انطلقت، الدورة السنوية السادسة، من مؤتمر دبي الدولي للتأمين بالتعاون مع «جلوبال ري إنشورنس»، وبحضور أكثر من 1,100 مشارك من قادة قطاع التأمين في 60 دولة، والذي يستضيفه مركز دبي المالي العالمي، على مدار يومين. يعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار «التكيف مع المتغيرات: التغلب على التحديات من أجل عالم أفضل»، ويركز على قضايا رئيسية تشمل حفز النمو الاقتصادي، واستقطاب المواهب للعمل في قطاع التأمين، وتبنّي الحلول التكنولوجية، ودعم المبادرات الرامية إلى مكافحة التغير المناخي وخفض معدلات الكربون.
وبحسب «دبي المالي العالمي»، فقد نما عدد شركات قطاع التأمين في المركز في آخر 4 سنوات، حيث وصلت إلى أكثر من 100 شركة محلية وعالمية، 80% منها يتبع لأنظمة وقوانين وتشريعات المركز.
وكشف سلمان عز الدين جيفري، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في مركز دبي المالي العالمي، أن معظم الشركات التي استقطبت في الآونة الأخيرة كانت من الهند وإفريقيا وبنسبة نمو تعد الأكبر منذ سنوات، كما يضم المركز اليوم 5 من أفضل 10 شركات تأمين في العالم.
وأوضح جيفري، ل«الخليج» أن «التأمين المقيد» كان من أبرز القطاعات التي تم التركيز عليها مؤخراً، ويعتبر آلية تمويل ضد المخاطر تتخذه الشركات للحيلولة من دون تكبد خسائر مستقبلية، ويرتكز المفهوم على مبادرة الشركة إلى إنشاء شركة تأمين مرخصة توفر خدمات التأمين ضد الخسائر لمصلحة الشركة الأم.
- أمن المعلومات
وأشار جيفري إلى وجود اهتمام كبير من قبل شركات التأمين في ما يتعلق بأمن المعلومات، الذي يعتبر من ضمن ستة محاور تركز عليها الشركات العاملة في المركز في الفترة الأخيرة.
وقال الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في مركز دبي المالي العالمي: «سيتم التركيز خلال جلسات هذا العام على مواضيع مهمة، خاصة المتعلقة بالتغطيات التأمينية ضد الكوارث الطبيعية والزلازل، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها تركيا وسوريا، من أجل مساعدة الشركات لوضع الحلول والاستعداد الأمثل لهذه الأنواع من المخاطر».
وأضاف: «بعد جائحة (كوفيد-19) والأزمة الأوكرانية الروسية، أصبحت دبي ملاذاً آمناً للعديد من الشركات العالمية من أجل افتتاح مكاتب لها، أو التوسع في المنطقة، وأيضاً بسبب بيئتها وموقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
وفي ما يتعلق بموضوع الاستدامة، لفت جيفري إلى أن المركز أطلق العديد من المبادرات لوضع حلول جديدة للتمويل المستدام خلال المرحلة المقبلة، كما أن المركز بصدد تنظيم العديد من الجلسات الحوارية وحتى موعد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، الذي سيعقد في الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري، لمناقشة موضوع الانبعاثات الكربونية والعمل على الحد منها.
وأكد جيفري أن قطاع التأمين والإعادة يعتبر من أكبر القطاعات في مركز دبي المالي العالمي، الذي يتميز باستقراره، وهناك العديد من الفرص لتطويره من خلال مركز «إنوفيشن هب» التابع لمركز دبي المالي العالمي والمختص بالتطوير والابتكار، مع توقعاتنا باستقطاب العديد من الشركات خلال السنوات المقبلة.
وقالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي المالي العالمي: «يعد مركز دبي المالي العالمي القوة الدافعة لنمو سوق التأمين وإعادة التأمين في المنطقة، باعتباره الوجهة المُثلى والأكثر مصداقية لاستضافة المؤتمر، ونرحب بالنخبة المميزة من قادة قطاع التأمين المشاركين في المؤتمر، كما نتطلع هذا العام إلى تنشيط الحوار بشأن العديد من القضايا المهمة من بينها المواهب والتكنولوجيا وتغيّر المناخ سعياً لبناء مستقبل أكثر تكيفاً مع المتغيرات في هذا القطاع».
- خطط لمواجهة الكوارث
من جهته، قال آرش ناصري، كبير المهندسين الرئيسين في شركة «فيرسك» المختصة بقياس المخاطر وتحليل المعلومات ومقرها أمريكا: «إن شركات التأمين في المنطقة بحاجة ماسة لوضع خطط جدية لمواجهة الكوارث الطبيعية والزلازل يتوقع أبعدها في المستقبل».
وأشار ناصري، إلى أن دول المنطقة العربية لا تزال بعيدة عن الكوارث الطبيعية والزلازل كالتي تحصل في أمريكا وبعض الدول الأوروبية والآسيوية، لكن يجب الاستعداد جيداً لها من خلال رسم خطط واضحة للتغلب على الصعوبات التي قد يتعرضون لها عند وقوعها.
وأكد ميلان سيجيج العضو المنتدب في شركة «فيرسك» المختصة بقياس المخاطر وتحليل المعلومات، أن الشركة بعد زلزال تركيا الأخير لديها خطة للتوسع في المنطقة من خلال دبي، لكن لأسبابها الخاصة ترجئ فتح مقر لها إلى المرحلة المقبلة.
وأوضح ميلان أن شركات التأمين في المنطقة ليست لديها الخبرة والمقدرة الكافية للتعامل مع الكوارث الطبيعية الكبيرة التي تحصل في الدول الأوربية، داعياً الشركات إلى الاستعداد المسبق لمواجهة الكوارث المفاجئة الناتجة عن التغيّر المناخي.
