عادي
ينطلق اليوم بمشاركة 50 متحدثاً من 9 دول

جميلة القاسمي: «مؤتمر المتلازمات» نموذج لجهود التوعية

02:00 صباحا
قراءة 6 دقائق

حوار: مها عادل

«يعدّ موضوع المتلازمات النادرة، بالغ الأهمية في مجال الإعاقة؛ إذ يوجد عدد كبير من هذه المتلازمات المرتبطة بإعاقات مختلفة، والطلاب من ذوي المتلازمات النادرة، كانوا وما زالوا من منتسبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها، لكننا نلاحظ نقصاً في المعلومات الخاصة بالجوانب التربوية والنفسية والمعرفية الخاصة بكلّ متلازمة،. وعلى الرغم من توافر الدراسات المتعلقة بالجوانب التربوية والنفسية في بعض دول العالم، فإن نقصاً واضحاً تشهده الدول العربية في هذا المجال. ويركز المؤتمر على تحفيز البحث عن المعلومات، وتطبيق الدراسات التي تغطّي ذلك النقص».. بهذه الكلمات أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الخدمات الإنسانية ل«الخليج»، أهمية موضوع «مؤتمر المتلازمات النادرة» المرتبطة بالإعاقة الذي تنظمه المدينة، وتنطلق فعالياته اليوم برعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.

وفي السطور الآتية نتعرف عن قرب إلى رؤية الشيخة جميلة القاسمي حول جهود المدينة، وريادتها في نشر مستوى الوعي محلياً وإقليمياً وعالمياً باحتياجات ذوي الإعاقة، والحث على تضافر الجهود، لتلبيتها وفق أفضل الممارسات العالمية، في حوار خاص مع «الخليج».

تحدثنا الشيخة جميلة القاسمي عن حجم التفرد والريادة التي يجسّدها المؤتمر، وتقول: نلاحظ أن هذا النوع من المؤتمرات غير مألوف ضمن البيئات العربية؛ لذا يسعى المؤتمر إلى تغطية جوانب عدة ترتبط بالمتلازمات النادرة، وهي الجوانب التربوية والتأهيلية والعلاج بالفنون والإرشاد الأسري والجوانب الطبية.

وتسعى المدينة في مناسبات كثيرة إلى توفير المعلومات، والتوعية حول القضايا التي لا تلقى ما يكفي من الاهتمام والإيضاح، وبذلك يمكن وضع ذلك المنظور للمتلازمات النادرة في مكانه المناسب من حيث الاهتمام والدراسة العلمية، وإشراك الأسر في هذه الجهود.

كما تهدف المدينة بشكل مستمر إلى حشد وتضافر الجهود، وإشراك الجهات والمؤسسات المجتمعية والرسمية المعنية، الأمر الذي يبدو جليّاً من خلال شركائها في المؤتمر، وثراء المشاركات.

وعن جهود المدينة في رفع مستوى الوعي باحتياجات من ذوي الإعاقة والتعريف بكل جديد تقول:

يعدّ المؤتمر نموذجاً على جهود المدينة في التوعية ونشر المعارف الجديدة، وهو حلقة ضمن سلسلة طويلة من المؤتمرات واللقاءات والندوات التي نظمتها المدينة حول القضايا التي تعني من ذوي الإعاقة؛ إذ توفر المدينة المعلومات النظرية، والخبرات العملية عبر مركز أجاد للتدريب التابع لها، والذي يقدم البرامج التدريبية التخصصية للعاملين ضمن المجال والمهتمين به.

وتلعب إدارة الاتصال المؤسسي دوراً مهماً في توفير المعلومات عبر وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي؛ إذ يدلّ تواجد هذه الإدارة بين أقسام المدينة على الاهتمام بالتواصل مع جهات المجتمع كافة. وتتواجد المدينة بصورة منتظمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب من خلال إصداراتها الحديثة، وتناول مواضيع مهمة تلبي احتياجات المجتمع والاختصاصيين والأسر.

كما تتبادل المدينة بصورةٍ مستمرة الزيارات والخبرات مع جهاتٍ حكوميةٍ وخاصة داخلياً وخارجياً، وهو ما يشمل توفير معلوماتٍ على أرض الواقع. ولا يمكن أن ننسى دور مجلة «المنال» الإلكترونية المستمر منذ عقود في التنوير والتعريف بالجديد، كما تتواجد المدينة بانتظامٍ ضمن البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ووسائل الإعلام الحديثة للتعريف بأنشطتها وفعالياتها ومناقشة قضايا ذوي الإعاقة.

اهتمام

عن امتداد خدمات المدينة لخارج أسوارها محلياً وإقليمياً وعالمياً، تقول الشيخة جميلة القاسمي: هذا المؤتمر ليس الوحيد الذي يجسّد اهتمام المدينة بإيصال رسالتها؛ بل هناك العديد من البرامج الأخرى، فعلى سبيل المثال، يمثّل برنامج العلاج بالموسيقى الذي أدخلته المدينة منذ عقد تقريباً ضمن خدماتها المقدمة لذوي الإعاقة، نموذجاً حول ارتقاء الخدمات لمستويات محلية ودولية، فالبرنامج يمثل إضافة إلى أساليب علاجية جديدة تعتمد لأول مرةٍ في الإمارات، وهو إضافة للمجتمع بصورة عامة، وذلك بناء على التعاون مع جامعة إيوا من كوريا الجنوبية.

ويتضمن البرنامج حضور طالبات الدراسات العليا من الجامعة إلى المدينة عبر دفعات تمكث كلّ منها عدة شهور، يعملن خلالها على إنهاء بحوثهنّ وأطروحاتهن، بما يعود بالنفع على تطور قدرات الطلبة، واستحداث أساليب جديدة وفاعلة في تنمية هذه القدرات.

