الصين و«زر القميص»!

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ما أعلنه وزير الخارجية الصيني تشين جانغ في الاجتماع السنوي للبرلمان يوم أمس، يوضح أن العلاقات الصينية - الأمريكية، تتخذ مساراً متصاعداً من التوتر، لا تؤشر إلى إمكانية الوصول إلى موقف مشترك يُبقي الأزمة بينهما في إطار التنافس، وذلك بسبب حالة انعدام الثقة بينهما، إضافة إلى السياسات المتناقضة تجاه مجمل القضايا الخلافية، بدءاً من أزمة تايوان مروراً بالعلاقات مع روسيا والحرب الأوكرانية، إضافة إلى الحرب الاقتصادية والتقنية المستفحلة بينهما، وقد أضيفت إليها مؤخراً قضية المنطاد الذي أسقطته الولايات المتحدة بدعوى قيامه بالتجسس، فيما تقول الصين إنه خرج عن السيطرة بينما كان يقوم بأبحاث حول الطقس.

في معرض حديث جانغ، عن العلاقات الصينية الأمريكية، وجه نصيحة إلى الولايات المتحدة بأنه إذا كان لدى واشنطن طموح في جعل نفسها «دولة عظيمة مرة أخرى، فيجب أن يكون لديها أيضاً عقل يسع تطور بلدان أخرى، فالاحتواء والقمع لن يجعلا أمريكا عظيمة، ولن يوقفا تطور الصين»، محذراً من أنه «إذا لم تغير الولايات المتحدة مسارها، فسيكون هناك صراع ومواجهة».

هذا الكلام يوضح بجلاء أن البلدين يقفان على شفير مواجهة فعلية، وأن الصين باتت تدرك أن الولايات المتحدة تتجه لأخذ العلاقات إلى مزيد من التوتر، ولا تأخذ مصالح الصين كأساس لعلاقات طبيعية بينهما. وهو يشير بذلك إلى أن تصورات ووجهات نظر الولايات المتحدة عن الصين «مشوهة للغاية» فيما تعد الصين منافسها الأساسي و«أكبر تحدٍ جيوسياسي لها»، وشبّه ذلك ب«الزر الأول في القميص إذا وضع خطأ»، فإن بقية الأزرار سوف توضع خطأ، بمعنى أن الخطوة الأمريكية الأولى الخطأ سوف تجعل من بقية الخطوات خطأ أيضاً، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقول إنها لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكن هذا ليس صحيحاً في «الممارسة العملية» وإن الصين لن تستجيب للكلمات. وأكد أن «محاولات الولايات المتحدة تطويق بلادنا مصيرها الفشل». وتحدث عن قضية تايوان، مشدداً على أنه لا يحق لأية دولة التدخل في شؤون تايوان و«حلها هو شأن خاص بالصين، وهي خط أحمر لا يجب تجاوزه»، ورفض الاتهامات الأمريكية بشأن إرسال أسلحة إلى روسيا، مؤكداً أن بلاده لا تقدم أسلحة لأي طرف، لكنها «تعارض تخريب محادثات السلام بمعايير مزدوجة وعقوبات وضغوط».

الوزير الصيني، أشار أيضاً إلى العلاقات مع روسيا، وقال إنه «كلما ازدادت الاضطرابات في العالم، ازدادت الضرورة لتقدم العلاقات الصينية الروسية إلى الأمام بخطوات ثابتة»، مؤكداً أن هذه العلاقات «لا تشكل تهديداً لأحد»، لكن من الواضح أنه يريد أن يبلغ رسالة إلى الولايات المتحدة بعدم المراهنة على انفصام العلاقة بين بكين أو موسكو، أو شق إسفين بينهما، طالما أن الولايات المتحدة «تضع الزر الأول في القميص في المكان الخطأ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m9x98ar

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"