المنقذون

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نتطور لكن الأرقام تقول إننا نمشي قدماً في هذا المجال ببطء، ويمكن ترجمة هذا البطء بأن «الفكرة» ما زالت لم تختمر في عقول الناس ولم تأخذ مسارها التلقائي كي تحقق الانتشار الواسع، وكي تتحول من حالات استثنائية إلى حالة عامة؛ نتحدث هنا عن التبرع بالأعضاء سواء بعد الوفاة أو قبلها، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً في الإمارات، لكنه يحتاج إلى المزيد من دأبنا كي تتسع دائرة انتشاره ويتحول من ظاهرة استثنائية إلى سلوك إنساني طبيعي ومنتشر في المجتمع.
حين نعلم أن «حديثي الوفاة» تبرعوا منذ ٢٠١٧ أي خلال ستة أعوام في الإمارات بنحو ٤٦٠ عضواً من أعضائهم، نشعر بأمل في تحقيق تقدم ملموس في مجال نشر ثقافة التبرع بالأعضاء خلال السنوات القريبة المقبلة، كما يجعلنا نعيد التفكير في كيفية عملنا على أرض الواقع ووضع خطة مدروسة لتصحيح مفاهيم خاطئة سادت في كل المجتمعات العربية وحالت دون حث الناس على التعامل مع مفهوم التطوع بالأعضاء باعتباره عملاً إنسانياً يسعف وينقذ أرواحاً كثيرة ويساعد في تحقيق أمل الشفاء لمرضى وصلوا إلى حافة اليأس من استمرار العيش لولا هذه الطاقة التي أتت من نافذة التبرع بأحد أعضاء الجسم السليمة مثل القلب والكلى والكبد والرئة والأمعاء والبنكرياس.
 آخر ما أطلعنا عليه الأطباء أن الأرقام في الإمارات تؤكد أننا نحرز تقدماً في أعداد المتبرعين بأعضائهم عاماً بعد الآخر، حيث شهدنا زيادة بنسبة ٤١٪ ممن تبرّعوا بأعضائهم من «حديثي الوفاة»، خلال ٢٠٢٢ مُقارنةً بالعام ٢٠٢١..
نسبة جيدة وزيادة ملحوظة، لكنها لن تكون كافية كي تنقذ أرواحاً تنتظر بكل رجاء وأمل من يمنحها ما يساعدها على الشفاء واستكمال رحلتها في الحياة بلا ألم وبلا خوف وقلق من الغد ومن احتمال الوفاة في أي لحظة بسبب المرض والحاجة الماسة إلى استبدال القلب أو الكبد أو أي عضو من أعضاء الجسم العليل بعضو سليم، خصوصاً إذا كان المتبرع قد فارق الحياة للتوّ. 
 هناك قصص كثيرة لحالات إنسانية حول العالم نتعلم منها الدروس، نأخذ منها مثلاً الفتاة البريطانية ابنة ال ١٣ عاماً التي أنقذت ٨ أشخاص منهم ٥ أطفال إثر تبرع أهلها بأعضائها فور وفاتها بسبب مرض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.. وفتاة لم تتجاوز ١٩ عاماً أنقذت حياة والدتها في أمريكا، حيث تبرعت إليانا بأحد أعضائها إلى فتاة مريضة وبالمقابل تبرعت شقيقة هذه الفتاة بإحدى كليتيها لوالدة إليانا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/eamd79cv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"