مارلين سلوم
تخيل أن يطرق بابك أحدهم أو يصادفك في الشارع، فيبادر إلى إبداء رأيه بزوجتك وعلاقتكما، وما إذا كانت مناسبة لك أم لا؟!.. أو يسألك عن ابنتك: لماذا ارتدت الحجاب؟! أو لماذا خلعته؟! لماذا انفصلت عن زوجها؟!.. أو يعترض سيدة ليبدي رأيه بشكلها، سواء كانت جميلة أم قبيحة.. فهل تجد الأمر طبيعياً؟ كيف سيكون رد فعلك؟ ألن تجيبه فوراً «وما شأنك أنت؟ هذه أمور شخصية، وتخصني، وأفراد أسرتي، وبيتي وعائلتي خط أحمر..
هكذا هو حال «السوشيال ميديا» اليوم، أشبه بالشارع المفتوح، وكل العابرين فيه ينظرون إلى بعضهم، منهم من يمر بسلام، ومنهم من يتحرش باللفظ ويتنمر على المارّة؛ بل يتصيّد منهم المشاهير علّه يصبح مشهوراً مثلهم.
العشوائيات ليست مناطق نراها بأم العين في عواصم دول معينة تعج بالسكان، إنما انتقلت إلى أزقة «السوشيال ميديا»؛ حيث تتداخل الصفحات والتعليقات، وأياً كان يقول أي تعليق، ويتدخل في ما لا يعنيه، ويشعل الفتيل، ويجلس على المقاهي يتفرج، والمتنمر يحشر نفسه في أي شيء وكل شيء ويمنح لنفسه الحق في إهانة الناس، وتحديداً النجوم، المحبوب والمحترم و«الكبير» منهم أكثر من المغمور والكومبارس أو من يبدأ في شق طريقه.
منى زكي لم تسلم من تعليقات الناس، وتهكمهم حتى وهي تظهر في عمل مرتدية الحجاب، و«محتشمة مقدمة الفن النظيف» كما يحب هؤلاء تصنيف البشر والأدوار والأعمال الفنية.. سخرية ما بعدها سخرية من شكلها الذي ظهرت به منذ إطلاق البوستر الدعائي لمسلسلها الجديد الذي سيعرض في رمضان، علماً أن الشخصية التي تؤديها، والقصة التي ستتناولها تبشر بعمل جيد إن أجاد صنّاعه حبك التوليفة بكل تفاصيلها؛ فهل من سبب لهذه الحملة التي تسبق ظهور منى زكي؟، أم أن الهدف تحطيم معنوياتها والتأثير السلبي عليها وعلى الجمهور كي يبتعد عنها؟
الفنان الكبير جاسم النبهان تعرض أيضاً للتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرت زوجته المغربية صوراً لهما وبرفقتهما طفلهما ابن الأربعة أعوام ونصف العام.
السلسلة لا تنتهي، فهناك النجمة حلا شيحا التي صارت مادة دسمة لإشعال «السوشيال ميديا»، و«ترند» بين ليلة وضحاها، لأنها أطلت من جديد كفنانة وخلعت الحجاب، ويبدو أنها تعيش مرحلة جديدة من حياتها.. متى يحترم الجمهور هذه الخصوصيات ويترك للفنان كأي إنسان عادي أن يعيش حياته بالطريقة التي يختارها، ويحكم على أعماله الفنية باحترام وبلا إهانة وتنمر؟
