عادي

أيام الشارقة التراثية تنطلق في الحمرية

16:46 مساء
قراءة 4 دقائق
وسط أنغام فرقة العيالة التي صدحت أناشيدها في الأجواء، وبحضور جماهيري لافت، انطلقت فعاليات الدورة العشرين من أيام الشارقة التراثية في مدينة الحمرية وتستمر على مدار 3 أيام من 9 إلى 11 مارس الجاري.
شهد الافتتاح د. عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات أيام الشارقة التراثية، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمديرين في الدوائر والمؤسسات الحكومية في الحمرية من بينهم حميد سيف بن سمحة الشامسي، رئيس المجلس البلدي بمنطقة الحمرية، وسعيد عبيد بوفيير الشامسي مدير الديوان الأميري بالحمرية، وحميد علي آل علي نائب رئيس مجلس منطقة الحمرية، وحميد فايز الشامسي، نائب رئيس المجلس البلدي، ومبارك راشد الشامسي مدير بلدية الحمرية، ولفيف من الضيوف والزائرين وجمهور المجتمع المحلي والعديد من المعنيين والمهتمين بشؤون التراث الشعبي.
في بداية الاستقبال، توجهت اللجنة المنظمة لفعاليات الحمرية بالتهنئة للقيادة الرشيدة في إمارة الشارقة بمناسبة فوز مدينة خورفكان بأفضل مدينة سياحية عربية، مما يؤكد دورها الريادي في خدمة الأهداف الاقتصادية والسياحية للشارقة، كما أعرب الحضور عن اعتزازهم وسعادتهم بتتويج المسلم بلقب رجل التراث العربي عن جدارة واستحقاق لما بذله من جهود لافتة في ترجمة رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في ما يتعلق بصون التراث المحلي، والاعتزاز به، وتقديمه للعالم بأجمل الصور الممكنة، فضلاً عن مساهماته الجليلة في دعم جهود المحافظة على التراث العالمي ككل.
انطلقت الفعاليات بجولة بحرية لكبار الحضور في مياه الحمرية، قبل أن يتم قص شريط الاحتفال إيذاناً ببداية الفعاليات، والتي استهلت بكلمة رحبت بالضيوف وأكدت التزام أهالي الحمرية بنشر التراث والعناية به، والنجاحات المحققة في المدينة.
وضمت الفعاليات التي أقيمت في موقع القرية التراثية المطلة على خور الحمرية العديد من رقصات وأهازيج التراث الشعبي الإماراتي بينها رقصات شعبية للأطفال بالزي التراثي الإماراتي (الكندورة والمخور)، كما تم تخصيص مساحات للبيئة البحرية والبرية، واستعراض صور التراث المحلي من تقاليد وعادات وحكايات شعبية وموروث كامل عن اللباس الشعبي والمأكولات، كما قدمت صور من حياة الإماراتي في الماضي في مجال الرزق والتنقل والزراعة وغيرها.
ومن بين أبرز معروضات البيئة البحرية كانت هناك نماذج من السفن القديمة التي استعرضها بحار إماراتي للجمهور بزيه الشعبي، كما تم الاطلاع على مجموعة من أدوات البحار والغوص والسفن، وأحيط المكان بأنواع من الحبال والشباك لتكوين صورة كاملة عن حياة البحر وظروف العمل فيه قديماً.
ومن بين الفقرات كان هناك بيت اليواني، وهو خيمة من الشعر، وقد أعجب الزائرون بما تقوم به نسوة من غزل الخيوط بالمغزل القديم، ونسج خامات الأقمشة المختلفة بآلة نسيج تراثية، حيث أعادت إلى الأذهان صورة من الماضي الجميل، كما أقيمت على المسرح مجموعة من الفعاليات التراثية كالحكايات الشعبية والألعاب التراثية التي انتهت بتكريم المشاركين، وهو ما أسهم بنشر الفرحة الكبيرة بأجواء المناسبة.
