«تنفّس»

تنفّس.. بكل ما فيك من عمق، وإحساس وشعور.. تنفّس بكل ذرّة فيك، بالحب والجنون، بتميّز الشعراء، ورصانة الأدباء. تنفّس الصورة والكلمة واللوحة، وحين تشرب قهوتك وتقرأ جريدتك، وحين تتمايل الأغصان أمامك وتسمع زقرقة العصافير على الأشجار تداعب أشجانك. تنفّس واحلم بكل يوم جميل، ذي لون بهيّ مشرق ومتعاطف معك.. تنفّس معي فقد أطلقنا لك كتاب «تنفّس».
في يوم هادئ، ذي موج رصين وصوت حب عالٍ، في يوم كان هناك حفل التقت فيه الصورة بالكلمة، وفريق عمل وجمهور خاص، في ذلك اليوم وتحديداً الثامن من فبراير 2023، مع دار «ملهمون»، وبالتعاون مع جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، ولد من رحم التحديات والصعوبات وبعد مشوار فريق متفانٍ، كتاب «تنفّس»، بلغته الأم، ولغة شعرية إنجليزية مترجمة، واحتفى به المثقفون، والمصورون والكتّاب وأهل المعرفة والأهل والأصدقاء.
في تنفّس: فريق عمل لم ييأس، في الجائزة وفريق عمل الكتاب، في كل هذه الأعوام الستة والأربعة أشهر في تحضيرات الإطلاق، كانت روح الحياة والرغبة الصادقة، هي ما بعث في طيّات الكتاب الجمال، والصدق والعفوية. لا أكتب هنا بصفة كاتبة للكتاب، بل بصفة إنسان تعلم أن النجاح الحقيقي هو بصوت يكون واحداً في التعبير، بين أرواح التقت واتفقت على أن الأهم، أن ينتج عمل إبداعي نفخر به.
دخلنا مشواراً جديداً في صنع مادة أدبية، فلسفية، قصصية، معاً وليس بفرد واحد، اجتمعت النية فكانت الصنعة توأم قلوبنا، تنفّسنا الصعداء حين التقت أعيننا في المطبعة، ونحن نشاهد نسخة أولى من الكتاب مطبوعة أمامنا.. تنفسنا الصعداء حين خرجت صفحات الكتاب، في كمياتها الأولى، حين تناقشنا مع مدير الإنتاج في صراع الاتفاق على الألوان، وحين وجدت بعضاً من مصوري الكتاب يجلسون بين الحضور، وفي دواخلهم قصة فرح وفخر أن صوراً التقطوها يوماً، تنفست من جديد بروح جديدة وأصبحت حواراً أدبياً يقرأه الآخرون.
الحقيقة التي تعلمناها جميعاً، لا تهمّ النهاية حتى نفرح، بل فرحنا بالرحلة التي أوصلتنا إلى أجمل محطة في ذواتنا وقناعاتنا وقيمنا وأفكارنا، في صورتنا الجميلة للمجتمعات، وفي حقيقة هوّيتنا التي نعتزّ بها، في صدق التعاون بين الجميع، في إقرار أن الحب يصنع فعلاً معجزته، وأن الوقوف أمام كل التحديات والضغوط التي لربما في يوم أوصلتنا إلى طرق مغلقة جعلتنا مختلفين.
في «تنفّس» صرنا نؤمن بأن التفرد قيمة، والاختلاف فيما نقدّم قيمة، ورفع سقف الطرح والإبداع قيمة وحتى نصبح رقماً صعباً، واسماً مجرداً من التكرار، كان لا بدّ من أعوام المشقة التي مررنا فيها، علّمتنا، غيّرتنا، صمدنا معاً، وجرّبنا معاً، واليوم «تنفّس» في المكتبات وبين أيدكم، فتنفّسوا الحياة بصورة جديدة.

[email protected]