عادي

حياة جديدة للبطاريات المنتهية الصلاحية

17:15 مساء
قراءة دقيقتين
مكونات بطاريات بعد إعادة استخدامها(أ.ف.ب)

في عالم يبحث عن نموذج اقتصادي مراعٍ للبيئة، ومع وصول مئات البطاريات كل سنة إلى نهاية صلاحيتها، تقوم شركة في كوستاريكا منذ 6 سنوات بابتكار حياة جديدة لمكوّناتها المعدنية.

تستخدم بطاريات الليثيوم في كل ما يحيط بنا كالهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمول والسيارات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية، وتنتج نفايات يتطلب زوالها 500 سنة عند رميها.

ويصف المدير الفني لفورتيك دانيال ريفاس المصنع الواقع في كارتاغو على مسافة 27 كم شرق سان خوسيه، بأنه «منجم حضري» يعمل على عكس الشركات المتعددة الجنسيات التي تستخرج الليثيوم من المسطحات الملحية في تشيلي وبوليفيا وأستراليا، وفق شروط غير مراعية على الدوام للبيئة وحقوق العمال والشعب المحلية.

وفي كوستاريكا يحظر القانون بشكل باتّ التعدين.

وأكد غييرمو بيريرا (54 عاماً) الذي ابتكر مع ابنه فرانسيسكو (25 عاماً) وسيلة لطحن البطاريات واستخراج مكوناتها المعدنية لصنع بطاريات جديدة، «من المهم الإقلاع عن النماذج القائمة».

وأفادت جامعة آخن الألمانية أن كمية البطاريات المنتهية الصلاحية ستتخطى في 2028 القدرة على إعادة التدوير في أوروبا، متوقعة أن تصل كمية البطاريات المعدّة لإعادة التدوير إلى 1,4 مليون طن في أوروبا وحدها عام 2038.

وأوضح فرانسيسكو بيريرا أن 1500 طن من البطاريات تصل حالياً إلى نهاية حياتها كل سنة في كوستاريكا وحدها، مشيراً إلى إقامة مراكز لجمعها في تصرف المستهلكين في المتاجر ومحلات الأدوات الإلكترونية، وكذلك لدى وكلاء بيع السيارات، ليتم لاحقاً تسليمها إلى شركة إعادة التدوير.

وتبلغ كلفة «الكتلة السوداء» حوالي ثمانية آلاف دولار في السوق الدولية، وتستخدم 57% من مكوناتها في صنع بطاريات. أما نسبة 43% المتبقية فهي من النحاس والألمنيوم والبلاستيك والحديد، وكلها أيضاً مواد يمكن أن تنتج عن إعادة التدوير.

وفضلاً عن إنتاج بطاريات جديدة، يشير هنري برادو إلى أن عملية إعادة التدوير تسمح بتفادي الأضرار التي تلحق بالبيئة، سواء من خلال رمي البطاريات المستعملة في الطبيعة أو التعدين.

ويؤكد عالم الكيمياء أن كل طن من الليثيوم المعاد تدويره يمثّل ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن إنتاج الكمية ذاتها من خلال التعدين. كما أن مصانع الإنتاج تستهلك ملايين لترات المياه.

وسجل الليثيون المعروف ب«الذهب الأبيض» أو «نفط القرن الواحد والعشرين» ارتفاعاً حاداً في أسعاره في السوق الدولية من 5700 دولار للطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى 60500 دولار في سبتمبر/أيلول 2022؛ بسبب تزايد إنتاج السيارات الكهربائية بهدف التحرر من المحروقات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7dz4xs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"