منعطف عراقي جديد

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس السيد

تشير بعض التقارير إلى أن العراق يتجه نحو منعطف جديد ناجم أساساً عن اختلال المعادلة السياسية التي أنتجت الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، والتباعد المطرد بينه وبين قوى «الإطار التنسيقي» الذي يشهد صراعاً داخلياً حاداً تشوبه حالة من التنافس على النفوذ.

في الوقت الذي يشهد فيه العراق نقلات نوعية في إطار عودته إلى محيطه العربي واستعادة دوره الإقليمي وعلاقاته الدولية، يتصاعد الحراك السياسي والتجاذب الداخلي الهادف للحد من هذه الاندفاعة، أو السيطرة عليها إن أمكن، على أمل بروز قوة على حساب أخرى في إثبات الذات والقدرة على التأثير في مجريات الأحداث داخل تحالف «الإطار التنسيقي»، الذي بات في وضع شبه مفكك نشأ عنه ظهور أقطاب حزبية متنافسة بانتظار التطورات المقبلة.

فالتقارير المتواترة تشير إلى أن العلاقة بين السوداني وقوى «الإطار التنسيقي» أصبحت مضطربة ويشوبها التوتر، منذ نحو شهرين على الأقل، وهي تتجه نحو المزيد من التأزم، يوماً بعد يوم، حيث لم يعد ثمة تنسيق بين الجانبين، وبدا أن العلاقات بينهما تسير في اتجاهين متعاكسين.

وسط هذا الارتباك، تستعد القوى السياسية لاحتمال عودة التيار الصدري إلى الساحة السياسية، التي يتردد صداها بقوة في الشارع العراقي، بعد أن تبين أن القوى التي استفادت من انسحاب التيار الصدري، لا تستطيع الاستمرار منفردة في قيادة البلاد، والاعتماد على معادلة مختلة أصلاً لا يتقبلها الشارع العراقي المغيّب عنه جزء كبير من ممثليه المؤثرين. لذلك، يبدو أن القوى السياسية، التي استشعرت أن الظروف باتت مهيأة لعودة التيار الصدري، راحت تعيد ترتيب أوراقها وتستعد لرسم خريطة طريق لتحالفات جديدة، وهناك من بدأ يطرح أفكاراً استباقية، مثل التفاهم مسبقاً مع التيار حتى لو أدى ذلك إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وهي مسألة كانت في صلب مطالب التيار الصدري قبل انسحابه السياسي، وهي اليوم جزء من السلاح الذي يشهره السوداني في وجه قوى «الإطار التنسيقي» الذي يسعى لتضييق الخناق عليه، خصوصاً لجهة فرض نفوذه على الحكومة وسياساتها الداخلية والخارجية.

إذ يتردد في هذا السياق أن السوداني بصدد القيام بتعديل وزاري للحد من محاولات تقييده، خصوصاً أنه لم يتردد في المطالبة بمحاسبة المسؤولين في الفصائل المسلحة المنضوية في «الإطار التنسيقي» عن الخروقات الأمنية، علاوة على إصراره على الاستمرار في محاربة الفساد، الذي بدأ يطال رؤوساً كبيرة ومسؤولين حاليين وسابقين.

يؤكد هذا التوجه ما ورد في ظهور تلفزيوني له، مؤخراً، من انتقادات لأداء بعض الوزراء، وإشارته إلى تلقي آخرين تهديدات من أحزابهم، قائلاً بعبارات صريحة «علاقة الوزير تنتهي مع القوى السياسية بعد ترشيحه ونيله ثقة البرلمان.. ومن يشعر بالضغط أو التهديد فأنا موجود»، وهي إشارة اعتبرها الرأي العام موجهة لقوى «الإطار التنسيقي». هل يعني ذلك مقدمات لعاصفة سياسية جديدة قد تهب على العراق، تضعه على أعتاب منعطف جديد؟ سؤال لن تطول الإجابة عنه كثيراً.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47snubpm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"