عادي

أكوام النفايات تنتشر في باريس

19:14 مساء
قراءة 3 دقائق
أكوام النفايات في أحد شوارع باريس (أ.ف.ب)

بدلاً من أن يلتقط زوار باريس صور «سيلفي» ذاتية أمام برج إيفل، بات جبل النفايات القريب منه هو الذي يجتذب عدسات هواتفهم، إذ انتشرت أكوام القمامة بالقرب من المعالم الأثرية الشهيرة في العاصمة الفرنسية بفعل الإضراب عن جمعها احتجاجاً على مشروع إصلاح نظام التقاعد، وباتت جزءاً من المشهد في المدينة الأكثر استقطاباً للسياح في العالم.

وما مِن مؤشرات في الواقع إلى أي تحسّن في هذا الوضع، إذ إن عمال النظافة وجمع النفايات التابعين لبلدية باريس صوّتوا صباح الثلاثاء لمواصلة إضرابهم إلى 20 مارس/آذار الجاري على الأقل.

وأصدر وزير الداخلية جيرالد دارمانان مساء تعليمات إلى قائد شرطة باريس لوران نونيز بأن يطلب من البلدية إحضار وسائل لرفع النفايات بسبب «الأوضاع الصحية» الناجمة عن تكدّسها.

وأفادت أوساط وزير الداخلية أن «الدولة ستتولى الأمر» في حال لم تستجب البلدية للطلب، أي أن الدولة بنفسها ستؤمّن الوسائل لجمع النفايات وإزالتها.

فأكوام النفايات التي تجمعت مثلاً على ضفاف نهر السين الممتدة على مقربة من كاتدرائية نوتردام، تحجب رؤية التحفة المعمارية التي بنيت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر في قلب العاصمة الفرنسية.

وليس على الراغب في التعرّف إلى الكنيسة التي أتى حريق كبير عام 2019 على أجزاء منها، إلا أن يغضّ الطرف عن النفايات ويتصرف وكأنها لم تكن.

أما الزوار الراغبون في تأمل برج إيفل من ساحة تروكاديرو، فيسيرون لدى خروجهم من مترو الأنفاق بمحاذاة سور ناشئ من أكياس النفايات البلاستيكية السوداء. واجتاحت الصناديق المرمية وبقايا الطعام الفاسد وكل أنواع القمامة الأزقة الرومانسية في وسط العاصمة.

وقالت الكندية أوميرا بعد التقاطها صورة لكومة من النفايات في سان ميشال، في الحي اللاتيني «لم أر مثل هذا المشهد في كندا يوماً»، متوقعة أن يؤدي ذلك إلى «تنفير السياح الذين سيغادرون ولن يعودوا!».

أما مارتن رويز (18 عاماً) الآتي من ولاية تكساس الأمريكية فأسف «للرائحة» المنبعثة من النفايات، ووصفها بأنها «مقززة». وأيدته في ذلك أنجليس موسكويدا التي حرمتها تلال القمامة رؤية أوبرا باريس، إذ أبدت السائحة المكسيكية انزعاجها مما تشمّه هنا وهناك في أرجاء المدينة الشهيرة بعطورها.

ولم تكن الألمانية كلوديا هارماند تتوقع أن تضطر مع حبيبها الفرنسي إلى خوض «سباق تعرّج بين النفايات» خلال زيارتها باريس، معتبرة أن الأمر «يفسد إلى حدّ ما سحر» مدينة الأضواء التي تعدّ الأكثر استقطاباً للسياح في العالم، إذ بلغ عددهم 34.5 مليون سائح عام 2022 وفقاً للسلطات.

وتعيش باريس على وقع غضب اجتماعي واسع أثاره مشروع لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون ينص على رفع سن التقاعد القانونية من 62 إلى 64 عاماً.

ودأبت النقابات منذ شهرين على تنظيم تحركات عدة على نطاق وطني لدفع السلطة التنفيذية إلى التراجع، ومنها تظاهرات حاشدة بمشاركة الملايين، وإضرابات في المدارس وقطاعات النفط والكهرباء والنقل وسواها.

وفي هذا الإطار، ينفذ عمال جمع القمامة البلديون في باريس إضراباً منذ أكثر من أسبوع.

وأقرّ رئيس هيئة السياحة والمؤتمرات في باريس جان فرنسوا ريال بأن «العاصمة ليست في أفضل أحوالها بالنسبة إلى الزوار الأجانب»، لكنه ذكّر بأن «التوقف عن رفع النفايات مدة أسبوعين في نابولي لم يؤذِ صورة المدينة الإيطالية». واستنتج جازماً أن ما يحصل راهناً لن يترك «أي تأثير» على حركة السياحة في باريس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nxedxbd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"