دعم التوثيق

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

فن التوثيق مهمة عظيمة، تحفظ الإرث، وترسّخ الماضي والحاضر، ليبقى للمستقبل، لتكون تلك المواد الموثقة علماً باقياً للأجيال. 
 التوثيق والأرشفة علم قائم بذاته، ومؤسسات حكومية قائمة على هذا المفهوم، وأخرى خاصة تتبع هذا النهج، وأفراد في المجتمع حريصون على التوثيق الذي يحافظ على إرث ماضٍ عريق. الكثير من قصص الماضي وإنجازات المبدعين وحكايات النجاح، نقلت لنا عبر توثيق تلك المنجزات والقصص، لتبقى حاضرة في حياتنا، وتنتقل للمستقبل، وتدرس تلك الموروثات. 
توثيق التاريخ عملية تبدأ اليوم وبالأمس، لتكون حاضرة في مستقبلنا، فكم من إنجازات تمر علينا، وتحديات وهي بحاجة إلى التوثيق والأرشفة المنظمة، خاصة في عصر التكنولوجيا والرقمنة، التي سهلت التوثيق من ناحية، وعقدته من ناحية أخرى، في ظل صعوبة التمييز بين الحقيقة والتزييف، مع كثرة المعلومات الخطأ التي تروج عبر منصات مواقع التواصل، وتدعي قول الحقيقة. 
التوثيق مسؤولية كبيرة، والقائمون على تلك المهمة العظيمة الباقية على مر العصور، يدركون تلك الحقيقة، ويحرصون على حفظ المعلومات بوعي، والتزام أخلاقي، لتبقى تلك البيانات حقائق تعكس واقع وحياة مجتمع وثقافته. 
الأرشفة سلاح مهم للذين يملكون تاريخاً وإرثاً وحضارة، وكبار السن الذين عاصروا ماضي الإمارات ومرحلة التأسيس، قيمة عظيمة، يجب الحفاظ عليها، وتوثيق تلك المعلومات التي لديهم، لتبقى حاضرة للأزمان القادمة، وباقية على مرّ العصور، لتتحول تلك الحكايات الشفهية إلى وثائق تاريخية، وركائز أساسية يستند إليها المؤرخون، فالحفاظ على مخزونهم من الحكايات أولى من ضياعها بفقدانهم. 
الحاجة كبيرة إلى تعزيز أهمية التوثيق، وإطلاق مبادرات تركز على ذلك، وإشراك المجتمع بمثل تلك المبادرات، ليكون الجميع مشاركين بفاعلية في توثيق جزء من موروثنا الإماراتي وحاضرنا المتميز، كل فرد بالطريقة التي يفضلها، وبالآلية التي يتقنها، سواء عبر فيديو توثيقي أو كتاب أو موسوعة أو مدوّنة إلكترونية أو تطبيق ذكي، أو سرد قصصي، مع الحرص على ذكر المصادر الأساسية للمعلومات، والتواريخ، والوصف الدقيق. 
لحظات تاريخية عاشتها الإمارات، شكلت منعطفاً جديداً في مكانة الدولة، وأسهمت بشكل لافت في المجتمع، وتلك اللحظات وثقت وأرشفت لتبقى شاهدة على رحلة الإنجازات والانتصارات الحقيقية، ومادة دسمة للمحللين والباحثين لدراسة تلك المعطيات، وتخليد رحلة عطاءات دولة الإمارات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. 
الأرشفة والتوثيق يحفظان الحقوق، ويحافظان على التاريخ، ويعكسان المستقبل، ويرسّخان مكانة الدولة، فلنحافظ على ذلك، ولنعزز من أهمية التوثيق بمبادرات مجتمعية ومؤسساتية، وندعم الحريصين على ذلك، فالدور تكاملي بمفهومه العميق وليس فردياً.
إيمان عبدالله آل علي 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23kpp4st

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"