عادي

قضى آلاف السنين متجمداً.. عالم فرنسي ينجح في إحياء فيروس «زومبي»

21:08 مساء
قراءة 3 دقائق
فيروس الزومبي

كشف العلماء أن درجات الحرارة الأكثر دفئاً في القطب الشمالي قد تؤدي إلى إذابة التربة الصقيعية في المنطقة، وهي طبقة متجمدة من التربة تحت الأرض، ومن المحتمل أن تنشط الفيروسات التي يمكن أن تعرض صحة الحيوان والبشر للخطر، بعد أن ظلت خامدة لعشرات الآلاف من السنين.

وحذر العلماء من أن الأمر لا يحظى بالتقدير الكافي، نظراً لوجود مخاطر مخفضة لحدوثه، لكنه قد يقع في ظل إطلاق النفايات الكيميائية والمشعة التي يعود تاريخها إلى الحرب الباردة، والتي لديها القدرة على الإضرار بالحياة البرية وتعطيل النظم البيئية، أثناء ذوبان الجليد، وفقا لشبكة «سي إن إن».

وقام جان ميشيل كلافيري، الأستاذ الفخري للطب وعلم الجينوم في كلية الطب بجامعة إيكس مرسيليا بفرنسا، باختبار عينات من الأرض مأخوذة من التربة الصقيعية في سيبيريا لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على جزيئات فيروسية لا تزال معدية، لفهم المخاطر التي تشكلها الفيروسات المجمدة بشكل أفضل.

وبحث كلافيري عما يصفه ب «فيروسات الزومبي»، وأكد أنه وجد بعضها، وهي تنتمي إلى خمس عائلات جديدة من الفيروسات، إضافة إلى عائلتين أعاد اكتشافهما قبل سنوات. وبلغ عمر أقدم فيروسات الزومبي حوالي 48500 عام، وفقاً لتأريخ التربة بالكربون المشع، وجاء من عينة من الأرض مأخوذة من بحيرة تحت الأرض على عمق 16 متراً، أما أصغر العينات التي عُثر عليها داخل محتويات معدة وفراء بقايا حيوان الماموث الصوفي، فكان عمرها 27000 عام.

وقال كلافيري: إن الفيروسات التي تصيب الأميبا لا تزال معدية بعد فترة طويلة، وهو ما يشير إلى وجود مشكلة أكبر، حيث يخشى أن ينظر الناس إلى بحثه على أنه فضول علمي ولا يرون أن احتمال عودة الفيروسات القديمة إلى الحياة يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة.

وأوضح: «نحن نعتبر الفيروسات التي تصيب الأميبا بدائل لجميع الفيروسات الأخرى المحتملة التي قد تكون في التربة الصقيعية، كما نرى آثار العديد من الفيروسات الأخرى، لذلك نحن نعلم أنها موجودة، لا نعرف على وجه اليقين إن كانت تلك الفيروسات لا تزال حية، لكن منطقنا هو أنه إذا كانت فيروسات الأميبا لا تزال على قيد الحياة، فلا يوجد سبب لعدم بقاء الفيروسات الأخرى على قيد الحياة، وقدرتها على إصابة مضيفيها».

وأضافت كيمبرلي مينر، عالمة المناخ في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا» في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن العلماء رصدوا الكثير من الأشياء التي تحدث مع التربة الصقيعية وتثير القلق، وهو ما يُظهر أهمية الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من التربة الصقيعية مجمدة.

وتغطي التربة الصقيعية خُمس نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهي بمثابة كبسولة زمنية، تحافظ على الفيروسات القديمة وبقايا محنطة لعدد من الحيوانات المنقرضة التي استطاع العلماء اكتشافها ودراستها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اثنان من أشبال أسد الكهوف ووحيد القرن الصوفي.

وأشار العلماء إلى أن السبب في كون التربة الصقيعية وسيلة تخزين جيدة ليس فقط لأنها باردة؛ ولكن لكونها بمثابة بيئة خالية من الأكسجين ولا يخترقها الضوء، لكن درجات الحرارة في القطب الشمالي، أصبحت تشهد حالياً ارتفاعاً أسرع أربع مرات في درجة حرارتها، مما يضعف الطبقة العليا من التربة الصقيعية في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/343h5rct

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"