عادي
تضيف للشبكة 1400 ميغاواط من الطاقة الخالية من الانبعاثات

المحطــة الثالـثـة فـي «براكـة» تبـدأ التشغـيل التجـاري

00:02 صباحا
قراءة 5 دقائق

أعلنت مؤسّسة الإمارات للطاقة النووية عن إنجاز جديد في عام الاستدامة، يتمثّل في التشغيل التجاري لثالثة محطات براكة للطاقة النووية السلمية من قِبَل ذراعها التشغيلية، شركة نواة للطاقة، ما يعزّز مساهمة المحطات في تحقيق أهداف الدولة الخاصة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وقال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، على «تويتر»: «يبدأ التشغيل التجاري لثالثة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، خطوة أخرى تضاف إلى الإنجازات العالمية التي حققتها دولتنا في قطاع الطاقة النووية ووضع الحلول المناخية.. مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة بدأت تعطي ثمارها لضمان مستقبل أفضل ومستدام لأجيالنا القادمة».
مع التشغيل التجاري لثلاث محطات خلال ثلاث سنوات على التوالي في براكة، تضيف المحطة الثالثة لشبكة كهرباء الدولة ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية الخالية من الانبعاثات الكربونية، ما يزيد الإنتاج الإجمالي للمحطات الأولى والثانية والثالثة، لما يصل إلى 4200 ميغاواط من كهرباء، الحمل الأساسي على مدى الساعة.
وسبق التشغيل التجاري للمحطة الثالثة في براكة عملية بدء تشغيل مفاعل المحطة، بعد نجاح فرق التشغيل في تحميل حزم الوقود النووي وإتمام هذه العملية بأسرع من المحطة الثانية بأكثر من أربعة أشهر، وأسرع من المحطة الأولى بأكثر من خمسة أشهر، الأمر الذي يبرز مدى استفادة فرق التشغيل من الخبرة المكتسبة من المحطتين الأولى والثانية، مع الالتزام بالمتطلبات الرقابية المحلية، وأعلى المعايير العالمية، وهو ما أكدته عمليات التفتيش من قِبَل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والمراجعات التي أجرتها المنظمة الدولية للمشغلين النوويين.
وتقوم مؤسّسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها بدور ريادي في مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في دولة الإمارات؛ حيث تبقت محطة واحدة فقط للتشغيل الكامل لمحطات براكة الأربع، وتوفير ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء، بينما وفّرت المحطات، التي تعدّ أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات بمرحلة التشغيل في العالم العربي، أكثر من 80% من الكهرباء الصديقة للبيئة لإمارة أبوظبي في ديسمبر/ كانون الأول 2022.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسّسة الإمارات للطاقة النووية: «في عام الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يحقّق البرنامج النووي السلمي الإماراتي إنجازاً جديداً؛ يتمثّل في بدء التشغيل التجاري لثالثة محطات براكة، والذي تحقّق بعد أقل من عام من بدء التشغيل التجاري للمحطة الثانية في براكة».
وأضاف: «تُعدّ محطات براكة نموذجاً يُحتذى من قِبَل الدول الأخرى التي تتطلع إلى تنويع محفظتها من مصادر الطاقة، لا سيما الأوقات التي يواجه فيها العالم تحديات في قطاع الطاقة. ومع وجود ثلاث محطات تنتج الكهرباء على نحو تجاري، تقوم محطات براكة بضمان أمن الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب تعزيز الابتكار والمساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية الدولة للحياد المناخي بحلول عام 2050».
وتابع الحمادي: «نتطلع إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) الذي ستستضيفه الدولة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من أجل إبراز الدور المحوري للطاقة النووية لكونها تعدّ حلاً أمثل وواقعياً لمواجهة ظاهرة التغيّر المناخي».
وقد بدأ التشغيل التجاري للمحطة الثالثة بدعم مستمر من شركة مياه وكهرباء الإمارات، وشركة أبوظبي للنقل والتحكّم (ترانسكو)، اللتين تقومان بضمان توصيل الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة للمستهلكين في جميع أنحاء دولة الإمارات، بطريقة آمنة ومستدامة، إلى جانب المحافظة على بنية تحتية عالمية المستوى لشبكة كهرباء الدولة، نظراً لأهمية ذلك في ضمان توزيع الكهرباء التي تنتجها محطات براكة.
وقال ناصر الناصري، الرئيس التنفيذي لشركة براكة الأولى، التابعة لمؤسّسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن الشؤون المالية والتجارية لمحطات براكة: «نحتفي اليوم بإنجاز جديد خلال مسيرة تطوير محطات براكة مع التشغيل التجاري للمحطة الثالثة في براكة، ونعيد تأكيد التزامنا بتوفير الكهرباء الصديقة للبيئة لشركة الإمارات للماء والكهرباء، وفقاً لاتفاقية شراء الطاقة الموقّعة في عام 2016، لا سيما أن ذلك يدعم برنامج شهادات الطاقة النظيفة في أبوظبي، ويوفّر ميزة تنافسية كبيرة للشركات المحلية، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي الخالي من الانبعاثات الكربونية».
