عادي

روسيا تحرق باخموت وتحقق ثغرة.. وأوكرانيا: لن نتخلى عن المدينة

16:04 مساء
قراءة 3 دقائق
كييف: رويترز
شنت القوات الروسية هجمات بلا هوادة على باخموت الأربعاء، في محاولة لتطويق المدينة الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا وإعلان أول انتصار كبير لها منذ أكثر من ستة أشهر بعد عدد من المعارك الأكثر دموية في الحرب.
وتمكنت رويترز من الوصول إلى باخموت من ناحية الغرب الاثنين، وهو ما يثبت أن المدينة لم تحاصر بعد على الرغم من ضغط القوات الروسية من الشمال والجنوب لإغلاق آخر الطرق المتبقية إلى المدينة.
وارتفعت ألسنة اللهب والدخان في السماء من المباني المحترقة، واستمر دوي إطلاق النار والانفجارات الذي وصل إلى عنان السماء، وجابت المركبات المدرعة الأوكرانية الشوارع التي لم يبق فيها سوى الكلاب الضالة وسط الوحل والحطام.
ولا يزال ألوف السكان داخل المدينة المدمرة التي كان يقطنها نحو 70 ألف نسمة قبل الحرب.
وقال رجل متوسط العمر يرتدي معطفاً وقبعة من الصوف على درج المبنى الذي يسكن فيه «إنه أمر مخيف حقاً، لا أستطيع تحريك ساقي -بالكاد تتحركان- من هول الموقف... سأبقى هنا طالما ظل بيتي سليماً وما لم يصبني أذى».
وفي بلدة تشاسيف يار إلى الغرب، شبت النيران في محل بقالة.
وقال مسعف بالجيش عمره 25 عاماً كان متجهاً إلى الجبهة لرويترز «لن نتخلى عن باخموت، سنتمسك بها حتى النهاية.. المجد لأوكرانيا، الموت للأعداء».
وقال الجيش الأوكراني في إفادة صحفية الأربعاء «يواصل العدو تقدمه باتجاه باخموت، لا يتوقف عن اقتحام مدينة باخموت».
وضع صعب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو في وقت متأخر الثلاثاء إن معركة باخموت «هي الأصعب»، لكن الدفاع عنها ضروري.
وأضاف «روسيا بشكل عام لا تكترث بالبشر وترسلهم في موجات مستمرة للهجوم على مواقعنا، شدة القتال تتزايد».
ونشرت وكالة الإعلام الروسية الحكومية مقطع فيديو قالت إنه يظهر مقاتلات روسية من طراز سو-25 تحلق في سماء باخموت.
ويقول رجل في المقطع تم تعريفه على أنه مقاتل من مجموعة فاجنر «نحن سعداء لأنهم في قبضتنا»، مضيفاً أن الطائرات ساعدتهم «نفسياً».
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف: إن القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراق بين قريتين شمالي باخموت هما قريتا بيرخيفكا وجاهيدني وتابع: «يشكل ذلك اختراقاً في الجبهة الشمالية لباخموت... يشكل تهديداً واضحاً لنا».
ولم يتسن لرويترز التحقق من التقرير.
وبعد أن تكبدت خسائر فادحة على الأرض في النصف الثاني من 2022، تلقت القوات الروسية تعزيزات بوصول مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ سبتمبر/أيلول.
وتمسكت كييف من جانبها بالدفاع على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة على أمل أن ينهك القتال القوات الروسية المهاجمة قبل أن تشن أوكرانيا هجوماً مضاداً هذا العام بأسلحة جديدة منها دبابات وعدها بها الغرب.
ويعتبر الأوكرانيون والروس عادة، أن الأول من مارس/ آذار هو أول يوم في فصل الربيع، وذابت الثلوج بالفعل على الجبهة مما أتى بما يسمى الربيع السيبيري وهو موسم الأوحال السوداء ذائعة الصيت في التاريخ العسكري بأنها قاهرة الجيوش التي حاولت من قبل أن تنفذ هجمات في مناطق في أوكرانيا وغرب روسيا.
ويتباهى الأوكرانيون بأن تحول الطقس للدفء أثبت أن روسيا أخفقت في أن تجبرهم على الإذعان بالبرد والتجمد بشنها هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة في أنحاء البلاد منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
وكتب أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف على تويتر «حسناً.. هل تمكنتم من تجميدنا؟ أول يوم في الربيع الأوكراني سعيد عليكم!».
وخيمت الحرب على اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في نيودلهي سيحضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وأيضاً وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية إن بلاده التي تستضيف الاجتماعات لا تريد أن تهيمن القضية الأوكرانية على الحدث مع أنها ستكون على رأس جدول الأعمال.
وتريد الدول الغربية أن يندد الاجتماع بالحرب، وقال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي إن بروكسل لن تدعم البيان الصادر عن الاجتماع إلا إذا تضمن مثل تلك الإدانة.
وكرر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء موقف موسكو وقال إنها منفتحة على إجراء مفاوضات سلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن يقبلوا ضم روسيا لأراض أوكرانية.
وتقول أوكرانيا لا يمكن للسلام أن يتحقق إلا إذا انسحبت روسيا من كل أراضيها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vkxb869

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"