عادي

مع احتدام المنافسة.. «فولكس فاغن» تنضم إلى حرب أسعار السيارات الكهربائية

15:56 مساء
قراءة 3 دقائق

من المقرر أن تحذو شركة «فولكس فاغن» الألمانية العملاقة، حذو «تيسلا»، من خلال تخفيض أسعار سياراتها الكهربائية، مع اشتداد المعركة للسيطرة العالمية على هذا القطاع.

ويتقدم المتنافسون المحليون في سوق الصين. وأعلنت «فولكس فاغن» هذا الأسبوع أن «نسخة جديدة من طراز السيارة الكهربائية ID.3 الرائد، سيتم طرحه للبيع اعتباراً من نهاية مارس/ آذار مقابل، أقل من 40 ألف يورو (42 ألف دولار)». وهذا هو تخفيض 3000 يورو من سعر «ID.3» الحالي، ما يضع سعر السيارة بالتساوي مع طراز «Y» من «تيسلا».

ويرى المطّلعون في الصناعة أن «هذه الخطوة هي استجابة مباشرة لعدة جولات من خفض الأسعار من قبل شركة تيسلا، المملوكة لإيلون ماسك في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك خصومات تصل إلى 20% في أوروبا والولايات المتحدة».

ارتفاع مبيعات «تيسلا» في ألمانيا

وفي ألمانيا، ارتفعت مبيعات «تيسلا» بأكثر من 900% على أساس سنوي في يناير/ كانون الثاني، نتيجة لذلك، ما يجعلها السيارة الإلكترونية الأكثر مبيعاً في البلاد في ذلك الشهر.

وعلى الرغم من أن مجموعة «فولكس فاغن» المكونة من 10 علامات تجارية، كانت الشركة الرائدة في صناعة السيارات الإلكترونية في أوروبا في عام 2022 مع بيع 352 ألف سيارة، إلا أن عمليات التخفيضات الجريئة لشركة «تيسلا»، أجبرت الشركة الألمانية على ذلك، حسبما قال المحلل الصناعي فرديناند دودنهوفر.

وأضاف لوكالة «فرانس برس»: «إن فولكس فاغن ترى حجم التهديد من شركة تيسلا».

ولن يكون لدى صانع السيارات خيار آخر، سوى الدخول في «حرب أسعار» للدفاع عن مكانها في السوق المتنازع عليها بشدة للسيارات التي تعمل بالبطاريات، حتى لو كان ذلك يعني أن هوامش الربح ستتضرر لبعض الوقت.

واستبعد أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لمجموعة «فولكس فاغن»، حتى الآن حدوث انخفاض عام في أسعار جميع السيارات الإلكترونية، لكن الموضوع لا بد أن يظهر عندما تقدم المجموعة نتائجها المالية لعام 2022، الثلاثاء.

لكن إيلون ماسك ليس الصداع الوحيد لشركة «فولكس فاغن». ففي الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، ارتفعت صناعة السيارات الكهربائية، وتراجعت شركة «فولكس فاغن» بسرعة عن المنافسين المحليين.

تحدّي الصين

ويمثل العملاق الآسيوي حالياً نحو 40% من مبيعات مجموعة «فولكس فاغن»، ومعظمها من المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، ما يمنحها حصة سوقية في الصين تبلغ 16%.

لكن في قطاع السيارات الكهربائية، استحوذت ماركة «فولكس فاغن» على حصة سوقية بلغت 2.4% فقط، متخلفة عن «تيسلا» بنسبة 7.8% و«بي واي دي» الصينية بنسبة 16%.

ويتفوق عدد كبير من شركات صناعة السيارات الصينية الأخرى مثل وولينغ، وجي أيه سي، وشيري، أيضاً على «فولكس فاجن»، وفقاً للبيانات التي جمعتها صحيفة «هاندلسبلات» المالية اليومية.

ولم تكن شركات صناعة السيارات الألمانية، مثل «مرسيدس بنز»، و«بي إم دبليو»، أفضل حالاً في الصين، حيث تمتلك طرزها الإلكترونية حصة سوقية تقل عن واحد في المئة لكل منهما.

وقال ستيفان براتزل، خبير الصناعة في تقريره السنوي عن التنقل الكهربائي: «في أكبر سوق للسيارات في العالم، تخلف المصنعون الألمان حتى الآن عن العلامات التجارية المحلية».

ومن بين أكثر من خمسة ملايين سيارة كهربائية تم بيعها في الصين في عام 2022، بلغ إنتاج «فولكس فاغن» 155700 سيارة فقط.

قيادة وترفيه

وقال جريجور سيباستيان، المحلل في معهد «مركاتور» للدراسات الصينية: «لقد ولت الأوقات التي كان يمكن فيها لشركات صناعة السيارات الألمانية التقليدية أن تأخذ حصصها في السوق الصيني كأمر مسلّم به».

ولفت إلى أن «في ألمانيا، يظل أداء القيادة عاملاً رئيسياً عندما يختار العملاء سيارة جديدة».

وأضاف: «لكن في الصين، حيث يقضي الكثير من الناس وقتاً طويلاً في القيادة عالقين في الاختناقات المرورية والتقنيات الجديدة ذات القيمة العالية، يعتبر تفاعل السيارة مع الهاتف الذكي والاتصال العام أكثر أهمية».

وقال رالف براندستايتر، رئيس شركة «فولكس فاغن» في الصين: «إن المجموعة بحاجة إلى تصنيع سيارات في الصين من أجل الصين، إذا أرادت زيادة المبيعات الإلكترونية هناك والقيام بذلك بشكل أسرع».

وأضاف: «يطور الصينيون سيارة جديدة في غضون عامين ونصف العام. تستغرق «فولكس فاغن» أقل من أربع سنوات للقيام بذلك».

ومع توقع «فولكس فاغن» أن تخطو الصين خطوات كبيرة في القيادة الذاتية في المستقبل القريب، قالت المجموعة الألمانية العام الماضي: «إنها تتعاون مع متخصص شرائح الذكاء الاصطناعي الصيني هورايزون روبوتيكس لتسريع تطوير تقنيات القيادة الذكية».

وقال سيباستيان: «إنه حتى مع كل التغييرات التي تجتاح الصناعة، تظل سمعة شركات صناعة السيارات الألمانية ورقة رابحة في الصين».

وأضاف: «المنافسة صعبة، لكن شركات صناعة السيارات الألمانية مثل فولكس فاغن لديها أكثر من 80 عاماً من الخبرة في بناء سيارات لأسواق وعملاء مختلفين، وهذا سيمنحهم ميزة». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8nj8cp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"