القاهرة:«الخليج»
تحتفل إذاعة القرآن الكريم في مصر، بالعيد ال59 لانطلاقها في مارس، بالتزامن مع حلول رمضان، حيث تعد واحدة من أشهر الإذاعات المتخصصة في الأثير المصري منذ ما يزيد على نصف قرن.
وتعد إذاعة القرآن الكريم، إحدى أشهر الإذاعات التي تبث في مصر، حيث انطلق بثها الأول في مارس عام 1964 بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في تحرك فوري من قبل الدولة، بعد ظهور طبعة مذهبة من المصحف في الأسواق، تحتوي على تحريفات مقصودة لبعض آيات القرآن الكريم، وهو ما دفع الأزهر الشريف ممثلًا في هيئة كبار العلماء، إلى البدء بتنفيذ تسجيل صوتي للمصحف المرتل، برواية حفص عن عاصم، بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، وكان الهدف وقتها أن يتم تسجيل المصحف كاملاً على أسطوانات، توزع على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، لكن المشروع تعثر بسبب عدم توافر الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق واسع في مصر والعديد من البلدان العربية، قبل أن تتدخل وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المسؤولة عن الإعلام في مصر في ذلك الوقت، برئاسة د. عبد القادر حاتم، بتخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة في الإذاعة المصرية، لبث المصحف المرتل الذي سجله الأزهر الشريف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على مدار الساعة، وكانت فترة إرسال إذاعة القرآن الكريم عند بداية البث، لا تزيد على أربع عشرة ساعة يومياً، من السادسة حتى الحادية عشرة صباحاً، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً، قبل أن يتواصل بثها على مدار الساعة بعد ذلك بسنوات قليلة، لتغطي مختلف المحافظات المصرية.
ويتزامن احتفال إذاعة القرآن الكريم بالعيد التاسع بعد الخمسين، مع إحالة أحد أبرز مقدمي البرامج بها الإعلامي شحاته العرابي إلى التقاعد بعد بلوغه السن القانونية، وسط مطالبات واسعة بمد فترة خدمته لفترة جديدة.
وحل الإذاعي القدير ضيفاً على برنامج «صباح الخير يا مصر»، على الفضائية المصرية، متحدثاً عن مشواره المهني، ومقدراً موجات الحب الغامر التي أحاطته، بعد بلوغه سن التقاعد، مشيراً إلى أنه فخور بأنه لم يكن يقصد من عمله على مدار سنوات بإذاعة القرآن الكريم المصرية، سوى ابتغاء مرضات الله، وأن إحالته للتقاعد هي سنة الحياة، وقال العرابي إن الحب الكبير الذي حظى به على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبات كثير من الناس باستمراره في إذاعة القرآن الكريم، هي تطبيق حي لقول الله عز وجل: فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
