياً، إلا أنه لم يزل عاطلاً عن العمل بعد تجربته غير الناجحة مع فريق الميناء في الموسم المنصرم.
بينما لم يمنح المدربون حسن أحمد، حكيم شاكر، ثائر أحمد الوقت الكافي لفرض أفكارهم التدريبية على الفرق التي أشرفوا على تدريبها بداية هذا الموسم، حيث تم الاستغناء عن خدماتهم، فالأول والثاني تعاقبا على تدريب فريق النفط هذا الموسم وتم إعفاؤهما من منصبيهما، بينما المدرب ثائر أحمد هو الآخر لم يحصل على فرصة كافية مع فريق الطلبة بعد أن تم الاستغناء عنه في الجولة الخامسة.
وتحتاج هذه الظاهرة إلى مراجعة دقيقة من قبل المعنيين في الكرة العراقية، لأن هذه الكفاءات التدريبية لها تاريخ مميز، وهذا التاريخ يشفع لها بأن تتواجد في الملاعب سواء عبر ممارسة التدريب أو الاستشارة، لأن بقاءها بعيداً عن الملاعب يلحق ضرراً كبيراً بالكرة العراقية التي تعاني أزمة واضحة في المدربين الجيدين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2naw6pda

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"