كما يتضمن البرنامج نشر دراساتٍ في دورياتٍ علميةٍ متخصصة حول فاعلية أساليب العلاج بالموسيقى مع الطلاب في المدينة وداخل المجتمع الإماراتي، وهكذا يشمل دور المدينة جانباً داخلياً في المؤسسة، ومجتمعياً ومحلياً ودولياً.

ويمكن الإشارة إلى العديد من النماذج المشابهة، مثل التعاون القائم بين المدينة وجامعة ولاية كاليفورنيا تشيكو، في مجال التربية الرياضية المعدلة، كما يشارك موظفو المدينة في العديد من المؤتمرات العربية والدولية بأوراق عمل وتجارب ناجحة في تبادل الخبرات وتشارك للمعلومات والمستجدات. ومن النماذج التي يمكن ذكرها، ترجمة أداة تقييم للتواصل «مصفوفة التواصل» داخل المدينة بالاتفاق مع الناشر وإتاحته للاستخدام لكلّ الناطقين بالعربية مجاناً، عبر موقع الناشر تحت علم الإمارات واسم المدينة، وهي إضافة قيّمة لأدوات التقييم المتاحة خاصة المترجمة لتقييم التواصل لدى ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة.

تنوع المشاركات

عن أهم ما يميز هذا المؤتمر، تقول الشيخة جميلة القاسمي:ما يميز المؤتمر الرعاية الكريمة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. وإلى جانب موضوعه الجديد والمهم، هناك تنوع المشاركات المساهمة من 9 دول عربية وأجنبية؛ حيث يناقش 50 متحدثاً الجوانب التربوية والتأهيلية والطبية وغيرها، مثل العلاج بالفنون والإرشاد الأسري، إضافة إلى تنوع الشركاء من داخل الدولة والجهات العلمية كجامعة الشارقة، والجهات الرسمية كوزارة الصحة ووقاية المجتمع، الأمر الذي يضمن تضافر الجهود والتعاون، لتنفيذ التوصيات، وتحقيق التطوير المنتظر، ويضمن كذلك، المستوى العلمي المتميز؛ حيث شاركت هذه الجهات ضمن اللجنة العلمية للمؤتمر، وقامت بتحكيم واختيار البحوث والأوراق المختلفة.

زخم علمي

عن أهمية استضافة المؤتمر لعدد كبير من الضيوف والخبرات العلمية المختلفة، تقول الشيخة جميلة القاسمي: استضافة هذا العدد الكبير من الضيوف من الباحثين والعلماء والاختصاصيين تضمن مشاركة العديد من التخصصات العلمية في مجالات بحثية متنوعة، وعرضاً لتجارب دول وهيئات علمية مختلفة. كما يشمل برنامج المؤتمر إتاحة الفرصة للنقاش وطرح الأسئلة وتبادل وجهات النظر بين الباحثين والأسر والمهتمين، ويتوقع أن يوفر ذلك زخماً علمياً كبيراً في مجال محدد هو المتلازمات النادرة. ومن المقرر نشر العديد من هذه الدراسات وخلاصاتها في مجلة المنال الإلكترونية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في دوريات متخصصة أخرى.

ضمانة للفاعلية

توجه الشيخة جميلة رسالة لكل القائمين على خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، قائلة: التعاون والتشارك بين الاختصاصيين بصورة فردية، والجهات بصورة عامة، يعدّ ضمانة للفاعلية، وتوحيداً للرؤى والأهداف، واستثماراً جيداً للجهد والوقت والموارد، وهي عوامل جوهرية لإحداث فارق ملموس في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والمجتمع بأسره.

وتضيف: السعي الدائم لاتباع أفضل الممارسات والاطلاع على أحدث المستجدات وتبادل الخبرات له أثر حاسم في تحقيق الجودة المأمولة ضمن كافة الخدمات، ولا بد أن يتم ذلك في إطار القيم الإنسانية السامية، والإيمان بحقوق كافة الأشخاص على أساس من المساواة وتوظيف القدرات مع مراعاة القيم والتقاليد التي تمثل هويتنا خير تمثيل.

ويجب ألّا يحدّ من طموحنا أي عائق أو ظرف، وأن نعتمد في قدرتنا على تحقيق الأفضل وصولاً إلى أعلى المستويات في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.

الخطط المستقبلية

حول أهم الخطط المستقبلية للمدينة لتلبي دورها كمنارة للعلم والمعرفة، تقول الشيخة جميلة القاسمي: تعكس خطتنا الاستراتيجية للسنوات العشر القادمة، طموحنا المستقبلي عبر مجالات عديدة، ومنها دورنا في مجال نشر المعارف، وتبادل الخبرات حول الإعاقة.

وتتابع: كما توجد أهداف خاصة بإدارة المعرفة، وهو ما يشمل توفير المعلومات والدروس المستفادة من التجارب المتنوعة، والتركيز على المنتجات المعرفية الحديثة، وإعداد الدراسات ومواد التوعية وغيرها. ونأمل أن نتوج ذلك بإنشاء مركز للدراسات، يتولى دور الإنتاج والنشر العلمي. ونسعى كذلك إلى تنمية مخططاتنا الخاصة بالمباني الجديدة للمدينة، والتي نتوقع بإذن الله أن تكون نموذجاً يحتذى في التصميم والتنفيذ والإدارة وتجربة فريدة في التطوير والتحديث، ومواكبة احتياجات المجتمع وطموحاته، وتوقع ما يلزمه من خدمات تقدم وفق أحدث وأفضل الممارسات. كما نخطط للعديد من برامج التدريب التخصصية الجديدة ضمن مواضيع مميزة من خلال مركز أجاد للتدريب التابع للمدينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xjfhurm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"