عادي
جزيرة منيعة شاهدة على العصر الطباشيري والقرون الوسطى

صيرة خورفكان محمية أثرية ترسّخ مكانتها التاريخية

16:27 مساء
قراءة دقيقتين

تشهد جزيرة «صيرة خورفكان» في الشارقة، منعرجاً تاريخياً بعد أن اعتمدها، مؤخراً، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، محمية أثرية، في خطوة تدل على مكانة الجزيرة في المنطقة منذ القدم، وتزيد من قيمتها التاريخية والأثرية.

واستناداً إلى المسوحات الأولية لهيئة الشارقة للآثار في الجزيرة كاملة ودراسة ملتقياتها الأثرية، تركز الاستيطان البشري فيها على طول الجهة الغربية منها، وهي الجهة المطلة على مدينة خورفكان التاريخية، حيث تنتشر الفخاريات في هذه المساحة بشكل كبير مع امتداد الساحل من الشمال إلى الجنوب. وإضافة إلى ذلك، هناك وجود مبانٍ سكنية ومصاطب زراعية ومدافن، إضافة إلى منطقة مراقبة في أعلى الجبل، ومبنى مهم مربع الشكل يطل على الساحل مباشرة ذي عتبات حجرية تتجه نحو البحر. وبالقرب من سفح الجبل توجد منشآت أخرى ذات أشكال مختلفة، يمكن أن تكون قد استخدمت مخازن، وإلى جانب الساحل يمكن مشاهدة الأصداف التي تم جمعها واستعمالها كطعام بشكل كبير.

وقسمت هيئة الآثار فترة الاستيطان الرئيسية إلى مرحلتين أساسيتين، تعود الأولى إلى ما بين القرن الثالث عشر الميلادي حتى القرن السادس عشر الميلادي، في حين أن الثانية جاءت ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كما خلت الجزيرة من فخاريات أو مواد مثل خزف السيلادون والبورسلين العائد إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ومن أبرز اللقى الأثرية في الجزيرة الدالة على الفترات التاريخية، فخار يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وسيلادون ينتمي إلى القرن الرابع عشر حتى القرن السادس عشر الميلاديين، كما تم العثور على فخاريات تعود إلى القرن السادس عشر مستوردة من جنوبي الصين، وأخرى متنوعة تعود في فترتها إلى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر الميلادي، واكتشف أيضاً جزء من قاعدة حوض حجري مرممة قديماً بقطعة نحاسية.

وأوضحت مسوحات الهيئة أن للجزيرة قيمة تاريخية؛ إذ تعد من الجزر المهمة من الناحية الأثرية، حيث إن موقعها المطل على مدخل خورفكان من الجهة الشرقية جعل منها جزيرة منيعة لمراقبة الحركة البحرية على بحر عمان، خاصة أنها تتكون من مرتفعات حجر الجابر والتي يصل ارتفاعها إلى 87 متراً تقريباً. أما الدراسات الجيولوجية فقد بيّنت تشكل تكوينات الأفيوليت في الجزيرة نتيجة من الدفع الزائد على القشرة القارية خلال العصر الطباشيري العلوي، ممثلة بذلك شريحة من الغلاف الصخري المحيطي.

كما امتازت الجزيرة بساحل يقع في الجهة الغربية منها، وهو عبارة عن ساحل رملي يبلغ أقصى اتساع له 35 متراً تقريباً، ويستمر امتداده باتجاه شمال جنوبي الجزيرة. وعلى ما يبدو فهذا ما جعلها محل استقطاب للاستيطان البشري وشاهدة على حركات التجارة والاستيراد في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8bzwt4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"