عادي

مسؤولية تربية الأولاد

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

مايا الهواري

الأسرة هي الخليّة الأساسيّة في المجتمع، وتقع مسؤوليتها على الوالدين لأنهما عماد الأسرة، فالأب بمثابة العمود الرّئيسي الذي يقوم عليه المنزل، والأمّ جدرانه، ولا ينفع أحدهما دون الآخر ليكون المنزل آمناً.

إنّ الهدف الذي يضعه الشّريكان في بداية حياتهما سيقرران فيه الكيفيّة النهائية، إمّا أسرة ناجحة، أو أسرة فاشلة، حيث يتمّ توزيع المهام على كلّ منهما، ويشتركان كذلك في قراراتهما بما يعود بالفائدة على الأولاد.

البعض يعتقد أنّ تربية الأولاد مسؤوليّة الأمّ فقط، بينما تنحصر مسؤوليّة الوالد في تأمين المال للإنفاق وكأنّه ميزانيّة ماليّة فقط، وهذا ليس صحيحاً، إذ إنّ مسؤوليّة الأولاد تقع على عاتق كلا الوالدين، ولكلّ منهما دور معين يقوم به لا ينوب عن دور الآخر، لأنّه معروف لدى الجميع.

إنّ الأب هو القوام، ولا ينبغي إلغاء دوره، وخاصة في القرارات المصيرية الحاسمة.

إحداهنّ أخبرتني أنّ زوجها لا يأبه لتربية الأولاد لأنّه يعتقد أنّه يذهب للعمل ويعود متأخراً، ولا يملك الوقت للعناية بأولاده أو حتّى سؤالهم عن أحوالهم، وهذا بدوره سيجعل الأولاد لا يعطون أهمية لوالدهم ولا لقراراته، لأنّه لم يعطهم من الحنان أو الرعاية أو الاهتمام، وبالتّالي لا يلومهم إن كانت قيمته عندهم كقيمة المال، متى ما تمّ صرفه تم نسيانه، فهو لم يترك لديهم بصمته الخاصّة.

لذا أقدّم نصيحة هامة للآباء والأمّهات ولكلّ المقبلين على الزواج، أن يضعوا نقاطاً أساسيّة لحياتهم، تكون بمثابة بوصلة لهم، ترشدهم وتعينهم على كلّ محطّات الحياة، وبالتّالي يرسمون حياتهم كلوحة فنية رائعة، تحيطها السّعادة وتكون مفعمة بالأمل، ويزرعون في نفوس أبنائهم معنى المسؤولية، وخاصّة مسؤوليّة العائلة، وقد حثّ الإسلام على العناية بالأسرة وتحمّل مسؤوليتها (كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته).

لذا فليكن شعار كلّ أسرة: أسرتي مسؤوليّتي، وأبنائي مسؤوليّتي، حتى تنشأ أسر قائمة على أساس سليم، وبالتّالي مجتمع صحيح يسعى أبناؤه لازدهاره وتطوّره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3k4kk76x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"