النيادي إلى الفضاء

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

بحفظ الرحمن ورعايته، انطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، محققاً طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسجل التاريخ أول عربي ينطلق في أطول مهمة علمية للعرب في الفضاء؛ حيث ستستمر المهمة ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، سيشارك فيها سلطان زملاءه رواد الفضاء في التجارب والاستكشافات العلمية. وبهذه المهمة زادت إنجازات أبناء زايد، ورصدت المهمة طموح قادتنا وتوجهاتهم العلمية المرتبطة بخير البشرية. 
ستة أشهر هي الزمن المستغرق لتلك المهمة، ننتظر تمامها وندعو الله عز وجل أن يحفظه ويبارك لنا في جهوده، وهي مرحلة يحق لنا أن نتفاخر بها وفي الوقت نفسه، أن تكون لنا مهام تواكب جهود دولتنا، ونعمل عبرها على رفعة وطننا بجهود جماعية أو فردية، فهي كفيلة بأن نتزامن معها بمهام وجهود يسطرها التاريخ الخاص بنا، ونفخر عند تمامها بإنجازاتنا، وإنجاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي. 
«الإماراتي» وصل إلى الفضاء، بفضل من الله تعالى وجهود قادتنا، وبعضهم ما زالوا يشككون في قدرات شبابنا وإنجازاتهم، ومازال فكرهم قابعاً بأن خلفهم تكاسلاً وعدم جدية، ومازال بعضهم يصرح بأن استحداث أنظمة جديدة للعمل لا ينفع بيئتنا وثقافة شعبنا، والكلام سهل جداً على الرغم من خطورته إذا ما قارنّاه بالعمل الجدي والمخاطرة. وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن أكبر مخاطرة هي ألا تخاطر؛ فما بالك بأن لا تخاطر وتصدر أحكاماً تسم ثقافتنا بأنها لا تتناسب مع أي تغيير يطرأ عليها للتجديد والتطوير. 
وعلى الرغم من هذا مازال الكثير من المنجزين سواء الأفراد أو الجهات، ينجزون بشكل متواصل ومتناغم يفيدون به العامة وجميع أفراد المجتمع، آخرها كان مهرجان «زوايا» الثقافي في رأس الخيمة الذي اشتركت فيه جهات حكومية وجمعيات نفع عام وأفراد متطوعون لإكمال صورته بأبهى حلة طوال أسبوع ثقافي يخدم مختلف شرائح المجتمع وذائقتهم الثقافية والفنية. 
ومثل «زوايا» يمكن أن تنظم مهرجانات وفعاليات مختلفة بتعاون كبير من جميع الجهات على مدار العام، ولتحافظ على استمرارها واستدامتها لا نحتاج إلا إلى مثل تلك الشخصيات الدافعة والمتبنية لإقاماتها، ولا نبخس أحداً حقه، وجميع من يمتلكون القرار يمكن أن يكون رواداً في مجالاتهم بمثل تلك الفعاليات المجتمعية. 
ومثل طموح وإنجاز «سلطان» نسخة موجودة في كل أسرة، تحتاج إلى «القرار» فقط، ومن ثم تعاون الجميع معها لينجز ويصل إلى وجهته ويعود بالخير الوفير. وطموح سلطان لم يأت من فراغ إنما هو «طموح زايد» بأبنائه، وهو نفسه الطموح المتأصل في ثقافتنا، فهل من مزيد؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvf7at3d

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"