ضحالة المعرفة

نبض
00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

كشف فيديو مصور على مواقع التواصل، ضحالة المعلومات الدينية، لطلبة أعمارهم بين 12 و16 عاماً، كما تظهر بين حين وآخر ملاحظات من التربويين على الطلبة في المراحل الأخيرة من دراستهم، بعدم إتقانهم لقراءة العربية وكتابتها. وإذا ما عدنا قبل 16 عاماً، نجد تلك حصيلة السنوات المحصورة في العقدين الماضيين، ولا بدّ من مراجعة الخطط التعليمية السنوية، وتقييم نتائجها والعمل على دعمها وسدّ الثغرات التي نتج عنها ذلك الخلل.

وكذلك هنا دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم دراسياً وتربوياً، وولي الأمر الحريص سيجد أبناءه متفوقين، والضعيف من أبنائه ينبّه الطاقم التدريسي إلى الضعف الملاحظ من أدائه ويسعى لتقويته، والأساس هو المنهج. وإذا كان المنهج مصمّماً لشحذ قريحة الطالب واستفزاز فضوله المعرفي، ليبحث بنفسه عن المعلومة ويجد جوابها، إذا لم تفد تلك الطريقة بالمنهج، فالأفضل دعمها بطرائق أخرى، وإن كانت تقليدية لإفادة الطالب، وكي يستوعب أكبر قدر ممكن من المعلومات المعرفية، سواء من الكتب أو من المعلم أو من الوسائل التعليمية المتاحة.

والجيد أن وزارة التربية والتعليم، لديها لجان تعمل على تقييم المناهج خاصة منهج «سلامة» الذي جمع اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات في كتاب واحد، يطبق منذ عامين، إلا أن التقييم المستمر الأفضل أن يشمل مراجعة كمّ الحصص التي تعطى للطلبة في كل المراحل التعليمية في تلك المواد على مدار الأسبوع، وهل هي كافية لاستيعابهم المعرفي، خاصة بعد أن اقتصرت مادة الدين على حصة واحدة في الأسبوع، لمراحل الحلقة الثانية والثانوية، وارتفعت على حساب نصاب حصص المواد الأخرى؟ والأجدر أن المواد الأساسية كالدين واللغة العربية، لا بدّ أن يبقى حضورها الكمي والنوعي قوياً في جميع المراحل، فمنها نؤسس الهوية الوطنية للطلبة.

والجميع لا بدّ أن يشاركوا في تثقيف النشء وتوسيع مداركه، خاصة «الأسرة» في تجمّعها وتوجّهاتها في إرشادهم نحو مراكز تحفيظ القرآن، التي أثبتت مدى تأثيرها الناجع في تقوية اللغة العربية، ومعرفتهم الدينية. وكذلك جمعيات النفع العام، لا بدّ أن تكون المحاضرات والدورات والورش التي تقدمها، لها نصيب أيضاً موجّه للطلبة لتعزز ثقافتهم، وتسهم في تشكيل النشء وتعزيز هويتهم وانتمائهم الوطني.

ونرجو أن تكشف وزارة التربية والتعليم، أسباب ضحالة معرفة الطلبة أو تثبت قوتهم المعرفية ونشاهد في الأيام القادمة، مناظرات وبرامج يتنافس فيها الطلبة للإجابة عن مختلف الأسئلة وخاصة الدينية منها، فتلك الصورة هي الراسخة في أذهاننا عن طلبتنا ومناهجنا التعليمية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc45x35n

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"