في يوم المرأة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

علي قباجه

يُذكّر مرور «اليوم العالمي للمرأة» الذي يصادف الثامن من شهر مارس/آذار من كل عام، بما تواجهه النساء في الكثير من المجالات التي تهضم حقوقهن، والاعتداءات الممنهجة التي يتعرضن لها، دون نصير، لكن الأشد بؤساً انتشار ثقافة إلقاء اللوم عليهن في كل ظرف، باعتبارهن الجناح المكسور؛ إذ من السهل الولوغ بحقوقهن دون حسيب أو رقيب، يضاف إلى ذلك تسييس قضاياهن، للولوج إلى المجتمعات الأخرى، واستخدام مظلوميتهن حصان طروادة، لهدم ثقافات مغايرة.

خطب عصماء يخرج بها العديد من قادة دول تواجه فيها النساء أوضاعاً صعبة، وهي في كثير من الأحيان غير مدعومة بأفعال تنصف «نصف المجتمع»، وتخرجهن من «وضع الحلقة الأضعف»، لتكون التصريحات بمنزلة حشو، وذر للرماد في العيون، لإثبات الحرص على المساواة والتحضر ولو صورياً.

ومن يتورط بذلك ليس فقط من دول العالم الثالث، الذي يحاول العالم المتقدم وصمه بعار امتهان المرأة؛ بل إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة، تظهر فيهما أرقام مهولة عمّا تتعرض له النساء من تعنيف، وعدم مساواة في الحقوق؛ بل لا يتمتعن بأدنى المقومات التي تمكنهن من حماية أنفسهن اقتصادياً ونفسياً وجسدياً.

بالإشارة إلى المنطقة العربية، فإن المرأة ليست بأفضل أحوالها، إلا أن العديد من دولها تسن القوانين، وتعمل جاهدة على الأرض، لإعطائها مكانتها، أماً وأختاً ومربية، تحترم أنوثتها، وتوفر لها سبل العيش الكريم، في حين لا تتوانى جمعيات غربية مدعومة بحكومات، من التشكيك في ذلك، وإظهار التماسك والانسجام بين الجنسين، ومعرفة كل طرف حقوقه وواجباته، على أنه وصمة عار وذكورية يجب التخلص منها.

بالعودة إلى الغرب، فبحسب أرقام نشرتها منظمات، فإن العديد من حكومات دول أوروبا إلى جانب أمريكا، تصطدم بالنظر للمرأة في قطاعات واسعة على أنها سلعة، إضافة إلى ما تواجهه من تعنيف. ففي أوروبا، أبلغت امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء، تبلغ أعمارهن 15 عاماً فأكثر، عن تعرضها لشكل من أشكال العنف الجسدي، في حين أن العنف الأسرى منتشر بشكل واسع، وفي الولايات المتحدة تراوح نسبة العنف الأسري ضد المرأة بين 20% و40%، في حين هناك آلاف القتيلات.

أما في ما يتعلق ب«تسليع النساء»، فقد قال كريستوف فوغ المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة: «إن ازدراء المرأة يتسع على الإنترنت من قبل بعض الذين يُعرفون بالمؤثرين، كما أن البعض يذكّي العنف القائم على النوع الاجتماعي ومعاملة النساء كسلعة على نطاق واسع».

لا بد أن يكون هذا اليوم بمنزلة قرع على جدران الخزان، لتسليط الضوء على معاناة المرأة في كل مكان، والعمل على تضافر الجهود الدولية، لتوفير بيئة حامية لها، تمنع انتهاك حقوقها، كما يقع على عاتق الدول الغربية التي فرضت بعضها مؤخراً عقوبات على دول تنتهك حقوق المرأة، النظر أيضاً إلى مجتمعاتها، وبناء سياسات، تشكل حائط صد على كل ما يكدر عيشها، ويمكن في سبيل ذلك الاطلاع على تجارب دول أخرى ومنها عربية، مثل دولة الإمارات التي قطعت شوطاً كبيراً في ذلك.. فهل تفعل؟

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22de29vk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"