عادي
تسريبها للمدارس تجاوزات يقف وراءها أولياء الأمور

الهواتف.. وسيلة تفاخر طلابية تعرقل اليوم الدراسي

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق
استخدام الهواتف داخل الفصول كأجهزة تعليمية غير مسموح

تحقيق: آية الديب

في الوقت الذي بات فيه انتشار الهواتف المحمولة واستخدام تقنياتها الجديدة أمراً لا مفر منه، للاستفادة من إيجابيات هذه التقنيات في مختلف المجالات، إلا أن استخدام طلاب المدارس للهواتف ولاسيما داخل المدارس قادهم إلى تجاوزات وسلوكيات سلبية تلقي بظلالها على زملائهم وذويهم.

أكدت مدارس في أبوظبي أنه على الرغم من الفوائد الجمة للهاتف المحمول إلا أن آثاره الجانبية لا تقلّ خطورةً عن فوائده، إذا توفر في أيدي الجميع بلا ضوابط أو قواعد، ولاسيما فئة الطلاب، مؤكدة أنها تتبع لوائح لتعديل سلوك الطلاب يأتي في مقدمتها منع استخدام الطلاب للهواتف وعواقب عدم التزام الطلاب بالمنع وتأثير ذلك على درجاتهم في السلوك.

قال يوسف الحمادي، مدير مدرسة حكومية، إن استخدام الطلاب للهواتف المحمولة، يعرقل مسيرتهم التعليمية ويضعف التحصيل الدراسي للطلاب، ووفقاً للائحة السلوك المحددة من مؤسسة الإمارات المدرسي للتعامل مع المخالفات السلوكية في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبّق منهاج وزارة التربية والتعليم على مستوى الدولة، تعمل المدارس على التصدي لسلبيات استخدام الطلاب للهواتف المحمولة ولاسيما الطلاب داخل الحرم المدرسي، حيث تمنع هذه اللائحة جلب الطلاب للهاتف النقال أو استخدامه ‏داخل المدارس والفصول الصفية أو الحافلات المدرسية.

وأضاف: في المرة الأولى التي يستخدم فيها الطالب هاتفه المحمول داخل المدرسة يتم إنذاره شفهياً، وفي حال التكرار يتم إخطار ولي الأمر وخصم 4 درجات من الطالب، وفي حال عدم الاستجابة لتعليمات المدرسة يتم خصم 8 درجات من درجات سلوك الطالب.

وتابع: تعدّ درجة 60% الحدّ الأدنى المتوقع لعلامة السلوك ويمنح الطالب فرصة لتعويض ما تمّ خصمه خلال العام الدراسي من رصيد درجاته السلوكية الفصلية، وذلك من خلال تحسين درجات السلوك المتميز أو من خلال عدم تكرار المخالفة، والتزامه بالسلوك الإيجابي، وفي حال نزول درجة سلوك الطالب إلى أقل من 60% في نهاية الفصل الدراسي، يتم حجب شهادته وتعرض الحالة على لجنة إدارة السلوك لتقر الإجراءات التصحيحية الفصلية الملزمة للطالب.

وأردف: يلعب أولياء الأمور دوراً كبيراً في تحفيز السلوكيات الإيجابية للأبناء وتشجيعهم على التزامهم بها، ويدعم هذه الجهود حضور ولي الأمر بحضور الاجتماعات والفعاليات التثقيفية والتوعوية متى دُعي لذلك من قبل المدرسة.

مستويات للسلوك

وقال حاتم درويش، مدير مدرسة خاصة بأبوظبي: لائحة سلوك الطلاب التي نزود بها أولياء الأمور تعمل على تقسيم السلوكيات غير المرغوب فيها بشكل عام إلى عدة مستويات، وضمن المستوى الأول تحدد لائحة المدرسة عدة مخالفات منها سوء استعمال الأجهزة الإلكترونية كالحاسوب اللوحي وغيرها أثناء الحصة الدراسية وتكون مخالفتها للمرة الأولى إنذاراً شفوياً يعطى مكتوباً من قبل الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة.

وفي المرة الثانية يكون الإجراء إنذاراً شفوياً ثانياً وعزل الطالب مع حسم درجتين وفي المرة الثالثة يكون إنذاراً شفوياً ثالثاً وإنذاراً كتابياً لولي الأمر مع حسم 4 درجات، وفي المرة الرابعة يكون إجراء المدرسة هو توقيع اتفاقية تعهد مع حسم 8 درجات من الطالب، وفي حال التكرار لمرة خامسة يكون الإجراء إيقاف الطالب مع تكليفه بواجبات دراسية داخل المدرسة مع حسم 12 درجة.

وتابع: وفي المستوى الثاني تحدد المدرسة مخالفات منها مخالفة إحضار الهاتف النقال أو أي مواد ممنوعة مثل السجائر للمدرسة، وتتدرج إجراءات المدرسة حيالها بدءاً من إنذار شفوي مع حسم 4 درجات وصولاً إلى إيقاف الطالب مع تكليفه بواجبات دراسية داخل المدرسة مع حسم 12 درجة.

