عادي

أيام الشارقة التراثية تطل من قلب حصن الذيد

16:38 مساء
قراءة 5 دقائق
افتتاح لأيام الشارقة التراثية في حصن الذيد
افتتاح لأيام الشارقة التراثية في حصن الذيد-2
افتتاح لأيام الشارقة التراثية في حصن الذيد
الدكتور أحمد علواني
جلسة نقاشية

افتتح الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، ود.عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا للأيام الشارقة التراثية، ود.محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي في الذيد، فعاليات دورتها الـ 20 في حصن الذيد، والتي تستمر حتى 11 مارس / آذار الجاري بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية لافتة.

وقال المسلم:«إن إقامة فعاليات أيام الشارقة التراثية في الذيد ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد دائماً أن للتراث أكبر الأثر في تنمية الذائقة الوطنية، والشعور بالانتماء والفخر والاعتزاز بالجذور الأصيلة المستمدة من تراث الآباء والأجداد، وسعدنا كثيراً بحجم حفاوة أهل الذيد بالجمهور وهم معروفون بالكرم والأصالة والوطنية».

وتجول الحضور في أرجاء منطقة الفعاليات التي انطلقت على إيقاعات طبول رقصة العيالة، وتبعها شعر العازي والرزفة.

ولم يقتصر التراث الشعبي المحلي الذي حرصت إدارة المعهد على إبرازه للجمهور، على الجوانب الفنية وإنما تعدّته إلى كل ما هو تراثي، ومن هنا قدمت فكرة عن فريج البدو ببناء نموذج يحاكي البيئة البدوية.

وأطل الجمهور على البيئة الزراعية التراثية، أو ما يعرف بـ «شريعة الذيد» كمرفأ تراثي مهم كان يمثل محطة تستريح فيها القوافل وتتزود بالماء والغذاء، وتشكل منظومة مائية كبيرة مع الأفلاج المجاورة لها في الدولة، ولها خطط مهمة في إدارة المياه بما جعل منها واحة غناء ليس في الزراعة فقط، وإنما ألهمت شعراء الكثير من شعراء الشعر النبطي ليقولوا على أرضها أجمل قصائد الفخر والغزل والحنين لذكريات الماضي.

ومن الزراعة إلى التجارة، تعرف جمهور أيام الشارقة التراثية إلى «قافلة الطروش»، وهؤلاء هم تجار البادية.

توقيع «السرد في فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء»

ضمن الجلسات الفكرية للمقهى الثقافي في قلب الشارقة، عقدت جلسة حوارية في متحف بيت النابودة، الجمعة، حملت عنوان «توظيف التراث في السرديات العربية» تحدث فيها كل من الباحث د.أحمد العلواني، والناقد د.سعيد يقطين، والباحث د.شعيب حليفي، وأدارها د.مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.

سعى يقطين من خلال مداخلته إلى الإجابة عن علاقة الرواية العربية بالتراث، وتحدث عن تلك العلاقة من خلال فن تراثي مغربي يسمى «فن الملحونة» وذلك من خلال «الحراز» وهي قصيدة مشهورة في التراث الغنائي المغربي.

ورقة علواني تناولت المرأة والنخلة في التراث الخليجي، الأمثال الشعبية نموذجاً، وتحدث فيها عن جوهر الأمثال وتعريفها، والتنوع التراثي في ضربها، والمرأة والنخلة باعتبارها محور التركيز في التمثيل الشعبي، والنخلة والمعادل.

شعيب حليفي وفي مداخلته التي حملت عنوان «تجارب فنية في توظيف التراث بأشكاله المتنوعة في الرواية العربية» أشار إلى أن التراث كان مادة خصبة للعديد من الأعمال السردية، وجاء بأمثلة على تلك الأعمال من مختلف الأقطار العربية.

واختتمت الجلسة بتوقيع كتاب «السرد في فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء: آلياته ودلالاته» لعلواني، وهو من إصدارات المعهد. ويحاول الكتاب الكشف عن حلقة مجهولة من حلقات تراثنا القديم، وذلك بنفض الغبار عن هذا الكتاب الذي ألفه العالم والأديب السياسي ابن عرب شاه في بداية القرن التاسع الهجري، ويعد أحد الكتب المهمة لكنه لم يلق حظه من البحث والتحقيق العلمي الكافي، بسبب انصراف بعض هؤلاء الباحثين عن دراسة الأدب المملوكي ووصفه بالضعف من وجهة نظرهم.

