عادي

وليد حميد.. معلم ألزم نفسه بـ «مجانية الدروس»

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

رأس الخيمة: حصة سيف

من المعلمين القدامى، الذين درسوا في عدد من إمارات الدولة، بدءاً من دبي ثم الفجيرة وصولاً إلى رأس الخيمة، حيث أمضى معظم حياته في الفجيرة، التي وجد فيها استقراره وتنقل بين مدارسها، منذ ثمانينات القرن الماضي إلى بداية الألفية الثالثة، عاش مثالاً للمعلم السهل ليِّن الجانب في علاقته مع طلابه، المُحفز على طلب العلم والدراسة، والصارم في ما يتعلق بالقيم والآداب، كان معلماً بروح «الأب» الحريص على أبنائه.

المعلم المخضرم وليد عبدالرحمن عبدالهادي حميد، فلسطيني من بلدة أسدود، يبلغ من العمر 76 عاماً، مواليد عام 1946، قدم إلى الإمارات عام 1973 م، وحسب وصفه: لم أشاهد آنذاك سوى بيوت شعبية ومبانٍ مُتواضعة، وسبحان الله تغيرت الحال نحو المدنية والتنمية، خلال فترة وجيزة، وأصبحت الإمارات قبلة للسياح ومحبي الازدهار والتطور، عُينت في البداية معلم مواد عامة بمدرسة صلاح الدين في دبي، عام 1975، بعدها انتقلت إلى الفجيرة في مدرسة مربح، حيث عُينت أختي كذلك معلمة في تلك المنطقة، وكانت المدرسة جديدة، في 1976، ولم يكن فيها بعد مكيفات ولم تكن جاهزة بالكامل، لكنها فتحت أبوابها أمام الطلاب، وبعد ستة أشهر اكتملت في كل النواحي الفنية من مكيفات وغيرها، ومكثت فيها عاماً، بعدها انتقلت إلى مدرسة دبا الحصن، ودرست فيها ثلاثة أعوام، ومن ثم انتقلت إلى رأس الخيمة عام 1980، للعمل في مدرسة أحمد بن ماجد في شعم، التي كان يديرها يوسف الصفدي، ووكليها سيف عبدالله الشحي، عملت فيها عاماً واحداً، وبعدها انتقلت إلى مدرسة غليلة، وكان سيف الشحي مديراً لها، وكنت أدرس مادة التاريخ والمجتمع والتربية الوطنية.

يُكمل وليد حميد حديثه: مكثت في غليلة مُعلماً 12 عاماً، بعدها انتقلت إلى مدرسة الرمس الإعدادية مدرس تاريخ، وبقيت فيها ثلاثة أعوام، ثم طلبني مدير «غليلة» لأعود مرة ثانية إلى مدرستها، وانتقلت إلى مدرسة رأس الخيمة الثانوية عام 1996، ومكثت فيها حتى عام 2003، حين تقاعدت بعد أن أمضيت 28 عاماً في التدريس، في أربع من إمارات الدولة، هي توالياً دبي، الفجيرة، الشارقة، ورأس الخيمة.

وعن مسيرته في التعليم، قال حميد: عبر حياتي ومسيرتي المهنية لم أحكم على أي طالب بالفشل أو «الرسوب»، فيما أشجعهم على الدراسة وأزرع فيهم العلم.

ويُشير وليد حميد إلى أن المُعلم لا يتذكر جميع الطلبة، الذين درسهم، لكن آلافاً منهم يعرفونه ويتذكرونه جيداً، ويقول: تجمعني علاقة طيبة مع أعداد كبيرة من الطلبة إلى يومنا هذا، من مختلف الإمارات، وعلى امتداد مسيرتي التعليمية نذرت نفسي للعلم وتعليم الطلبة، وعاهدت نفسي ألا أتقاضى أي مقابل مادي عن «الدروس الخصوصية»، التي أقدمها للطلبة، إذ كنت أقدم دُروساً خُصوصية ثلاثة أيام أسبوعياً، بعد اليوم الدراسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39xed4ak

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"