عادي
أطول مهمة عربية

اليوم.. الإمارات على موعد مع محطة الفضاء الدولية

01:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: محمود محسن
ينطلق، اليوم الاثنين، رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وتحديداً عند الساعة 10:45، إلى محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة «دراغون» التابعة لشركة «سبيس إكس»، ضمن طاقم مهمة (crew-6)، وهي أطول مهمة فضائية عربية تمتد إلى ستة أشهر.

وبهذه الرحلة، تحلّق الإمارات إلى وجهة جديدة، عبر أحد سفرائها الذين يرفعون راياتها عالياً في جميع المحافل، لكن هذه المرة سيكون النيادي هو سفير الدولة في الفضاء، ضمن فريق مؤهل يشارك معه كاختصاصي المهمة، إلى جانبه قائد المهمة رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، وقائد المركبة رائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، واختصاصي مهمة رائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس)، كما يضم الطاقم الاحتياطي للمهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وقائد المركبة الفضائية ياسمين مغبيلي (ناسا)، وطيار أندرياس موجينسن من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف من وكالة الفضاء الأوروبية.

بسواعد إماراتية مستنيرة تحوّل الحلم إلى حقيقة، ولم يكن ذلك يحدث دون أن يُغرس الإلهام والطموحات والتطلعات في عقول الأبناء، الذين من بينهم اختصاصي المهمة رائد الفضاء سلطان النيادي، والذي لم يكتف بتحقيق حلمه وحلم وطنه نحو الفضاء، بل قدم نموذجاً مشرفاً لأجيال قادمة، حيث يسعى الكثير من أبناء الإمارات إلى استكمال المسيرة من بعده، وهو ما أكده النيادي، حيث نشر عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: «نذهب للفضاء اليوم لكي نمهد الطريق لأجيال الغد بإذن الله».

وتعد هذه المهمة هي الثانية لرواد الفضاء الإماراتيين، لكنها أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وعلى رأس طاقمها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، ستواكب من قبل فريق من مركز التحكم بالمهمات الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، وفريق آخر سيوجد في هيوستن، وذلك ضمن مراجعة استعدادات المهمة، حيث أن التحضيرات لها استغرقت 5 سنوات، كما سيجري إشراك المجتمع العلمي في الإمارات بهذه المهمة، بما في ذلك الباحثين والطلاب، خاصة أن المهمة تشمل أيضاً برنامجاً تعليميا وتوعوياً.

3 مراحل

تضم عملية الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، 3 مراحل أساسية لبلوغ مقصدها، وتتمثل في انطلاق الصاروخ والمركبة المثبتة أعلاه نحو الغلاف الجوي، حتى يصل إلى ارتفاع 90 كيلومتراً، ثم تنفصل المركبة عن الصاروخ، لتواصل طريقها نحو مدار المحطة الدولية، بينما يبدأ الصاروخ عملية دوران للعودة إلى موقع الإطلاق على الأرض، لإعادة استخدامه في مهمات مستقبلية، حيث تستغرق تلك المرحلة دقيقتين.

أما المرحلة الثانية، فتشمل وصول المركبة إلى ارتفاع 200 كيلومتر تقريبا، وتستغرق 7 دقائق، بعدها تبدأ المرحلة الثالثة، وتتضمن دفع المركبة نحو المحطة الدولية، التي ستكون في حالة مناورة من أجل التحام «دراغون» بالمحطة آلياً على ارتفاع 400 كيلومتر، استعداداً لدخول الروّاد إليها ولقاء زملائهم الآخرين على متنها.

مركبة مؤهلة

طورت المركبة «كرو دراغون» ليعاد استخدامها نهاية عام 2004، لنقل الحمولات والبشر إلى مناطق قريبة ضمن مجال المدارات الأرضية، لتدخل المركبة بالخدمة عام 2009، حيث منح «سبيس إكس» عقد لسلسلة رحلات خدمات إعادة الإمداد التجاري التجاري «آر سي إس» إلى المحطة الدولية لمصلحة وكالة «ناسا» بقيمة 1.6 مليار دولار، مع إمكانية زيادة قيمته إلى 3.1 مليار دولار، شريطة تنفيذ 12 رحلة، وبحد أدنى كلي للحمولة، التي ستُنقل إلى المحطة الدولية بواقع 20 ألف كيلوغرام.

وتصل الطاقة الاستيعابية للمركبة إلى 7 رواد، لكن عدّل التصميم الداخلي لتحويل 3 من مقاعدها إلى مساحات يمكن استخدامها لتخزين البضائع، بينما يبلغ طولها 7.2 متر وقُطرها 3.7 متر، ويمكنها الانطلاق من الأرض بحمولة تزن 6 أطنان بحجم 25 متراً مكعباً، والعود للأرض بعد رحلة تدوم عامين من الدوران حول الكوكب بحمولة 3 أطنان بحجم 11 متراً مكعباً.

الأب المؤثر

محطات فارقة ومواقف مؤثرة كانت لها الأثر القوي في نشأة رائد الفضاء الإماراتي منذ صغره، فكما هو حال جميع الأطفال في تأثرهم وتعلّقهم بأفلام الكرتون، كان النيادي كذلك، لكن كان أكثر ما يعجبه من بين هذه الأفلام تلك التي تحكي قصص الفضاء والمغامرات، فكانت البذرة الأولى في أن يسلك طريقه للفضاء وانجذابه نحو خوض مغامرة التحليق ما بعد مجال الطائرات.

ومع تقدمه في العمر يوماً بعد يوم بات يبحث بين أسطر الطامحين عن ملهم يتخذه قدوةً له، ممن لهم البصمة في مدى تأثيرهم وقدرتهم على خدمة المجتمع والبشرية، إلى أن استقر على ملهمٍ حقيقي كان الأجدر بالاقتداء به وهو والده، حيث أثر فيه بشكلٍ شخصي كونه كان يرتدي البدلة الزرقاء، وظن النيادي لفترة طويلة أن والده يقود الطائرات ويحلق بها عالياً، إلى أن اكتشف أنه يعمل في مجال تأهيل وتعليم الطيران في القوات المسلحة، وتتلمذ علي يده العديد من الطيارين المهرة، فكان خير مثل أعلى له في الانضباط كونه ذي خلفية عسكرية، فأثر بشكل واضح في شكل حياته منذ صغره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynk9xhft

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"