تعديلات جوهرية

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

تعديلات مهمة وجوهرية تلك التي أقرتها مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على نظام الامتحانات مؤخراً؛ إذ أصبحت الاختبارات المركزية الختامية مزدوجة (ورقية وإلكترونية)، وأعادت تقسيم الورقة الامتحانية لتصبح ثلاثة أجزاء تتفاوت فيها نسب وعلامات الطالب، بحسب مستهدفات كل جزء. واعتمدت الصيغة النهائية للأسئلة الإضافية، بواقع سؤالين في كل مادة، تحدّد لهما 10 درجات إضافية لينتفع بها الطالب.
ولكن لماذا هذه التعديلات؟ وما ضرورة عودة الاختبارات الورقية والإبقاء على «الإلكترونية» برفقتها؟ وكيف تنعكس على أداء المتعلمين ومهاراتهم الأساسية إيجابياً في المرحلة المقبلة؟ 
إذا توقّفنا مع جوهر التعديلات نجدها تحقق التكاملية في التقييم، فقد أصبحت تقيس مهارات الطالب بشمولية، استناداً إلى تكنولوجيا التعليم المطورة، واستخدام أدوات تعزّز أسس بناء مهارات الطلبة الأساسية في الوقت ذاته.
الصيغة الجديدة للاختبارات تعلّم الطلبة درساً جديداً في إدارة وقت الامتحان التي تشكّل التحدي الحقيقي للمتعلمين في المرحلة الراهنة، وهنا تأتي أهمية الاختبارات التجريبية التي تسبق الامتحانات الختامية الرئيسية، فضلاً عن الدور المحوري الذي تلعبه إدارات المدارس والمعلمين، لتدريب الطلبة في هذا الشأن.
وفي الواقع فإن الاختبارات الإلكترونية وحدها غير قادرة على قياس جميع المهارات لدى الطالب؛ لذلك أعيدت الاختبارات الورقية لقياس مهارات الكتابة والسرد والصياغة لدى المتعلمين، وتعد التقييمات «الإلكترونية» ناقصة عند قياس مهارات الطلبة في بعض الأسئلة، وقد تكون غير عادلة؛ لأنها تركز على الإجابات النهائية، من دون الالتفات إلى خطوات الإجابة، وبالتالي يفقد الطالب درجات مستحقة في الورقي «لا يراعيها الإلكتروني».
المواد المستهدفة وفق التعديلات تضم اللغتين العربية والإنجليزية، وكلتاهما تشكل ركيزة للتراكم المعرفي والمهارات لدى المتعلمين كافة، والمواد العلمية (الرياضيات والفيزياء والعلوم) تحتاج دائماً إلى التقييم القائم على «التقنية والكتابة»، حيث يُقيَّم كل ما يقوم به الطالب لبلوغ الإجابة، وهنا نستطيع الوقوف على جوانب تفكيره، وطرائق تعاطيه مع الأسئلة، لتسهُل مهمة رصد مواطن الإخفاق وتحويلها إلى فرص للتحسين والتميز.
يأخذنا الاتجاه الجديد إلى مرحلة نوعية من التحليل والمتابعة غير المباشرة، ورصد البيانات الدقيقة لمستويات الطلبة، وهذا في حد ذاته تمكين للمعنيين، لوضع تصورات وخطط للارتقاء بمستوى كل طالب، وفق احتياجاته المهارية والمعرفية.
إن ما تشهده منظومة الامتحانات ليس مجرد تعديلات وتحديثات فحسب، ولكنها معالجات لإشكاليات موجودة فعلاً، ومرصودة في أداء الطلبة، لا سيما تلك التي تخص المهارات الأساسية المعرفية والكتابية وطرائق التفكير وإدارة الوقت، ولنعلم جميعاً أن نجاح تلك الخطوة مرهون بتضافر جهود الميدان بفئاته كافة، وفهم وإدراك الأبعاد التي وجدت من أجلها هذه المستجدات، وانعكاساتها على المتعلمين.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yck69a3d

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"