عادي
إجبار الشركة بالتخلي عن ممتلكات بـ 21 مليار دولار 

انهيار بنك «إس في بي» الأمريكي.. وموجة بيع لأسهم البنوك العالمية

17:17 مساء
قراءة 5 دقائق
شعار البنك


فاجأت شركة «إس في بي فاينانشل غروب» الأمريكية العملاء بإصدارها لأسهم بقيمة 2.25 مليار دولار بهدف تعزيز مركزها الرأسمالي، بعد خسارة كبيرة في محفظتها الاستثمارية، ما أدى إلى أزمة كبيرة في القطاع المصرفي العالمي، الجمعة.

و«إس في بي فاينانشل غروب» هي الشركة الأم لمصرف سيليكون فالي (إس في بي)، الذي يلبّي بشكل كبير طلبات الشركات الناشئة، ولا سيما شركات التكنولوجيا وعلوم الحياة المدعومة من المشاريع في الولايات المتحدة. 
وتم إجبار شركة «إس في بي فاينانشل غروب» على بيع أوراقها المالية، الأربعاء، حيث تخلت عن ممتلكات بقيمة 21 مليار دولار بعدما تكبدت 1.8 مليار دولار، بينما جمعت 500 مليون دولار من شركة جنرال أتلانتيك، وفقاً لتحديث مالي.

وقالت الشركة في رسالة من الرئيس التنفيذي جريج بيكر، الأربعاء: «إنها باعت جميع أوراقها المالية المتاحة للبيع وتهدف إلى جمع 2.25 مليار دولار من خلال الأسهم العادية والأسهم الممتازة القابلة للتحويل».

ومع الإعلان عن صعوبات «إس في بي» وسحوبات الزبائن، كان مدير عام المجموعة المالية «يحض الزبائن على عدم سحب ودائعهم من البنك وعدم بث الخوف أو الذعر»، كما ذكرت مصادر لصحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس.

  • سحب جماعي للأموال 

 هذا الأمر أثار الذعر في نفوس أصحاب رؤوس الأموال البارزين، بما في ذلك صندوق مؤسسي بيتر ثيل، لتقديم المشورة للشركات الناشئة، ودفعهم إلى سحب أموالهم من البنك. 
 وطلبت «فاندرز فاند»، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها سان فرانسيسكو، من شركات محفظتها، نقل أموالهم من «إس في بي»، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر، طلب عدم الكشف عن هويته، أثناء مناقشة معلومات خاصة. كما نصحت شركة «Coatue Management»، و«يونيون سكوير فنتشرز»، و«فاوندر كوليكتف» الشركات الناشئة بسحب الأموال، كما قال أشخاص على دراية بالموضوع. كنعان، شركة كبرى أخرى لرأس المال الاستثماري، طلبت من محفظتها الاستثمارية سحب الأموال على أساس الحاجة، وفقاً لشخص آخر.

  • مخاطر الملاءة المالية 

 وقال بيل أكمان، المستثمر الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة بيرشينج سكوير، في تغريدة في وقت مبكر، الجمعة: «إنه في حالة فشل «إس في بي»، يمكن أن يدمر محركاً مهماً طويل الأجل للاقتصاد، حيث تعتمد الشركات المدعومة من رأس المال الاستثماري على «إس في بي» للحصول على القروض والاحتفاظ بأموالها التشغيلية».
وأضاف: «إذا لم يتمكن رأس المال الخاص من تقديم حل، فيجب النظر في خطة الإنقاذ المخففة للغاية التي لا تفضلها الحكومة».

  •  إثارة المخاوف

 وقال روس مولد، مدير الاستثمار في منصة الاستثمار البريطانية «إيه جي بيل»: «إن إعلان «إس في بي» لا ينبغي أن يكون مفاجأة كبيرة، بعد فترة جفت فيها شهية المقرضين والمستثمرين تجاه هذا الجزء من السوق».
وأضاف: «ومع ذلك، في صناعة مصرفية شديدة الترابط، ليس من السهل فصل هذه الأنواع من الأحداث التي غالباً ما تشير إلى نقاط الضعف في النظام الأوسع».
 ولفت إلى أن «حقيقة طرح أسهم «إس في بي» مصحوبة ببيع خاسر لمحفظتها من السندات، تثير مخاوف».
وأضاف: «تمتلك الكثير من البنوك محافظ ضخمة من السندات وأسعار الفائدة المتزايدة تجعلها أقل قيمة. ووضع «إس في بي» هو تذكير بأن العديد من المؤسسات تتكبد خسائر كبيرة غير محققة في ممتلكاتها ذات الدخل الثابت». 

