عادي
خلال القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي ومع اقتراب «COP28»

ماجد السويدي: تغيّر المناخ يهدد بتقويض المكتسبات الصحية عالمياً

18:21 مساء
قراءة 4 دقائق
ماجد السويدي يلقي الكلمة الافتتاحية
ماجد السويدي يلقي الكلمة الافتتاحية
أثناء حلقة الآثار المستقبلية لتغير المناخ على صحة الإنسان
أثناء حلقة الآثار المستقبلية لتغير المناخ على صحة الإنسان
تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير (1)
تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير (1)
أبوظبي: «الخليج»

اختتمت فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي، الأربعاء، في أبوظبي، والتي جمعت كبار الخبراء والمتخصصين في مجالات المناخ والصحة والتكنولوجيا، بهدف تحفيز الأفكار وتقديم الحلول المبتكرة للتخفيف من الآثار السلبية للاحتباس الحراري في صحة الإنسان من حول العالم.

ويأتي تنظيم القمة التي تشارك في استضافتها مبادرة بلوغ الميل الأخير – مجموعة البرامج الصحية العالمية التي تحظى بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بهدف تحفيز مجتمع الصحة العالمي لتحقيق مزيد من الشراكات الجديدة، وتأمين التمويلات اللازمة لدعم استراتيجيات الصحة المرتبطة بالمناخ، قبيل عقد مؤتمر الأطراف 28 في وقت لاحق من العام الجاري.


  • تيدروس أدهانوم: الأزمة المناخية العالمية هي أزمة صحية
  • علينا تبنّي استراتيجيات فعالة للتخفيف من آثار التغير المناخي

وحذّر ماجد السويدي، المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف «COP28» خلال كلمته الافتتاحية، من أن تغيّر المناخ يهدد بتقويض المكتسبات التي تم تحقيقها حتى الآن في مجال الصحة على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة، وشدّد على ضرورة تجديد الالتزامات والتعاون والتمويل لتعزيز الأنظمة الصحية وضمان حماية المجتمعات الضعيفة من التأثيرات المناخية.

وقال: «سيقدم مؤتمر «COP28» أول تقييم عالمي على الإطلاق، حيث سيجتمع العالم بأكمله لتقييم التقدم المُحرَز حتى الآن، في ما يخّص هدف اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وسيكشف المؤتمر الفجوة ما بين الطموحات والواقع، ومن المحتمل جداً أن نكون بعيدين عن المسار الصحيح، وسيكون العالم عندها بحاجة إلى تصحيح هذا المسار».

وأضاف: «من خلال ترؤس دولة الإمارات لمؤتمر COP28، ستساهم الإمارات في ضمان تسريع العمل والتعاون لإعادة العالم إلى المسار الصحيح بحلول عام .إن التحديات التي نواجهها هائلة، ولتحقيق أهدافنا، يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 43% خلال مدة زمنية تقل عن سبع سنوات من أجل تعزيز نظام الرعاية الصحية، وتحقيق خطوات ملموسة في التكيف، والوقاية، والتعافي، للمجتمعات المتضررة».

وتابع: «علينا العمل سوية لتحقيق التضامن المطلوب في هذه النسخة من مؤتمر الأطراف، وأن نربط بين شمال العالم وجنوبه، وأن نستقطب كل المعنيين والمسؤولين، بمن فيهم المتخصصون في القطاع الخاص والعلماء والمجتمعات والنساء والشباب، دون ترك أي فئة بعيدة عن هذه المسيرة، ومن خلال تبني نهج شامل، نأمل أن نختتم مؤتمر COP28 بتقديم الحلول والنتائج في الرعاية الصحية والتخفيف من التأثيرات السلبية والخسائر والأضرار».

كما نوّه الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال كلمته على الضرورة الملحة لتحقيق مزيد من الشراكات الجديدة ودفع الاستثمارات التي من شأنها دعم استراتيجيات التكيف الصحي العالمي مع التغير المناخي، قائلاً: «إن الأزمة المناخية العالمية هي أزمة صحية وتلقي الظواهر المناخية المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي، وتهالك الأراضي الزراعية، ونقص الغذاء والماء، بآثار كبيرة في صحة الملايين من الأشخاص حول العالم».
وأضاف: «يجب علينا أن نتبنّى استراتيجيات فعالة للتخفيف من حدة آثار التغير المناخي، مثل استخدام التقنيات المبتكرة، والاستثمار في النظم الصحية المقاومة لتلك التغيرات، وتجهيز قوى مدربة عاملة في القطاع الصحي، وذات أجور مناسبة».

وتابع: «تلقي الأزمة المناخية العالمية بثقلها علينا جميعاً، الأمر الذي يستدعي توحيد كل الجهود في جميع الدول والقطاعات للاستجابة لتحديات هذه الأزمة، بما يسمح لنا ببناء مستقبل صحي وعادل وأكثر استدامة للجميع».
من جانبها، سلّطت تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير، الضوء على الفرصة البارزة التي تتيحها القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي لدفع جهود جديدة في مجال العمل الصحي المرتبط بالمناخ، بما يسهم في تحقيق طموحات وأهداف قيادة دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP28، قائلة: «نحن نقف اليوم عند منعطف هام جداً في مواجهة التحديات الصحية التي يفرضها التغير المناخي، إذ إننا جاهزون للحد من تأثير تلك التحديات عبر ثلاث نقاط هامة رئيسية تتمثل في: الالتزام العالمي غير المسبوق للحد من التغير المناخي وإيقاف تدمير كوكبنا، الوعي المتزايد بأثر تغيرات المناخ على صحة الإنسان، وظهور الأدوات والتقنيات الجديدة الكفيلة ببناء أنظمة صحية عادلة ومرنة في وجه التغيرات المناخية».
وأضافت: «لقد أكّد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في خطابه خلال مؤتمر الأطراف «COP27»، على الضرورة الملحة لتوحيد الجهود والعمل معاً بعزيمة وتفاؤل لمواجهة التحديات التي تعصف بكوكبنا. وهذا هو بالضبط ما نسعى إلى تحقيقه اليوم من خلال القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي، دعونا نحقق أقصى استفادة ممكنة هنا اليوم ونختتم هذه القمة بخريطة طريق واضحة لمستقبل صحي أكثر للجميع».
تستمر فعاليات القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي لعام 2023 على مدار ثلاثة أيام متتالية من 14 وحتى 16 مارس الجاري، في أبوظبي، وتنعقد بتعاون مشترك بين مبادرة بلوغ الميل الأخير ومبادرة التنبؤ بمستقبل صحي.
وساهمت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي، التحالف العالمي من المنظمات الصحية والتقنية الرائدة والذي تقوده منظمة ملاريا نور مور ويحظى بدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، منذ انطلاقها لأول مرة في 2020 في دفع الابتكار والاستثمار لتبني استراتيجيات وتقنيات جديدة تهدف لحماية مكاسب الصحة العالمية من آثار التغير المناخي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nzf644n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"