وتشارك في فعاليات الأيام في المدينة مجموعة من الجهات الحكومية وهي بلدية الحمرية والمجلس البلدي لمنطقة الحمرية والديوان الأميري، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وهيئة متاحف الشارقة، ومجلس منطقة الحمرية، ودائرة الخدمات الاجتماعية فرع الحمرية، ونادي سيدات الشارقة فرع الحمرية، ونادي الحمرية الثقافي الرياضي، ومركز الفنون بالحمرية، وهيئة الشارقة للمتاحف، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، والمدارس في منطقة الحمرية ومدرسة الشعلة الخاصة.
ندوة بالمقهى الثقافي
أكدت جلسة ثقافية في «أيام الشارقة التراثية» أن الحضارة الإسلامية بتراثها الرحب تزخر بالعديد من صنوف العلوم والفنون الإبداعية التي أنارت بإشعاعها العالم وأسهمت بدور مؤثر في تطور الحضارة العالمية وخدمة البشرية ككل، وهو ما يستدعي ربط أجيال الحاضر بعناصر وقيم هذه الحضارة الخلاقة.
أدار الجلسة التي عقدها المقهى الثقافي د. منّي بونعامه مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، وشارك فيها كل من د. صالح اللهيبي الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة ود. أحمد صبيحي الأستاذ المشارك في الكلية الأمريكية بدبي.
وتطرق اللهيبي إلى قضية الإبداع في الحضارة الإسلامية، حيث تحدث عن واقع هذا الإبداع ومظاهره، مبيناً كيف استطاع المسلمون عبر تاريخهم الطويل تحقيق قفزات نوعية كبرى على صعيد الإبداع العلمي والفني والقيمي.
واستعرض صبيحي عدداً من الإبداعات في المجالات العلمية والأدبية والفلكية التي تفرد بها المسلمون، وصنعوا من خلالها حضارة إنسانية راقية وغنية بكل المعاني والإسهامات، داعياً إلى ضرورة إثراء التواصل والإعداد في الوقت الحالي مع عنصر الشباب، وربطهم بهذه الحضارة ومنجزاتها، وبما يمكنهم من استئناف ومواصلة هذه المسيرة التي اعترف بفضلها العالم قاطبة.
توقيع كتاب الابتكار والإبداع ومستقبل الإنسانية
على هامش الجلسة، شهد المقهى الثقافي توقيع كتاب (الابتكار والإبداع ومستقبل الإنسانية) للدكتور أحمد صبيحي، ضمن إصدارات معهد الشارقة للتراث.
التعليم وإبداعات التراث
عقدت محاضرة تناولت (الجانب التربوي في إبداعات التراث) قدمها المستشار التربوي د. علي سعيد الكعبي.
وأكد الكعبي أهمية التراث الذي يعد الحاضنة الحقيقية لقيم وعادات وهوية الأمم عبر العصور، ولا شك أن أي تقصير أو خلل في توظيفه واستلهامه قد يؤدي إلى آثار سلبية في سيرورة المجتمعات، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالتراث والسعي الحثيث والدائم لصونه وحمايته بكل عناصره المادية وغير المادية.
وأوضح أن اهتمام الدول والشعوب بالتراث له تاريخ قديم ومسيرة طويلة تنوعت فيها الأساليب والقوالب والممارسات، سواء في الحضارات الأوروبية أو الآسيوية، وكذلك لدى العرب والمسلمين.
وتابع أن التراث يرتبط بالتعليم في علاقة وثيقة، كون التعليم يمثل أداة ضبط وتوجيه للمكون التراثي نحو تحقيق أهداف وغايات المجتمعات، مما يسهم في ترسيخه ونشره وحفظه ولو امتدت بنا الأزمان، مستعرضاً بعض عناصر التراث وكيف يمكن تعزيزها من ناحية تعليمية وإبرازها في المناهج الدراسية وفق آليات محددة يجب وضعها وتنفيذها،
ونوه الكعبي بمساعي دولة الإمارات وحكومتها الرشيدة في حفظ التراث الشعبي والثقافي ودور المؤسسات التعليمية على مستوى المدارس أو مؤسسات التعليم العالي في هذا الجانب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pmwvtxd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"