عادي
مع ارتفاع قوي في الأرباح

خبراء: توزيعات الشركات الجديدة تعيد رسم خريطة الأسهم

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: مهند داغر

أكد خبراء ماليون إن التوزيعات النقدية تعطي خريطة جديدة للسوق كل عام، مع الإشارة إلى أن نسبة توزيعات البنوك هي الأعلى بفعل ارتفاع الفوائد وإيراداتها في الكشوفات المالية، مع تباينها في قطاع التأمين الذي أصبح بحاجة إلى المزيد من عمليات الدمج لإعطاء مردود مادي أكثر جدوى للمساهمين.

وتحدث الخبراء عبر «الخليج» عن توزيعات سخية من معظم الشركات المدرجة، وكذلك إعلان توزيعات للشركات المدرجة حديثاً، وشركات أعلنت توزيع أرباح بعد الانقطاع عن التوزيع لفترات، وهذا يؤكد الأداء الإيجابي لهذه الشركات وانتفاع المستثمرين. وقالوا، إن جزءاً من سيولة التوزيعات يضخ في قطاعات مختلفة في الاقتصاد الوطني، سواء كان ذلك في العقار أو السياحة وغيرهما، بينما تُسهم السيولة المتوافرة نتيجة هذه التوزيعات أيضاً في تخفيف الضغط على بعض الأسهم، التي لم تحقق أرباحاً جيدة، إلى جانب حمايتها من الانخفاضات الحادة، وبالتالي تعديل الأسعار.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، جاءت مفاجأة من إعمار العقارية، بمناقشة اقتراح توزيع أرباح نقدية للمساهمين وذلك بنسبة 25% من رأس مال الشركة وبواقع 25 فلساً للسهم الواحد، ويرفع هذا الاقتراح إلى اجتماع مجلس الإدارة بتاريخ 16 مارس 2023. وكانت الشركة وزعت العام الماضي أرباحا نقدية بنسبة 15% من رأس المال.

الصورة

أرباح قوية

أكد إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة الدار للأسهم والسندات، أن الأرباح الصافية لنحو 123 شركة وطنية مُدرجة في أسواق المال المحلية قاربت 191 مليار درهم خلال العام الماضي 2022، بما يعكس قوة ملاءتها المالية، وتمتعها بإيرادات قوية، مستفيدة من انتعاش الاقتصاد الوطني بعد التعافي الكامل من تداعيات جائحة «كوفيد -19». وأضاف: «استناداً إلى الإفصاحات المعلنة على مواقع الأسواق المالية، فإن الأرباح الصافية للشركات والبنوك المدرجة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول 2022 زادت بنسبة 60% أو ما يعادل 72 مليار درهم، مقابل أرباح صافية بلغت 118.9 مليار درهم خلال العام الماضي».

وقال البريقي: «تركز الأداء الإيجابي على قطاع البنوك والاستثمار والعقار والخدمات وبتحديد الشركات هنالك «العالمية القابضة» ومجموعة «ملتبلاي» و«فيرتيغلوب» و«طاقة» و«إعمار» و«سالك» و«ديوا» و«ألفا ظبي»، وساهمت الإدراجات الجديدة في العام الماضي بزيادة إجمالي الأرباح». وأضاف: «هذه الأرقام تعكس ثقة المستثمرين باقتصاد الدولة، وتعزز بيئة الاستثمار في الدولة للمواطنين وللمقيمين والمستثمرين الخارجيين، الأفراد والمؤسسات».

أما فيما يخص توزيعات الأرباح فقال البريقي: «شاهدنا توزيعات سخية من معظم الشركات المدرجة، وكذلك إعلان توزيعات للشركات المدرجة حديثاً، وشركات أعلنت توزيع أرباح بعد الانقطاع عن التوزيع لفترات، وهذا يؤكد الأداء الإيجابي لهذه الشركات، وانتفاع المستثمرين بالتالي بهذه العوائد، رغم ارتفاع قيمة الأرباح الرأسمالية لهم نتيجة ارتفاع الأسعار».

توزيعات البنوك

بدوره، قال المحلل المالي وضاح الطه: «عزز ارتفاع نسبة التوزيعات في قطاع البنوك، ارتفاع الفوائد وارتفاع إيرادات الفوائد في الكشوفات الرسمية، فيما لم يكن أي تأثير لارتفاع المخصصات، وبالتالي تعتبر توزيعات البنوك الأكثر حظاً».

وأضاف الطه أن التوزيعات جاءت متباينة في قطاعات أخرى، سواء في التأمين أو العقار، علماً بأن حجب بعض الشركات التوزيعات قد ينفر المساهم، وتكرار عدم توزيع الأرباح يخلق نوعاً من عدم الارتياح لدى المساهمين.

وقال الطه: «هناك أداء مميز من التوزيعات لبعض الشركات، مثل العربية للطيران التي كان أداؤها قوياً من حيث المبيعات والتوزيعات والأرباح، بينما تفاوتت التوزيعات في قطاع العقار، ليبقى قطاعا البنوك والاتصالات، يسيران ضمن أداء تاريخي من حيث التوزيعات المقبولة عموماً.

خريطة للسوق

وأكد الطه أن التوزيعات تعطي خريطة جديدة للسوق في كل عام، فيما تحول التوزيعات النصف سنوية سلوك المستثمر، بحيث يحصل على نوعين من العوائد: النوع الأول ناتج عن زيادة سعر السهم، والنوع الثاني ناتج عن التوزيعات الدورية. وقال الطه: «حتى نصل إلى نتيجة أكثر عدالة لا بد من التركيز على تفعيل الجمعيات العمومية للشركات من حيث الحضور الشخصي وتثبيت الرأي بالمحضر، وبالتالي تكون الملاحظات عن أداء الشركة ضمن الإطار القانوني». وبيّن الطه أن القانون يكفل حق المساهم في طلب معلومات يطلع عليها المساهم حتى خارج اجتماعات الجمعيات العمومية، مؤكداً أن الحضور الفعلي أفضل للمساهم من الحضور عن بعد؛ كونه يخلق فاعلية أكبر وأكثر إقناعاً.

توزيعات نصفية

المحلل المالي جمال عجاج تحدث عن أهمية التوزيعات نصف السنوية في إعادة تدوير سيولة الأسهم، خلال فترات تكون فيها التداولات قليلة خلال بعض فترات السنة، ومنها فترة الإجازات الصيفية، الأمر الذي يساعد في تنشيط أداء السوق.

وأكد عجاج أن الشركات تستفيد من التوزيعات النصفية، عبر تخلصها من عبء التوزيعات لمرة واحدة، كما أن المستثمر يضمن الحصول على أرباح تعطيه نوعاً من الطمأنينة في حال لم تحقق الشركة أرباحاً جيدة في الفترة اللاحقة من السنة المالية.

وأفاد عجاج بأن التوزيعات النصفية تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني بشكل عام؛ إذ إن بعض المستثمرين يقومون باستثمار أموالهم من هذه التوزيعات في قطاعات أخرى مثل السياحة والعقار والأمور التجارية الأخرى.

وقال عجاج: «التوزيعات تخفف من الضغط على بعض الأسهم الأخرى التي لم تحقق أرباحاً جيدة، مما يخف من عمليات البيع عليها بسبب وجود السيولة في الأسواق، كما أن هناك أثراً إيجابياً للتوزيعات النصفية على تعديل السعر السوقي للسهم، من خلال تخفيف الانخفاضات بأسعار الأسهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/k2jdetxn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"