عادي
ليسيبريا كانوجام تدعو لقوانين ومناهج تعليم لمكافحة تغيير المناخ

أصغر ناشطة بيئية توجه رسالة لحكومات العالم من دبي

17:33 مساء
قراءة 4 دقائق
ليسيبريا كانوجام
ليسيبريا كانوجام
دبي: «الخليج»

شهد اليوم الثاني من معرض الشرق الأوسط للطاقة 2023، الفعالية الرائدة للطاقة على مستوى المنطقة، كلمةً مؤثرة ألقتها أصغر ناشطة في مجال التغير المناخي ليسيبريا كانوجام البالغة من العمر 11 عاماً، والتي وجهت خلالها دعوةً لقادة القطاع والحاضرين إلى الحدّ من الممارسات الهدّامة للبيئة على أقلّ تقدير في حال العجز عن إيجاد حلولٍ بديلة للتصدي للتغير المناخي.

وجاءت كلمة الناشطة المعروفة في الهند خلال فعاليات المؤتمر الاستراتيجي، حيث سلّطت الضوء على التقصير المتعلق بجهود التصدي للتغير المناخي، مشيرةً إلى تأثيرات الحرب في أوكرانيا والزلازل الأخيرة في تركيا وسوريا والفيضانات المفاجئة في باكستان وغيرها من الآثار الكارثية. وقالت كانوجام، التي ألقت كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2019 عندما كانت تبلغ السابعة من عمرها فقط: «حان الوقت للإنفاق على قضايا التعليم ومحاربة الفقر والتصدّي للتغير المناخي لحماية كوكبنا الجميل، بدلاً من هدرها على الحروب المدمرة التي تهدد مستقبل ملايين الأطفال».

دعت كانوجام، التي ساهمت بإطلاق مبادرة ماندي فور ماذر ناتشر لزراعة 350 ألف شجرة في جميع أنحاء الهند، القادة والحكومات إلى تغيير منظومة العمل من خلال اتخاذ ثلاثة إجراءات فورية؛ وهي وضع قوانين التصدي للتغير المناخي التي من شأنها الحدّ من انبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري، وإضافة منهجٍ أساسي في المدارس لرفع الوعي بموضوع المناخ، وأخيراً إلزام كل طالب في العالم بزراعة 10 أشجار سنوياً لاجتياز الاختبارات النهائية.

كما أوضحت كانوجام أهمية التحرّك بسرعة لحماية مستقبل الأجيال القادمة بعد أن عانى أطفال اليوم من تبعات الأحداث الجارية حول العالم، بالقول: «لم يعد كافياً أن يقدم الأهالي لأطفالهم منزلاً جميلاً أو سيارةً باهظة، فهم يستحقون العيش في بيئةٍ آمنة وجميلة أولاً».

  • خارطة طريق

وعُقدت بعد هذه الكلمة جلسة حوارية بعنوان «وضع خارطة طريق لتحقيق الحياد المناخي» تضمّ خمسة أشخاص أبدوا إعجابهم الشديد بكلمة الناشطة اليافعة، بمن فيهم جاجان بوروال، رئيس شؤون الشراكات والأسواق الدولية وحلول الكربون لدى شركة جي جاز باور، الذي سلّط الضوء على التأثيرات السلبية لعدم بذل جهودٍ كافية في تحقيق الحياد المناخي، مع توقعات بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 17-18% خلال 70 عاماً، أي ما يُعادل 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وبدوره، قال الدكتور ماجد محمود، مدير شؤون التكنولوجيا والمستشار الأول للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة في مصر: «من المحزن أنّ يضمّ العالم العربي 55 مليون مواطن بدون خدمات كهربائية»، قبل تحديد أربع ركائز من شأنها تحقيق الحياد المناخي؛ وهي الاعتماد المتزايد على الكهرباء بدلاً من مصادر الطاقة الأخرى، والحدّ من انبعاثات الكربون الناجمة عن القطاعات الصناعية، فضلاً عن رعاية جميع شرائح المجتمع والنهوض باقتصاد الهيدروجين.

وصرّح محمود: «قمت قبل عشرين عاماً بوضع استراتيجية من شأنها أن تتيح لمصر 20% من الطاقة المستدامة بحلول عام 2020، وعلى الرغم من رفض الفكرة في ذلك الحين فقد نجحنا بتحقيق هدفنا والتصدي للتحديات التي فرضتها أزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من الأحداث».

  • 35 ألف متخصص

وتتضمّن الدورة الـ 48 من المعرض، الممتدّ حتى 9 مارس في مركز دبي التجاري العالمي بحضور ما يزيد على 35 ألف متخصص في شؤون الطاقة وبمشاركة أكثر من 900 جهة موردة، معرضاً وثلاثة مؤتمرات منفصلة، تشمل إنترسولار الشرق الأوسط والمؤتمر الاستراتيجي والندوات التقنية، والتي تستكشف الخطط والسياسات اللازمة لتحديد آفاق قطاع الطاقة في المنطقة وإطلاع الحضور على واقعه الحالي.

وفي اليوم الثاني من مؤتمر الشرق الأوسط للطاقة الشمسية (إنترسولار)، تحدّث باراغ بهامري، شريك لدى إي يو بي دي ريسيرتش لأبحاث الطاقة الشمسية، عن توقعات سوق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى توجه الحكومات حول العالم نحو الطاقة المتجددة نظراً لمخاطر التغير المناخي الكبيرة.

وقال بهامري: «يحتاج تأمين الطاقة العالمية جهود تنسيقٍ عالمية أيضاً بين العرض والطلب، سواءً على صعيد الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة النظيفة، لكن يترتب على هذا التحول مخاطر كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقارنةً بمناطق أخرى من العالم؛ إذ قد يؤدي إلى تراجع عائدات الصادرات من الوقود الأحفوري ويؤثر على استقرار الاقتصاد الكلي».

وأضاف بهامري: «لا يُمكننا إغفال أهمية الإسراع بعميلة تحول الطاقة، حيث تُعد المنطقة معرضةً لارتفاعٍ سريع في درجات الحرارة وتناقص الموارد المائية، ما يُعد مشكلةً حقيقية تصعب السيطرة عليها. وتسعى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى التغلب على التغير المناخي، من خلال رسم أهدافٍ طموحة للطاقة المتجددة تمهّد لنمو المنطقة في هذا المجال وتحديداً الطاقة الشمسية».

وأشار بهامري إلى أنّ الإمارات العربية المتحدة قد اتخذت زمام المبادرة في تحول المنطقة نحو مصادر الطاقة المتجددة، موضحاً: «تستعدّ دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي كوب 28 في وقتٍ لاحق من هذا العام، وحددت أهداف الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 التي تسعى إلى بلوغ الطاقة المتجددة نسبة 44% من مزيج الطاقة لديها بحلول عام 2050. ومن المتوقع أن تساهم الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 18%. كما تهدف دبي إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة والمتجددة في مزيج الطاقة لديها إلى 25% بحلول عام 2030 و75% بحلول عام 2050».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3femm45p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"