  • تحذيرات

وحذر غاري تان، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «واي كومباينتر»، شبكتها من الشركات الناشئة من أن «مخاطر الملاءة المالية حقيقية، وتلمح إلى أنه ينبغي عليهم التفكير في الحد من تعرضهم للمقرض». 
 وكتب تان في منشور شاهدته «بلومبيرغ نيوز»: «ليست لدينا معرفة محددة بما يحدث في «إس في بي». ولكن في أي وقت تسمع فيه مشاكل الملاءة المالية في أي بنك، ويمكن اعتبارها ذات مصداقية، يجب أن تأخذها على محمل الجد وتعطي الأولوية مصالح شركتك الناشئة من خلال عدم تعريض نفسك لأكثر من 250 ألف دولار من التعرض هناك». 
كما نصحت شركة «فينشر ترايب كابيتال» شركات محفظتها بـ «نقل بعض، إن لم يكن كل، أرصدتها من إس في بي». وقال أرجون سيثي، الشريك المؤسس لشركة «فينشر ترايب»، لشركات المحافظ في رسالة راجعتها بلومبيرغ: «من المهم أن نفهم أن جميع البنوك لديها نفوذ وأنها تستخدم الودائع، لذا فإن أي بنك لديه نموذج أعمال يكون بحكم التعريف تقريباً ميتاً إذا تحرك الجميع. نظراً لأن المخاطر ليست صفرية وكلفتها ضئيلة، فمن الأفضل تنويع المخاطر إن لم يكن كلها».
 وقال الرئيس التنفيذي ستيف ساراسينو: «إن شركة أخرى، أكتيفانت كابيتال، أرسلت رسائل بريد إلكتروني ونصوص إلى الرؤساء التنفيذيين لشركة محفظتها لتشجيعهم على تحويل أرصدة «إس في بي» إلى مقرضين آخرين، وتساعد البعض في نقل رأس المال إلى فيرست ريبابليك بنك».

  • انخفاض أسهم البنوك عالمياً 

 وشهد مؤشر«كي بي دبليو بنك»، في الولايات المتحدة، الخميس، أسوأ يوم له منذ يونيو/ حزيران 2020، حيث تخلى أعضاؤه عن أكثر من 90 مليار دولار من القيمة. وفي أوروبا، خسرت أكبر البنوك أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية، الجمعة.
وطلب صندوق المؤسسين من شركات محفظته نقل أموالهم من «إس في بي»، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته، أثناء مناقشة معلومات خاصة.  كما نصحت شركة «Coatue Management» و«يونيون سكوير فنتشرز» و«فاوندر كوليكتف» الشركات الناشئة بسحب الأموال، كما قال أشخاص على دراية بالموضوع. كنعان، شركة كبرى أخرى لرأس المال الاستثماري، طلبت من محفظتها الاستثمارية سحب الأموال على أساس الحاجة، وفقاً لشخص آخر.
 وزادت المخاوف المحيطة بالمقرض حول وادي السيليكون في «وول ستريت»، الخميس، حيث انخفض مقياس أسهم البنوك الأمريكية بأكبر قدر منذ يونيو/ حزيران 2020. وسجلت السندات انخفاضاً قياسياً، ما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم البنوك الأمريكية التي امتدت أيضاً إلى آسيا وأوروبا.
 وهوت أسهم «إس في بي» إلى أدنى مستوى إغلاق لها منذ سبتمبر/ أيلول 2016، الخميس. واستمرت الأسهم في الانخفاض في أواخر تعاملات الخميس، حيث انخفضت بما يصل إلى 30%، وواصلت تراجعها، الجمعة، إلى أكثر من 60%.
وكان مؤشر «ستوكس» الأوروبي في طريقه لأسوأ يوم له منذ يونيو/ حزيران، مدفوعاً بانخفاض بأكثر من 8% لكل من دويتشه بنك سوسيتيه جنرال، وإتش إس بي سي، وآي إن جي جرويب، وكوميرزبانك، والتي انخفضت جميعها بأكثر من 5%.
وفي بورصة باريس، خسر سهم بنك «سويتيه جنرال» 4,96% ليصل إلى 25,40 يورو، و«بي إن بي باريبا» 3,38% ليصل إلى 60,52 يورو، و«كريديه أغريكول» 2,94% إلى 10,97 يورو.

 

  • انخفاض سهم «دويتشه بنك» الألماني

وخسر سهم مصرف دويتشه بنك الألماني 9,85% من قيمته، فيما تراجعت أسهم كومرتسبنك، ثاني أكبر مصارف ألمانيا، بنسبة 6,12%. كما تراجع سهم باركليز البريطاني بنسبة 3,83% والإيطالي انتيسا سانباولو بنسبة 3,06% والسويسري «يو بي إس» بنسبة 4,45%.
وفي هونغ كونغ، خسر مصرفا «إتش إس بي سي» و«ستاندرد تشارترد»، الجمعة، أكثر من 3% وهانغ سينغ بانك أكثر من 4%. الاتجاه نفسه سجل في اليابان حيث تراجعت أسهم أبرز المصارف اليابانية.
 وقال ديفيد بينامو، مدير الاستثمارات في «أكسيوم للاستثمارات البديلة»، لوكالة «فرانس برس»: «إن حركة الذعر المحدودة هذه بدأت كردّ فعل على قيام زبائن بسحوبات كبرى».
(وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54cdsut4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"