انتظروا الإمارات..

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

انتظروا الإمارات.. هي الآن في مرحلة جديدة تبني أسساً متقدمة مختلفة عن تلك التي عهدناها في بناء الدول وتطورها، رسمت  طريقها ووضعت أجندتها، وبدأت العمل بمثابرة واجتهاد نحو هدفها الأسمى الذي لا يعرف فلسفة اللحاق بالآخر، وإنما تقدم الركب.

الإمارات تعرف ما تريد ولهذا «هي غير»، تعرف أن معركتها الأولى والأخيرة كانت وستكون مع البناء والتنمية المستدامة، وأن أي معارك جانبية بعيدة أو قريبة ليست في مصلحتها ولا تعنيها ولا تنشغل بها.. معركة التنمية هي القادرة على تحقيق عزّها ورفعتها وشأنها في الداخل لمصلحة مواطنيها والمقيمين على أرضها، وفي الخارج أيضاً لمصلحة البشرية جمعاء.

فتحت الإمارات يديها وقلبها وصدرها للجميع للانضمام إلى هذه «المعركة»، فهي شغلها الأول، ولهذا بدأت بخط شراكات استراتيجية  مع أسواق قريبة وبعيدة، وحددت ثماني دول لهذه المرحلة، ورسمت هدف الوصول إلى 20 سوقاً قبل 2030.

الهدف واضح ومعلن وهو مضاعفة الناتج المحلي إلى ثلاثة تريليونات درهم في 2030، وبتحقيق نمو مستدام متزايد في القطاعات المختلفة، وبخلق قطاعات جديدة لم تكن في مكونات الاقتصادات، قطاعات تعتمد المعرفة والتقنية والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.

بعد عامين على الانطلاقة نحو الأهداف الكبرى بات لدى الإمارات الكثير من اتفاقات الشراكة الدولية، وعشرات آلاف الشركات الجديدة، وعشرات المليارات من الاستثمارات التي تتدفق في شرايين المعرفة والإنتاج والخدمات، واستطاعت قاعدتها المصرفية أن تتجاوز التريليون دولار، ما يجعلها الأكبر في محيطها الإقليمي.

الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الموارد ولا إلى الكثير من الإنفاق، بل إلى القيادة، والخطط، وفرق العمل، والانسجام بين المكونات، وهو أمر تمتلكه الإمارات وتحترف تفاصيله، وهي قادرة على تشكيله في مشهدها العام، وفي لوحاتها المختلفة التي تكوّن الصورة الكبيرة التي تحمل علمها يرفرف خفاقاً عالياً.

الإمارات، القوة الصاعدة، حينما ترسم أهدافها  إنما تكون في منتهى العقلانية، تقرأ إمكاناتها وتدرس علاقاتها، وتعد الخطط للتنفيذ. ألمْ تتجاوز التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات حاجز 2.2 تريليون درهم في 2022؟. 

رقم قياسي غير مسبوق مع نمو 17% مقارنة مع 2021، في استمرار لمعدلات النمو منذ التعافي من تداعيات «كوفيد- 19»، التي كانت قد أثرت سلباً في تدفقات التجارة العالمية. 

انتظروا الإمارات قريباً، فما نحن فخورون به ونال إعجاب القريب والبعيد، من نمو وتطور ورقي في الأداء والخدمات وجودة الحياة ورفاهية العيش والأمن والأمان والعدل والتشريعات والتقنية والاستدامة والفضاء، ليس سوى جزء يسير مما هو قادم في المستقبل القريب، المستقبل الذي يعمل الجميع على تحقيقه بتفانٍ وجهد وحب.

«إمارات المستقبل» لن تكون إلا شعلة عالمية تنير دروب الحياة المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة التي تستثمر فيها من أجل الإنسان وتقدّمه، دولة منفتحة على الجميع تنسج علاقاتها بما يفيدها ويفيد غيرها، هدفها الإنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wsv2dap

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"