عادي
أونور شيلان القنصل العام التركي في حوار مع «الخليج»:

الإمارات رمز للعطاء الإنساني والتسامح والتعايش السلمي

01:27 صباحا
قراءة 4 دقائق

حوار: سومية سعد

شكر أونور شيلان، القنصل العام التركي في دبي والإمارات الشمالية، دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على تضامنها مع تركيا، بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا، وتسبب بمقتل عشرات الآلاف، وجرح مئات الآلاف، وأكد أن دعم الإمارات المادي والمعنوي يعد تجسيداً للمواقف الإنسانية الأصيلة في مثل هذه الأزمات والكوارث، ما جعلها رمزاً للعطاء الإنساني في العالم، ومن الدول المُلهمة في التسامح والتعايش السلمي، في ظل احتضانها كل الثقافات والجنسيات.

ثمّن القنصل العام التركي الاستجابة الفورية لدولة الإمارات في تلبية نداء الواجب الإنساني، في الدعم المادي والمعنوي، وتضامنها التام مع قيادة تركيا وشعبها. وقال: شكل التحرك الإماراتي العاجل، وحضورها ضمن أوائل الدول على الأرض ومشاركتها في عمليات الإنقاذ، تجسيداً واضحاً لتضامنها الدائم مع مثل هذه الأحداث، وتعبيراً صادقاً لتضامنها الكامل مع المجتمعات في العالم عبر البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية.

تضامن

وثمّن مسارعة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالاتصال هاتفياً بالرئيس رجب طيب أردوغان، وتأكيد التضامن الكامل مع تركيا، واستعداده لتقديم كل دعم ممكن، للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال. وعبّر عن خالص التعازي والمواساة للشعب التركي وذوي الضحايا. سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا، والشفاء العاجل للمصابين.

وقال: وجه سموّه بإنشاء مستشفى ميداني، وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، وإمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال، لإغاثة الأسر في المناطق الأكثر تأثراً.

فضلاً عن عملية «الفارس الشهم 2» التي أرسلت فرق إنقاذ ومساعدات لمحاولة إنقاذ ضحايا الزلزال. كما دعت «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي، وبالتنسيق مع وزارتي الخارجية والتعاون الدولي، وتنمية المجتمع، للانضمام إلى حملة «جسور الخير» والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل.

دعم مالي

وأضاف أن توجيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بتقديم 50 مليون دولار، لإغاثة المتضررين، خفّف من معاناة المتضررين. وكذلك جمع التبرعات النقدية والعينية بشكل مباشر من «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.

وتابع: كما لا ننسى أن نتوجه بالشكر إلى سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات» على دعمها لحملة «جسور الخير» التي أطلقتها الدولة، لمدّ يد العون لمساعدة المتضررين.

وأشاد القنصل العام بالعلاقات التركية الإماراتية، وهي علاقات تاريخية ومتميزة في كل المجالات، وتمثل نموذجاً مهماً في إطار المصالح المشتركة، والتوافق في الرؤى، وإدراك البلدين للمصير المشترك.

ونهج الإمارات في الانفتاح وتوثيق جسور الشراكة الاستراتيجية مع الجميع، وثقة دول العالم بالإمارات ومكانتها ونموذجها التنموي، تعطي اليوم دفعاً كبيراً في زخم العلاقات مع تركيا، بما يبشر بمزيد من التقدم النوعي في مضمار الشراكة والتكامل، ويبثّ التفاؤل بأن تقود الدولتان المنطقة نحو الاستقرار والازدهار.

زيارات رئاسية

كما زاد التطور في العلاقات الإماراتية التركية ونقلها إلى خطوات ذات أبعاد استراتيجية تعود بالفائدة على الدولتين، بعد زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، للجمهورية التركية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الدولة في 14 فبراير/ شباط 2022، وعمّق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والشعبين الصديقين، بما يخدم مصالحهما المتبادلة، خاصة أن دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة.

وأشار إلى الدور المهم للسياحة بين البلدين في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، ومن بين أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين، لا سيما بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ ضخمة للسنوات المقبلة، لتطوير هذا القطاع، بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية، لما تتمتع به من مقومات أساسية تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار، والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم.

ارتفعت عائدات السياحة في تركيا، لتسجل رقماً قياسياً بلغ 46.28 مليار دولار في عام 2022، بزيادة نسبتها 53.4 في المئة على العام السابق، مع تلاشي الآثار المستمرة لوباء «كورونا» وستتزايد بإذن الله، بعد إزالة اثر الزلزال، وعودة تركيا إلى ما كانت عليه.

وإن نحو 150 ألف سائح إماراتي زار تركيا خلال عام 2022 اعتادوا على زيارتها سنوياً. فيما زار الإمارات 35 ألف تركي خلال المرحلة نفسها.

التبادل التجاري

وقال: إن «الدولتين تحرصان على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، بالتواصل بين الجهات المعنية، بصورة دائمة، لوضع خطط واعدة لمستقبل التعاون الاقتصادي، والتنسيق في شأن الفرص الممكنة»، وتجاوزت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات دولار عام 2022

وإن الجالية التركية الموجودة في دبي والإمارات الشمالية نحو 45 ألفاً، بحسب إحصاءات العام الحالي، مستثمرين ويعملون في المجالات المختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32zckpku

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"