«ليوبارد2» أم السلاح النووي؟

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

لا خلاف على أن النزاع المستمر، منذ عام، بين روسيا وأوكرانيا تتوزع تفاصيله على خريطتي البلدين، لكنه في جوهره نزاع بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين معسكرين كل منهما له حلفاؤه.

هذا الصراع عنوانه الذي لا يظهر كثيراً في ما يتواتر من أخبار المعارك وتداعياتها السياسية والعسكرية، هو الهيمنة، أو الحرب الباردة بشكل جديد.

ولعل عدم حسم النزاع العسكري حتى الآن، مقلق أكثر للمعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة، فهو لم يسحق روسيا كما وعد، بينما تقنع هي حتى الآن بأهدافها، أو «انتصاراتها» الميدانية التي ترى أنها كافية حتى الآن لإبعاد أي خطر عن حدودها.

هذا القلق ربما قاد جو بايدن إلى زيارة كييف في ذكرى مرور عام على نشوب الصراع، إما لتسخينه، وإما إشعار شركائه الأوروبيين بأن كل ما احتشد من جهود لا يكفي لردع روسيا، أو هزيمتها، وأن الأمر يحتاج إلى المزيد من التعاون لتحقيق هذا الهدف.

ويبدو أن الحفاء الأوروبيين لم يعد لديهم حرج في الاتفاق على ما أعلنه بعضهم من قبل، وهو صعوبة الدعم العسكري لأوكرانيا، خاصة بالدبابة «ليوبارد2» التي راج طويلاً أن ظهورها في الجزء الأوكراني من ساحة المعركة سيبدّل كل معطياتها.

ومن المعلوم أن ألمانيا واجهت ضغوطاً شديدة، أمريكية وأوروبية، لتزويد أوكرانيا بدبابتها الشهيرة التي دخلت الخدمة لأول مرة عام 1979 وتوجد لدى جيوش 21 دولة أخرى، كلها أعضاء في حلف «الناتو».

وكانت شركة «راينميتال» الدفاعية الألمانية، رهنت في يناير/ كانون الثاني الماضي، احتمالات تسليم أوكرانيا ما يصل إلى 139 دبابة قتالية من طراز «ليوبارد» بعبارة «إذا لزم الأمر».

ورغم أن ألمانيا ربطت، وقتها، تسليم أوكرانيا دبابات من هذا النوع بإقدام الولايات المتحدة على التحرك نفسه، وإرسال دبابات «أبرامز»، فإنها لم تمانع أن تقدم بولندا على هذه الخطوة.

وقبل أيام، ظهرت هذه الدبابة، وفق الجانب الروسي، في منطقة أرتيموفسك في باخموت، الميدان الأبرز للنزاع الآن، ومصدرها هو بولندا التي قالت إنها أرسلت 24 دبابة، لكنها لم تثر لدى الروس فزعاً، بل قللوا من إمكاناتها ربما ثقة بأن هذا العدد الذي تضاف إليه واحدة أرسلتها كندا مطلع فبراير/ شباط الماضي، لن يغير في الأمر شيئاً، ولن يتبعه المزيد.

وهذه الحقيقة تدركها الولايات المتحدة أيضاً، ولخّصها تقرير حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قال إن الجيوش الأوروبية عاجزة عن تزويد أوكرانيا بما وعدت من دبابات «ليوبارد2»، تأسيساً على تأكيد وزارات الدفاع عدم جاهزيتها.

وقال التقرير، إن الجيوش الأوروبية تقر بصعوبة توفير «ليوبارد2» لأوكرانيا بالعدد والنوعية المناسبين، وإن معظم ما في مخازنها يفتقر إلى الصيانة، أو قطع الغيار، بينما روسيا، وهذا ما قاله إعلامها، تطور استراتيجية عسكرية قلبها السلاح النووي، في وجه أي عدوان أمريكي يبعث عليه اليقين بعدم حسم معركة الهيمنة.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hnp4v5v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"