عادي
بانتظار تقرير وظائف فبراير..

هل ترسم «الأسماء الدفاعية» طريق وول ستريت الآمن؟

14:33 مساء
قراءة 4 دقائق
متداولون في قاعة بورصة نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

إعداد: هشام مدخنة

اكتشف المستثمرون الذين يبحثون عن مناطق أكثر أماناً في سوق الأسهم الأمريكية، أن الملاذات التقليدية، التي صمدت في عمليات البيع العام الماضي، كالسلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق والرعاية الصحية، قد تكون أكثر إشكالية هذه المرة. مما دفعهم للبحث عن الأمان فيما يُسمى

ب«الأسماء الدفاعية»، التي تكسب عادة أرباحاً قوية، وفي الشركات التي باستطاعتها اجتياز الأوقات العصيبة.

استراتيجية سهلة

بعد الانتعاش الحاد في يناير/ كانون الثاني، تذبذب مؤشر «إس آند بي» من جديد؛ حيث يخشى المستثمرون من رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أعلى مما كان متوقعاً في السابق، ويبقيها مرتفعة لفترة أطول لكبح التضخم.

وقال أنتوني ساغلمبين، كبير استراتيجيي السوق في «أميربرايز فاينانشال»: «كان الاختباء وراء الأسهم الدفاعية استراتيجية عملية سهلة وناجحة حقاً العام الماضي، لكني أعتقد أن هذا العام سيكون أكثر تعقيداً».

في الأسابيع الأولى من عام 2023، خفتت حجة الاختباء تلك بسبب الأدلة على أن الاقتصاد لا يزال قوياً، وكذلك بسبب المنافسة من الأصول مثل سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل وأسواق المال التي تقدم أعلى عوائد منذ سنوات.

تقييم باهظ

وتُعرف قطاعات مثل المرافق باسم «وكلاء السندات»، لأنها توفر عادةً أرباحاً ثابتة وأماناً بالطريقة التي كانت توفرها السندات الحكومية في الماضي. لكن عندما تترافق مع حقيقة أن بعض الأسهم الدفاعية تحمل تقييمات باهظة الثمن نسبياً، قد يتجنب المستثمرون هذه القطاعات حتى لو تعثر السوق الأوسع.

إلى ذلك، وبعد أن حافظت «المرافق» و«الرعاية الصحية» و«السلع الاستهلاكية» على ثباتها وسط الأسواق المتطرفة العام الماضي، مع انخفاض طفيف نسبياً بلغ نحو 1% إلى 3.5%، سجلت القطاعات الثلاثة منذ بداية العام وحتى الآن الخسائر الأكبر لها من بين 11 قطاعاً في مؤشر «ستاندرد آند بورز»، وهوت بنسبة 8%، و6% و3% على التوالي اعتباراً من إغلاق يوم الخميس.

وكانت المخاوف من الركود الناجم عن دورة رفع أسعار الفائدة السريعة من بنك الاحتياطي الفيدرالي تحوم فوق الأسواق العام الماضي، وانجذب المستثمرون نحو المناطق الدفاعية، واثقين من استمرار الإنفاق على الأدوية والغذاء والضروريات الأخرى على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية. لكن البيانات الاقتصادية القوية الأخيرة، بما في ذلك تقرير الوظائف الإيجابي لشهر يناير/ كانون الثاني، وإضافة 517 ألف وظيفة، دفعتهم إلى إعادة التفكير في توقعات الانكماش الوشيك.

بدوره، قال ماثيو ميسكن، كبير المحللين الاستراتيجيين في «جون هانكوك» لإدارة الاستثمار: «إذا نظرت إلى سوق الأسهم، فإنها تخبرك أنه لا يوجد خطر ركود في الأساس»، مضيفاً أن «تداولات الأسماء الدفاعية هذا العام كانت مؤلمة».

عائدات الأرباح

وبينما ستتكشف الحالة الصحية للاقتصاد الأمريكي أكثر مع إصدار تقرير الوظائف المرتقب لشهر فبراير/ شباط، الجمعة المقبل، سيراقب المستثمرون شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

في غضون ذلك، ساعدت توزيعات الأرباح المرتفعة الأسهم الدفاعية لتصبح مكاناً لتخزين الأموال في الأوقات المضطربة على مدار العقد الماضي، خاصة أن الأصول الآمنة تقليدياً لم تحقق سوى القليل. إلى أن تغيرت هذه الديناميكية في عام 2021؛ حيث أدى ارتفاع التضخم ورفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي إلى ارتفاع عائدات النقد وسندات الخزانة.

وحقق قطاع المرافق الأسبوع الفائت عائد توزيعات أرباح جذاب، وبنسبة 3.4%، وسجلت السلع الأساسية نسبة 2.7%، والرعاية الصحية 1.8%. فيما بلغت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لمدة ستة أشهر نحو 5.2%.

لكن في بعض الحالات تكون التقييمات الجذابة مكلفة أيضاً؛ إذ يتم تداول قطاع المرافق العامة عند 17.7 ضعف تقديرات الأرباح الآجلة، وهو ما يقرب من 20% زيادة على المتوسط التاريخي للسهم. كما يتم تداول السلع الأساسية عند 20 ضعف نسبة سعر السهم إلى الأرباح، أي نحو 11% أعلى من المتوسط التاريخي. أما نسبة السعر إلى العائد للرعاية الصحية فكانت عند 17 ضعفاً، وأقل بقليل من المتوسط التاريخي. ومع ذلك، فإن الآفاق المالية للقطاع ضعيفة نسبياً هذا العام، ومن المتوقع أن تنخفض أرباح الرعاية الصحية لمؤشر «إس آند بي» بنسبة 8.3%، مقابل زيادة بنسبة 1.7% للمؤشر بشكل عام، وفقاً لبيانات «ريفينيتيف».

انتعاش السندات

ومن المؤكد أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تساعد في تدعيم آفاق الأسماء الدفاعية كملاذ آمن داخل الأسواق. ومنها على سبيل المثال انتعاش التقلبات الإيجابية في سوق السندات، وفقاً لمارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في نيشن وايد. الذي قال: «يمكنك الحصول على عائد جذاب جداً في سوق السندات الآن، وهو ما لم يكن كذلك في السابق».

وإذا ارتفعت المخاوف بشأن الركود، مثلما حدث العام الماضي، فقد يتفوق الأداء الدفاعي مرة أخرى على أساس نسبي، بحسب المستثمرين. ومنهم ساغلمبين من «أميربرايز فاينانشال»، عندما أشار إلى السندات بوصفها آلية تحوط أفضل اليوم من القطاعات الدفاعية التقليدية.

أهم الأحداث الاقتصادية للأسبوع الجاري:

الاثنين

10:00 طلبات المصانع

الثلاثاء

10:00 شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي أمام مجلس الشيوخ

10:00 مستوى مخزون الجملة لشهر يناير/ كانون الثاني

15:00 مؤشر الائتمان الاستهلاكي

الأربعاء

8:15 بيانات التوظيف من ADP

8:30 الميزان التجاري الأمريكي

10:00 شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي أمام مجلس النواب

10:00 مسح فرص العمل ومعدل دوران العمالة

14:00 تقرير كتاب «بيج» للأسواق

الخميس

8:30 طلبات إعانة البطالة

10:00 حديث حاكم الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر

الجمعة

8:30 تقرير الوظائف لشهر فبراير/ شباط

8:30 معدلات البطالة في الولايات المتحدة

14:00 الميزانية الفيدرالية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33pn6sf4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"