عادي

قصائد على قافية النور في بيت الشعر

15:26 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة وبالتعاون مع الجامعة القاسمية، أمسية شعرية على مسرح مكتبة الجامعة لكل من جمال الملا، مضر الألوسي، د. إيمان عبدالهادي، ونادي حافظ، بحضور محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ومحمد عبدالله البريكي مدير البيت، والدكتور عواد الخلف مدير الجامعة، وقدمها الدكتور أحمد عقيلي، الذي ثمن جهود الدائرة والبيت في الاحتفاء بالشعر في يومه العالمي، ومواكبة أهم الفعاليات ضمن برنامجه السنوي الذي بات تقليداً يضبط عليه محبو القصيدة توقيت قلوبهم وانتظاراتهم.
افتتح القراءات الشاعر جمال الملا بقصيدة عالية بليغة في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، جاء فيها:
يا ابن الذبيحين يا من في تقلبه
في الساجدين أضاء المنتهى مددا
صلبا فصلبا كريما كان منتقلا
حتى تجلى قريشيا بذات ندى
وأي أم نبي مثل آمنة
وقد تراءت قصور الروم إذ ولدا
ثم قرأ نصاً محتشداً بالأسئلة التي تسعى الروح من خلالها إلى العبور من عتمة التغرب نحو النور، في لغة جزلة، وسهلة، تستلهم لغة وقصص التراث، ويحضر فيها الرمز عبر شخصيات اتخذها الشاعر أقنعة للتعبير عن نفسه من خلالها، يقول:
أنا الذي غاب حد المحو منخلعا
وعاد من حضرة الإطلاق ممسوسا
وعاد يركض ما بين القرى وجلا
يهدي النهار كتابا ما وفانوسا
وعاد يطفئ أشكالا محنطة
مآذنا.. مذبحا.. برجا وناقوسا
مضر الألوسي بادر بتحية الشارقة بقصيدة رشيقة اللغة، مبتكرة التصاوير، أطربت الحاضرين الذين أصروا عليه ليعيدها على أسماعهم يقول فيها:
على البابِ تلميذةٌ طارقةْ
مدارسُ في عينها غارقةْ
فتحتُ لها فاستحالت وسالتْ
و قالت أنا اللحظةُ الفارقةْ
وكلُّ الحسانِ التي قد رأت
عيونيَ من حُسنها سارقةْ
ثم قدم عدة قصائد تعزف على وتر الذاكرة، وتشف عن رسوخ فكرة الهوية والانتماء لدى الشاعر، وتعكس تجربته مع الشعر والحب والحياة، منها:
وطن وجوع وانتظارُ
الموت في وطني اختیارُ
أجلت موتي للجميع
وما تعطلت العشارُ
وبقيت وحدي في الطريق
تلم آثاري القفارُ
مذ كنت طفلاً علقوا
وطناً على كتفي وساروا
إيمان عبدالهادي قدمت نصوصاً، تشي بالاشتغال المكثف على التجربة الشعرية، وتمحورت مواضيعها حول الذات وتساؤلات الغربة، بينما علا صوت الوطن/ الأم التي سرقت أبناءها المنافي من خلال السطور، تقول في قصيدتها «نزهة المشتاق»:
أمامَ الأربعينَ رأيتُ عُمري
يسيلُ على ( الفَوَاتِ) ولا يَسيلُ
يُميِّعُهُ المُضيُّ بلا جهاتٍ...
ويعصمُهُ الوُقُوفُ المُستحيلُ
وتُربِكُهُ كطِفلٍ نرجسيٍّ
رؤاهُ، وطبعُهُ النَّزِقُ العَجولُ

نادي حافظ شدا للحب والوطن بفلسفة عاشق يتسرب النيل بين سطوره ساقياً أخيلته ثراء المعاني و الصور...، يقول في قصيدته «صلاة ناقصة»:
فِي حُبِنَا تَجِـدُ الخُرَافَـةُ شَكْلَهَـا
وتَحِـنُّ فَلْسَفـةٌ إِلَـى الهَـذَيَـانِ
مَـا بَيـنَ قَلْبَينَـا بِـلادٌ شُيّـدتْ
مِـنْ فِتْنَـةِ التّفّـاحِ بِالـرُّمّـانِ
مِـنْ أيِّ قَافِيَـةٍ سَأبـدَأُ مَوْجَتِـي
وبَـأيِّ هَاوِيـةٍ سَيَصْعَـدُ شَانِـي
وفي الختام كرَّم محمد القصير الشعراء، ومقدم الأمسية بحضور مدير الجامعة القاسمية ومدير بيت الشعر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3c75zryr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"