النساء في يومهن

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

أمس، احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، لعلّه أهمّ الأيام العالمية على الإطلاق، كيف لا وهو الذي يتصل بنصفنا الآخر، الأجمل: النساء، واختير له الثامن من مارس/ آذار بالذات يوماً، لأن في هذا التاريخ تخليداً لذكرى يجب أن تبقى حيّة، فمع أن الأمم المتحدة لم تعتمده يوماً عالمياً للمرأة إلا في عام 1975، لتدعو بعد عامين الدول الأعضاء إلى إعلانه عطلة رسمية، فإن ذكرى هذا اليوم تعود إلى زمن أبعد بكثير، حيث أقيم أول احتفاء به في مدينة نيويورك عام 1909، بناء على اقتراح من الناشطة تيريزا مالكيل، إحياء لذكرى احتجاج العاملات في مصانع الملابس في المدينة في اليوم نفسه من عام 1857.
 وبهذه المناسبة، أشار ممثلو الاتحاد البرلماني الدولي، إلى أن مشاركة المرأة السياسية لم تكن يوماً بالتنوع الذي تتميز به اليوم، موضحين أن النساء شغلن ربع المقاعد البرلمانية خلال انتخابات عام 2022 في 47 دولة، ما يشكل نسبة 25.8% من المقاعد، ونتيجة لذلك، فقد بلغت نسبتهنّ في البرلمانات العالمية ما يعادل 26.5% بداية عام 2023، ومع ذلك، فإن تحقيق التكافؤ بين الجنسين في الهيئات التشريعية العالمية، سيتطلب ما لا يقل عن 80 عاماً، نظراً لوجود جوّ من التمييز ضد المرأة في العديد من دول العالم.
 ولا تنحصر المسألة في نسبة التمثيل النسائي في البرلمانات. هناك حقوق كثيرة للنساء مسلوبة، وما زالت البُنى الاجتماعية المحافظة والتشريعات تعيق المساواة المنشودة بين الجنسين، وكمثال، فإن السلطات في باكستان اضطرت، أمس، لمنع تجمع حاشد للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لتفادي احتجاجات مضادة عنيفة من جماعات دينية محافظة، تتهم المنظمين والمشاركين بالترويج للقيم الغربية.
 وهناك شكاوى متزايدة من العنف الممارَس ضد النساء في مناطق مختلفة في العالم يبلغ حدّ القتل، وهناك عنف لفظي أيضاً ضدهن. في هذه الخانة صنفت ناشطات تغريدة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، مالك منصة «تويتر» قبيل يوم المرأة العالمي، يصف فيها المرأة ب«المخلوق الجميل والعنيف».  وفي الصورة التي نشرها ماسك تظهر امرأة وهي تعانق دباً، وكتب عليها: «إنهنّ يبدون لطيفات ومحبوبات، لكن يمكن لأمر بسيط أن يحوّلهن عنيفات حتى إن أقسى الرجال يمكن أن يُقتلوا، أو يُشوهوا مدى الحياة».
 وتتالت سهام النساء الغاضبات على ماسك. إحداهن خاطبته بالقول: «أنت في حال من الفوضى العارمة»، فيما جاء في تغريدة أخرى: «سلوك مُذل من رجل في أزمة منتصف العمر».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5exanra7

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"