ويقدم الكتاب سرداً مفصلاً عن العصر المملوكي باعتباره جزءاً من تاريخنا امتد لأكثر من 200 عاماً، ولا يمكن نسيانه أو التغافل عنه أو إنكاره.

دور الانفتاح الواعي

في أولى محاضراتها الأكاديمية والثقافية، نظمت الإدارة الأكاديمية التابعة للمعهد محاضرة حول التطور الحضاري وأثره في صون التراث الثقافي قدمتها د.مها الدوري، عضو هيئة التدريس في الإدارة وأدارتها زميلتها المهندسة المعمارية وفاء داغستاني.

المحاضرة التي استضافها متحف بيت النابودة في ساحة التراث في الشارقة، استطاعت وضع تصور شامل حول التطور الحضاري، لا سيما في بعديه العربي والإسلامي وكيف ساهم في صون التراث الثقافي. وبالمقابل بيّنت المحاضرة أثر التغيرات الحضارية التاريخية في اندثار أو تلاشي أو ذوبان بعض الهويات والقيم الثقافية لحضارات معينة بسبب تفوق حضارات أخرى عليها.

وأكدت المحاضرة التجربة الحضارية الناجحة للإمارات في الاستفادة من ثقافات وحضارات شعوب العالم وانفتاحها على الآخر من خلال قيم التعلم والمحاورة والتسامح، ونجاحها بالمقابل في نقل التراث الإماراتي القديم بما فيه من عادات وتقاليد وقيم والمحافظة على مكونات الموروث المادي للأجيال القادمة، ومن خلال العديد من المشاريع والمبادرات وعلى رأسها أيام الشارقة التراثية.

القراءة مفتاح نجاح

أكدت حلقة نقاشية نظمها مركز التراث العربي التابع للمعهد أهمية القراءة الناقدة والفاحصة ودورها في إنجاح تجربة الباحث العلمي وضمان دقة المعلومات والبيانات التي يقف عليها خلال رحلته العلمية والبحثية.

أدار الجلسة الفنان محمد غباشي بمشاركة عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع للمعهد، وحضور مجموعة من باحثات الجمع الميداني في قسم الدراسات والبحوث بالمركز.

واستهلت الشامسي بالحديث عن جهود المركز وفعالياته المستمرة في سعيه الدائم لتحقيق رؤيته في مجال دعم وصون التراث الثقافي العربي، والارتقاء بآليات جمعه وتحقيقه وتوثيقه ونشره؛ وذلك من خلال إطار مؤسسي جامع.

وأكدت أن القراءة فعل حضاري رفيع يسهم في ارتقاء الشعوب والأمم والمجتمعات، ولا يستغني عنه كل من يطمح لتطوير نفسه ومجتمعه، وللارتقاء بنشاطه وعمله وفكره، ومن ذلك البحث العلمي. ولفتت إلى أن الشارقة باعتبارها عاصمة للثقافة ووجهة للعلم وأهله، يقود مشروعها الحضاري والثقافي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي أدرك مبكراً أهمية القراءة ودور الكتاب والكتابة في المحافظة على التراث والقيم وتحقيق التطور المجتمعي المتزن في الجمع بين المحافظة على أصالة الماضي واستثمار تطورات العلم والفكر.

النخلة رمز خالد

ودارت محاضرة نظمها مركز التراث العربي حول النخلة والتي تعد إحدى ركائز ورموز التراث الإماراتي الخال. وأوضحت المحاضرة أن النخلة سجلت مؤخراً على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونيسكو» من خلال ملف مشترك قدمته عدة دول عربية ومن بينها الإمارات تحت عنوان «النخلة، المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات».

واستعرضت المحاضرة كيفية زراعة النخلة قديماً في الإمارات وطرق الاهتمام والعناية بها وأساليب سقيها، والأدوات التي تستخدم للنخلة في موسم جني الرطب كالمخرافة والمزماة والحابول والموراد. وأشارت إلى تعاون الرجل والمرأة قديماً في القيام بمسؤوليات العناية بالنخلة فيما يتعلق بالسعف وسف وخياطة الجراب والضمائد.

وأبانت المحاضرة مواسم جني الرطب والمجالات والصناعات القائمة على النخلة ومكونها ولا سيما الرطب بأنواعه، بالإضافة إلى أفضل ممارسات التسويق والإنتاج الخاصة بالتمور، وطرق الاستفادة من التالف منها، والطرق الحديثة للمحافظة على الرطب والتمر فترة طويلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rft2f9u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"