 وأكد المهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة، أنّ هذا الإنجاز مهمّ لفرق التشغيل في نواة، التي بدأت التشغيل التجاري للمحطة الثالثة في براكة بأمان وكفاءة، ووفقاً للوائح المحلية والمعايير الدولية. وتتمتع الكفاءات الإماراتية، والخبرات العالمية في محطات براكة، بخبرة تشغيلية متميزة لتوفير كهرباء موثوقة ومستدامة على مدى الساعة، من ثلاث محطات بشكل متزامن.
وأكدت مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن بدء التشغيل التجاري للمحطة الثالثة ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات الدولة في هذا المجال، حيث يسهم في زيادة إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية.. مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لمواجهة التغير المناخي، وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
وقالت - بهذه المناسبة -: «يمر العالم بأكثر أوقاته الحرجة في التاريخ من حيث الاحتباس الحراري وأزمة الطاقة، بينما يحتاج في الوقت نفسه إلى ضمان التنمية الاقتصادية المستدامة والحفاظ على القطاعات الحيوية مثل الغذاء والزراعة والمياه، والتي يتوجب إمدادها بالطاقة الكافية والصديقة للبيئة. وفي الوقت الحالي وأكثر من أي وقت مضى، تحقق مشاريع الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، مثل محطات براكة، نتائج حقيقية ومستدامة». وأضافت: «مع استعداد الدولة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 في عام الاستدامة، لدينا الفرصة لإبراز الدور الهام للطاقة النووية سواء هنا في الدولة أو حول العالم، في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي الخالية من الانبعاثات الكربونية والتي تقوم بدور تكاملي مع الطاقة المتجددة من أجل الوصول إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية. ومن الضروري استخدام كافة أشكال الطاقة النظيفة لخفض هذه الانبعاثات والتخفيف من تبعات التغير المناخي».
وتابعت: «تجني دولة الإمارات الآن عوائد ملموسة من استخدام الطاقة النووية، حيث تحد كل محطة من محطات براكة يتم تشغيلها تجارياً من 5.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، ومن المقرر أن تحد المحطات الأربع من 22.4 مليون طن من هذه الانبعاثات سنوياً بحلول عام 2025. كما تساهم المحطات بنسبة 25% من التزامات الدولة بخفض البصمة الكربونية، ونتطلع خلال COP 28 لإبراز النهج الإماراتي المدروس منذ أكثر من عقد من الزمان الذي يضمن أمن الطاقة والاستدامة معاً». 
وأكد المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، أن التشغيل التجاري لثالثة محطات براكة للطاقة النووية السلمية إنجاز إماراتي جديد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاستدامة في الدولة على حد سواء.
وقال بهذه المناسبة: «خلال عقد من الزمن تم تشغيل ثلاث محطات من أربع في براكة بشكل تجاري، وأصبحت المحطات من المكوّنات الأساسية لنظام الطاقة النظيفة في دولة الإمارات الذي يعتمد على تقنيات متعددة خالية من الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن مساهمتها في ضمان موثوقية وكفاءة ومرونة شبكة كهرباء الدولة على مدى العقود المقبلة».
وأكد المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، أن التشغيل التجاري لثالثة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، خطوة كبيرة تعزز دور المحطات الأساسي في تحقيق أهداف أبوظبي الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 50% في الإمارة بحلول عام 2025، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية.
وقال المرر بهذه المناسبة: «بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، تتكامل مصادر الطاقة النظيفة في الدولة ضمن نهج مدروس لضمان أمن الطاقة واستقرار إمداداتها، إلى جانب زيادة مساهمتها في التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة، وفي هذا الإطار يبرز الدور المهم لمحطات براكة للطاقة النووية والتي ستوفر عند تشغيل محطاتها الأربع أكثر من 85% من الكهرباء النظيفة في إمارة أبوظبي، إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية على أساس سنوي».(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kbfreys

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"