وسائل التواصل

وأشار إلى أن المستوى الثالث ضمن لائحة السلوك الخاصة بالمدرسة تضع فيه المدرسة مخالفتين ترتبطان باستخدام الطلاب للهواتف، أولاهما محاولة التشهير بالزملاء والعاملين بالمدرسة في وسائل التواصل الاجتماعي، والأخرى تصوير وحيازة ونشر وتداول صور العاملين بالمدرسة والطلبة دون إذن منهم ويكون الإجراء في حال ارتكاب الطالب هاتين المخالفتين فصلاً لمدة لا تتجاوز أسبوعاً وحسم 12 درجة من الطالب.

وشدد على أنه في حال استعمال الطالب لوسائل الاتصال أو التواصل الاجتماعي في أغراض غير قانونية أو أخلاقية أو فيما يسيء للمؤسسة التعليمية أو العاملين بها تكون العقوبة الرسوب في مادة السلوك أو الفصل النهائي للطالب.

سحب الهواتف

وقال عدنان عباس، المدير التنفيذي لمجموعة مدارس في أبوظبي تقدم منهجين أجنبيين للطلاب: الطلاب من الروضة الأولى وحتى الصف الخامس يمنع منعاً باتاً إحضار الهواتف المحمولة إلى المدرسة، ويتم سحب الهواتف المحمولة من هؤلاء الطلاب إذا تم العثور عليها في حقائبهم أو بحوزتهم.

وأضاف: بالنسبة للطلاب في الصفوف من السادس إلى الثاني عشر في بعض الظروف، قد يوافق أولياء الأمور للابن على إحضار هاتف محمول إلى المدرسة، والآباء الذين يمنحون هذا الإذن لأبنائهم يكون على مسؤوليتهم الخاصة ومع علمهم التام بأن استخدام الهاتف المحمول غير مسموح به وفي حالة إحضار الهاتف، يجب عدم استخدامه أثناء اليوم الدراسي.

وأكد أنه لا يُسمح باستخدام الهواتف المحمولة كأجهزة تعليمية، فيما يجب على الطلاب إحضار الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر اللوحي الخاص بهم للاستخدام التعليمي، موضحاً أنه في حال قامت المدرسة بأخذ الهاتف المحمول من الطالب، تتنوع عواقب ذلك إلى 3 مخالفات أولاها حجز الهاتف حتى نهاية اليوم الدراسي، ويوقع ولي الأمر على استلامه وعلى تعهد، وفي الحالة الثانية يتم حجز الهاتف لمدة 5 أيام دراسية ويجب على ولي الأمر استلامه وتوقيع خطاب إنذار، أما المخالفة الثالثة تكون عاقبتها حجز الهاتف لبقية العام الدراسي، ويمكن لولي الأمر استلامه مع شهادة نهاية العام.

وأضاف: وفقاً لسياسة مجموعة مدارسنا لا يجوز للطلاب استخدام هواتفهم المحمولة أو أي جهاز إلكتروني آخر لانتهاك خصوصية أي شخص، ولا يجوز للطلاب استخدام هواتفهم المحمولة أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية لتسجيل صوت أي شخص، أو التقاط صورة أو مقطع فيديو لهم، دون إذنهم، ولا يجوز للطلاب استخدام هاتفهم المحمول أو أي جهاز إلكتروني آخر لكتابة أو نشر أي مادة (صورة أو صوت أو فيديو) عن شخص آخر على الإنترنت دون إذن منهم.

وتابع: يمنع الطلاب منعا باتاً من التقاط الصور أو مقاطع الفيديو في أي مكان من ممتلكات المدرسة، سواء داخل أو خارج الفصل الدراسي أو الحرم المدرسي أو الحافلة المدرسية باستخدام هواتفهم المحمولة أو أي جهاز إلكتروني آخر.

داعي الاطمئنان

ومن جهتها أكدت ليال حمدان، أخصائية اجتماعية في مدرسة خاصة أن أولياء الأمور هم المعرقل الأساسي لجهود المدارس الخاصة بمنع استخدام الهواتف المحمولة داخل المدرس، حيث يصر بعض أولياء الأمور على منح الهواتف لأبنائهم بداعي الاطمئنان عليهم، في حين أن ولي الأمر بإمكانه الاطمئنان على ابنه من خلال التواصل مع المدرسة ومشرفيها، أو التواصل مع مشرفي الحافلات المدرسية خلال رحلة الطالب من وإلى المدرسة.

وقالت: في حالات معينة يتم السماح للطلاب باستخدام الهواتف المحمولة، وهي حالات الطلاب الذين لا يتنقلون من وإلى المدرسة عبر الحافلات المدرسية أو بصحبة آبائهم.

وأضافت: في الحالات التي يسمح فيها للطلاب بحمل هواتفهم المحمولة للمدرسة يكون ذلك بناء على اتفاق مكتوبٍ وموقّع بين ولي الأمر وإدارة المدرسة، مشيرة إلى أن طلاب المدارس يخضعون لتفتيش يومي للتأكد من عدم حملهم لهواتف محمولة.

وشددت على أن استخدام الطلاب للهواتف المحمولة داخل المدرسة يكون مدخلاً للتنمّر، والتفاخر والتباهي في حال حمل الطالب لهاتف من إصدار جديد، فضلاً عن المشكلات الأكبر التي تعرض للمساءلة القانونية والتي يقع تحتها أولياء الأمور بصفتهم أولياء على أبنائهم القصّر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9uanb9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"