عادي
الإعاقة لم تمنعها من تقديم رسالة مهمة للمجتمع

شيخة المنصوري.. كفيفة حوّلت التحديات إلى فرص نجاح

23:59 مساء
قراءة 3 دقائق

العين: منى البدوي

بالرغم من أنها لم تر النور منذ ولادتها، إلا أن شيخة المنصوري، من أصحاب الهمم فئة المكفوفين، استطاعت أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، بعد أن واجهت التحديات وحولتها إلى فرص نجاح وإلهام لغيرها من المكفوفين، وذلك عبر أساليب تجعلهم قادرين على العطاء وخدمة الوطن والمجتمع والذات.

كما أن الإعاقة لم تمنع شيخة من أن تقدم رسالة مهمة، مفادها أن «الكفيف إنسان يستطيع أن يكون منتجاً، لكنه يحتاج فقط إلى فرصة ليتمكن من العمل والإنتاج وممارسة الحياة بشكل طبيعي».

وسعياً لتوصيل رسالتها، سخرت قدراتها وإمكاناتها لتوعية المجتمع من مبصرين ومكفوفين بأساليب التعامل مع المكفوفين، وذلك من خلال ورش ومحاضرات، إضافة إلى تسخير التكنولوجيا لنقل تجاربها التي تسهم في تشجيع المكفوفين على العيش بشكل طبيعي ومواصلة الحياة كعنصر فاعل في المجتمع.

وقالت شيخة، البالغة من العمر 24 سنة: «ولدت قبل أن أكمل الشهر التاسع، وقدّر الله أن أتضرر من الأشعة الصادرة من جهاز«الخدج» لأصاب بعدها بالعمى، وهو ما قابلته بالرضا بقضاء الله وقدره والإصرار على العيش بشكل طبيعي وتحقيق الآمال والطموحات، وبالفعل درست وتخرّجت هذا العام لأكون أول كفيفة تتخرج في جامعة زايد بتخصص تربية طفولة مبكرة».

وذكرت أنه بعد أن واجهت العديد من التحديات، قررت أن تقدم رسائل للمجتمع، وعملت على توعية الكفيف الذي يهاب مواجهة المجتمع، من خلال إطْلاعه على تجاربها المختلفة بحيث تكون مصدر إلهام وتشجيع له في نفس الوقت، إضافة إلى توعية أمهات المكفوفين وتعريفهم بأساليب وكيفية التعامل مع الطفل الكفيف، بل إطْلاع أفراد المجتمع بشكل عام على قدرات وإمكانيات الكفيف.

وأضافت: «بالتنسيق مع الجهات المختصة، أقوم بعمل ورش خاصة للأطفال تتضمن قراءة لهم وأيضاً ورش للبالغين حول كيفية استخدام الكفيف للعصا وقراءة الكتب وتقديم محاضرات أنقل من خلالها تجربتي وقصة نجاحي برغم التحديات».

وقالت: «إنه في ظل انتشار التكنولوجيا وتزايد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، قررت أن أقوم بصناعة محتوى هادف من خلال حساب شخصي غير ربحي على وسائل التواصل الاجتماعي، لأتمكن من الوصول إلى أكبر شريحة، بما يساهم في توصيل الرسائل الهادفة وتجاربي الناجحة في مواجهة التحديات وأيضاً تقديم محتوى هادف».

وتابعت: «أصور من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، حياتي العادية التي أعيشها بسهولة بالرغم من الإعاقة البصرية، ويسعدني تفاعل أفراد المجتمع بطرح تساؤلات حول الصعوبات التي أواجهها في الحياة وكيفية التغلب عليها، وأيضاً اهتمام الأمهات الذين لديهم أطفال فاقدو البصر بأساليب التعامل مع الأطفال وكيفية تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وهو ما جعلني أشعر بأهمية ما أقدمه من خدمة للمجتمع ويجب أن أحرص على تطويره ومواصلته».

وأشارت إلى أنها تقوم بتصوير المواقع الترفيهية والسياحية في الدولة، وذلك ليتسنّى لجميع أفراد المجتمع أن يشاهدوا تلك المواقع ببصيرة الكفيف وإحساسه، وأيضاً تشجيع المكفوفين على الترفيه عن أنفسهم لبث روح التفاؤل والسعادة في النفس.

وفي نهاية حديثها، كشفت شيخة عن طموحاتها الرامية إلى الحصول على وظيفة، مشيرة إلى أنها تبحث عن فرصة عمل تمكّنها من تعليم الأطفال المكفوفين بطريقة «برايل» أو المبصرين والتي من الممكن أن تمارسها لمرحلة رياض الأطفال مع وجود معلم مساعد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7vwx9nnj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"