بلاد الخير

إذا سمعت عن بلاد تتبارى بأكملها لمساعدة المكلومين والمحتاجين، فاعلم أنها الإمارات.
هذا غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «زايد الخير» الذي جعل من فعل الخير سنة حميدة، ورّثها لأبنائه وبلاده بأكملها، فحتى المقيمون فيها طبعوا على هذه السنة فأصبحت دستور حياة.
أمس، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يرافقه أبناؤه وأحفاده مقر حملة «جسور الخير» المقامة في «مبادلة أرينا» لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، ومدّهم فوق طاقتهم الإيجابية، بما يزيدهم من الإقبال على العمل والاجتهاد، لإنجاز المهمة التي ينتظرها مئات الآلاف من الناس الذين تقطعت بهم السبل، فأصبحوا بلا مأوى ولا طعام أو شراب.
من يتابع كوارث العالم على تعدّدها واتساعها بين شرق الأرض وغربها، لا يجد قبل الإمارات دولة تسارع للمساعدة، ولا مؤسسات قبل مؤسساتها تصل إلى هناك، ولا أبناء قبل أبنائها، يبدؤون فعلاً بالمساعدة والعون.
حصيلة حملة المساعدات الإغاثية التي أطلقتها الإمارات لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، ضمن عملية «الفارس الشهم 2» بلغت 190 طائرة شحن حملت 5414 طناً من المواد الغذائية والطبية وخيم الإيواء. 
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، «يد الإمارات الخيرة»، وبسبب زيادة المواد الإغاثية التي تتسابق لإرسالها، دعت الراغبين في التطوع، إلى الانضمام إلى حملة «جسور الخير» للمساعدة على تجميع وتعبئة حزم الإغاثة، فلبّى النداء حتى أمس، 1200 متطوع في رسالة تعكس حجم حب المساعدة الذي يميز أبناء هذه البلاد.
فلسفة الشيخ محمد بن زايد في عمل الخير، يحرص على غرسها عقيدة في الأبناء والأحفاد، حين رافقوه خلال زيارته إلى مقر الحملة، ليساعدوا في عملية تعبئة المواد الإغاثية إلى مستحقيها.
عمل الخير في الإمارات غرس أصيل، نراه بشكل واضح في المؤسسات الخيرية المنتشرة في الإمارات السبع، حيث تتسابق جميعها تحت مظلة الهلال الأحمر، لمدّ يد العون والمساعدة لكل محتاج دون النظر إلى دينه أو أصله أو عرقه، ولا تأخذ في الحساب أي علاقة سياسية أو جهوية؛ لأن الإنسانية لدى بلاد زايد، تسمو فوق كل الاعتبارات. 
بلاد تدجج أبناءها لعمل الخير، وتخصص طائراتها لنقل المساعدات، وتقدّم المعونات المالية والمواد الإغاثية، وتوحد بث تلفزيوناتها لإطلاق حملات جمع التبرعات، وتحفز أبناءها للعمل الإنساني والتطوع، بلا شك ستكون في قلب وعقل ووجدان كل إنسان حر.
[email protected]